ترنيمة الحوت.

470 39 77
                                    


_

٢٠٢٣.١١.١٧
_

١٧_

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_

راودني ذات ليلة حلمٌ جميل.

كنت أقف أمام محيطٍ ساكنٍ و داكن، أمواجه تتحرك بانسيابية صامتة، و كان خالٍ من الحياة بشتى أنواعها من النظرة الأولى.

كانت أقدامي راسية على الشاطئ المتلألئ بتلك القناديل الملونة الجميلة، لونها كان براقًا للغاية فجعلني أتعجب، و انبهرت و رحت احدق في تفاصيلها الدقيقة فسبحان ما أبدع الخالق بصنعه!

و لكن تلك القناديل الطافية في الهواء قررت الدخول إلى الماء، و لم أكن أريد مفارقتها فتبعتها بخطواتٍ حذرة، مغمورة بفضول طفلة أحبت ألوان ما رأته، خطوة تلتها خطوة أخرى و بدأ الماء يصل إلى ركبتيّ ثم إلى وركي.

برودة المياه جمدت أطرافي، إلا أنني تابعت التقدم بلهفة و شوق لتأمل كل تلك الألوان الزاهية.

حتى انزلقت قدمي في تلك المياه، و شعرت بالهواء ينفذ من رئتي، و نبضات قلبي تباطأت بشكل مميت، و لم أفتأ ألوح بيدي بين تلك الأمواج احاول العودة إلى السطح فألهث الهواء، إلا أن المياه سحبتي، و تلك القناديل تراقصت من حولي فرحًا لغرقي! و ما لبثت ان شعرت أن الحياة غادرت جسدي حتى جحظت عيناي للمنظر المهيب!

لقد كنت أغوص في أعماق المحيط، و الحياة عادت تدب فيه من جديد، فكان هناك الملايين من الأسماك الملونة متفاوتة الأحجام و مختلفة الأشكال تسبح من حولي.

و هل يمكنني أن أصف ما شعرت به في بضع سطور؟

كان منظرًا مهيبًا بقدر كونه مبهرًا، و تناسيت كوني أغرق حتى ما عدت أشعر بالإختناق، و طاف جسدي بخفة بين تيارات المياه التي تداعبه بلطف، و نمَت إبتسامة واسعة على شفتي حينما تراقصت الأسماك من حولي، و بدا الأمر و كأنهم يقيمون حفلة راقصة!

و لكن تلك الحفلة التي يقيمونها قطعها حضور شخصٍ غير مرغوب، أو هكذا ظننت! فما إن نظرت إلى من يهربون منه حتى سقط قلبي في جوفي، فقد كان حوتًا أحدبًا عملاق الحجم رمادي اللون، و بقدر كونه كان جميلا مبهرًا يُسبّح الناس ربهم لخلقته إلا أنه يبث الرعب في صدور ناظريه!

ترنيمة الحوت الأحدب. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن