2

14.1K 515 1K
                                    

*البدايات*

"حسب الملف الموجود أمامي حاليا و حسب ما تؤول إليه رغبة الطرفين تم قبول الدعوة بعد ان تمت دراستها و منذ هذه اللحظة حكمت المحكمة بتنفيذ قرار الطلاق بين كل من فكتور بروفاسي و ليليا ألفارو قفلت الدعوة "

طرق القاضي مطرقته الخشبية مرتين فوق الطاولة ليرفع فكتور نظره أخيرا من الطاولة لتقع على تلك التي تجلس في الجهة الأخرى من الغرفة بصمت و رأسها منحدر للأسفل.

بالرغم من أن محاميه كان يتحدث معه و يهنئه على الطلاق إلا انه لم يستطع ان يبعد نظره من عليها، كان ينظر و ينظر ينتظر ان ترفع رأسها يريد ان يرى عيناها التي لطالما كانت الشيء الذي أسره، زواجهم لم يكن مثاليا و لكنه يعترف الان هي الوحيدة التي لطالما جعلت قلبه ينبض بنظرة منها، هي مختلفة عن الجميع بالنسبة له.

و لكن لماذا لا ترفع رأسها، ألا يجب ان تنظر اليه بتحد كما تفعل دائما، ها قد حصل ما تريد، ها قد تم طلاقهم، و ها هي قد تخلصت منه كما ارادت

" اليوم الذي سوف أتحرر فيه منك سوف يكون أسعد يوم بحياتي "

لقد كانت تكرر هذه الجملة يوميا منذ زواجهم، بالرغم من أن الطلاق شيء لا يعترف به في قانون حياتهم و لكنه قرر أن يعطيها ما تريده، قرر ان يحررها الان

خرج فكتور من شروده و هو ينظر بصدمة إلى عيونها الحمراء بسبب الدموع، تصلب جسده و اعتدل في جلسته و هو يشاهد نظرتها المجروحة و المنكسرة و كأنها تلومه على ما حصل قبل قليل. رمش أكثر من مرة مصدوما محاولا استيعاب سبب بكاءها، تنظر اليه و كأنه قد كسر قلبها من جديد، اول مرة يشاهد هذه النظر في عيونها، انها حقا تلومه و لكن على ماذا؟

سقطت دمعة يتيمة على خد ليليا التي اغلقت عيناها الاثنتين بقوة و كانها تحاول منع نفسها من البكاء اكثر. شعر فكتور و كأن نبضات قلبه تسارعت بسبب دموعها، توقف كل شيء حوله كان يراقب كل تحركاتها بهدوء يحاول ان يستوعب ما الذي يحصل الان.

༺ عائلة بروفاسي ༻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن