لم يكن هناك شخص يستطيع حل محتويات الرسالة سوي الدكتور يوسف عمران عالم اللغات المعروف ، طلب رقم هاتفه ولم الدكتور يوسف لم يجيب الاتصال ، شعر رفع بالقلق واسرع الي الخارج ليستقل سيارته ويتوجه بسرعة الي التجمع الخامس ، في شقة سكنية صغيرة يقيم بها الدكتور يوسف ، توقف رفعت امام الباب ، تحركت كاميرا صغيرة اعلي الباب وما ان ظهرت صورة رفعت علي الشاشة فتح الباب ، خلف جهاز حاسوب قديم الطراز جلس رجل عجوز تخطي العقد السادس من العمر يرتدي بالطو من الصوف وقبعه ويدخن سيجار له رائحة كريهة ، نهض من مقعده وتوجه نحو الباب
_ اتفضل يا رفعت
دلف رفعت الي الداخل ، وظل ينظر حوله تحف ورسائل قديمة جدا في كل مكان ، لم تتغير الردهة كثيرا عن المرة الاخيرة التي زاره فيها منذ عدة سنوات
اخرجه من غفوته صوت الدكتور يوسف
_ انتا لسه فاكرني بعد السنين دي كلها ، اكيد في قضية كبيرة ومحتاج مساعدة
شعر رفعت بالخجل ، لأنه لم يتواصل معه منذ سنوات ، وجلس علي احد المقاعد
الصراحة يا دكتور في قضية ومحتاج فعلا مساعدتك لأنك الوحيد الي يقدر يساعدني فيها
_ اتفضل انا تحت امرك
استدل رفعت هاتفه من جيب بنطاله وعرض عليه الرسالة وقدمها له
تناول الهاتف وارتدي نظارته ذات العدسات السميكة لكي يستطيع القراءة ، ملامح الذهول ارتسمت علي وجهه ، فهذه اللغة لم يستطيع ترجمتها احد
_ ممكن افهم ايه حكاية الرسالة دي
وبدا رفعت يقص عليه ما حدث في مكتب مدير الأمن حتي وصول الرسالة
_ الشخص الي بعت الرسالة دي ذكي جدا عارف كويس هو بيعمل ايه
حضرتك تقصد ايه
_ اللغة دي كانت لاحدي القبائل الي كانت بتعيش في غابات الامازون من مئات السنين ، ومحدش عرف يترجمها لحد انهارده غير اتنان ، واحد قدر يوصل لحد هناك والغريب انه لسه عايش لان بنت الملك اعجبت بيه والتاني بمجرد دخوله الجزيرة عن طريق الخطأ اتغدوا بيه مع انه بيتكلم بنفس لغتهم ، وكمان القبيلة دي بترفض دخول اي شخص غريب بينهم ، علشان كده مستحيل حد يعرف يترجمها ، بس ممكن تسبيني يومين يمكن اقدر اوصل لحل
غادر رفعت منزل الدكتور الي سيارته ، ليرتفع رنين هاتفه مرة اخري
تناوله من المقعد المجاور له ليجده خالد
_ خير يا خالد في ايه
مش خير خالص يا افندم ، كنا بنعمل تحريات عن فتحيه اكتشفنا جثة عسران اخر واحد تواصل مع فتحيه قبل ما تترحل
والاغرب من كده لقينا رسالة غريبة جنب الجثة بلغة غريبة
شعر رفعت ان القاتل يلعب لعبة ذكاء ويريد منه اللعب معه ، وهذا النوع من القتلة لا يخطي الا اذا شعر بغروره
انهي رفعت المكالمة بعد ان حفظ العنوان وتوجه الي هناك
داخل احد احياء مصر القديمة التي لا تعلم عنها الحكومة الكثير يعيش عسران ، رجل اسمر البشرة طويل القامة ذو ملامح حادة ، يرتدي جلباب طوال الوقت ، لا يعرف عنه جيرانه الكثير فهو منطوي مع نفسه ، الي اليوم الذي اكتشف فيه احد الاطفال الذين يقنطون بالمبني جثته عن طريق الصدفة ، اثناء عمل التحريات عنه ، كانت جثته تتوسط ردهة الشقة وسط بحيرة من الدماء بنفس الطريقة التي قتلت بها فتحيه ، وفجأة
يتبع
