5

11.3K 512 1.2K
                                    

*التغيير*

الحياة، ما هي الحياة؟ هل يعتبر التنفس كون الشخص على قيد الحياة ام هو بحاجة لشيء آخر، شيء مثل الاهل، العلاقات، الحب، الصداقة... المشاعر.

ماكسيمس سامويل بروفاسي، الابن الوحيد للابن الاكبر لعائلة بروفاسي ابن سامويل بروفاسي، زعيم المافيا الايطالية الذي يملك كل شيء، المال، القوة، الجمال، النفوذ، خوف الناس منه، و لكن هل يملك حياة كاملة؟

لا، لا احد يملك كل شيء بوقت واحد، يجب ان ينقصه شيء، و لو كان شيءا بسيطا للغاية. في حالة ماكس ينقصه شيء، شيء قد يكون غير مهم لبعض الاشخاص، و اخرين لا يعرفون حتى اهميته، ماكسيمس بروفاسي ينقصه الشعور.

ان تشعر شيء طبيعي للغاية، عندما نشعر بالفرح نبتسم، عندما نشعر بالحزن نبكي، عندما نشعر بالاشتياق نحِنُ و عندما نشعر بالخذلان نتألم و لكن ماكس لا يمكنه ذلك، لا يمكنه الشعور بالحر و لا بالبرد، لا يمكنه الشعور بالحزن و لا بالفرح، لا يمكنه الشعور بالحب حتى لوالديه و عائلته فكيف يمكنه ان يحب شخصًا آخر ؟

بدأ كل شيء عندما كان طفلا في الثانية عشر، عندما شهد على ما لا يستطيع العقل تحمله، لقد شهد مقتل والدته الحامل أمام عينيه و لكنه لم يستطع القيام بشيء، كان ينظر فقط. تلك الحادثة الأليمة، تلك الذكرى التي لا تمحى من امام عينيه هي من جعلت ماكس يكبر بيوم واحد من طفل صغير بالثانية عشر الى انسان بارد لا يشعر.

ماكس الذي ظل بجانب جثة والدته الباردة وسط دماءها، ماكس الذي عانقها و هو يعلم بأنها لم تعد هناك، ماكس الذي حمل نفسه المسؤولية، ماكس قد فقد نفسه بذلك اليوم. بعد ان تم العثور عليه كان ينام بحضن والدته الميتة، تم اخذه الى المشفى مباشرة حيث تسببت الصدمة بفقدانه لنطق، و لكن ليس ذلك فقط بل مع فقدان والدته لم يرحل نطقه فحسب بل رحلت معها كل مشاعره.

تفاجىء الجميع لعدم شعوره، كان شيء غير متوقع بل لا يقبله عقل، طفل يفقد بسمته، طفل يفقد دمعته، طفل بلا مشاعر لا يعد طفلا، طفل بلا مشاعر ماتت طفولته فما هي الطفولة بدون مشاعر.

حاول جميع افراد عائلته الوصول الى علاج من اجله ، تم اخذه الى اكثر من طبيب من بلدان مختلفة، و لكن ماكس كان فاقدا كلا النطق و المشاعر، ماكس كان فاقدا لنفسه.

مرت سنوات و هو على حاله، كان يكبر يوما بعد يوم و بروده كان يكبر معه، اخبرهم الطبيب ان مشاعره قد تعود بيوم و لكنها بحاجة الى حافز فكما فقدها بسبب صدمة من المحتمل ان تعود بسبب صدمة اخرى و لكن لا احد متأكد من ذلك.

بين عالم المافيا كان ماكس بالرغم من صغر سنه الا انه اثار اهتمام الكثير من الاشخاص خصوصا بعد ان احب جده فكرة عدم شعوره بتاتا و اعتبره رمز قوة. طفل الثانية عشر كان يحضر اجتماعات المافيا مع جده السادي و المجنون، طفل لا يشعر ابدا مع جد سادي كان خليطا يخاف منه الكثير خصوصا لكونهم من عائلة بروفاسي نفسها.

༺ عائلة بروفاسي ༻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن