عصر اليوم التالي...
دثرت مريم صديقتها بالغطاء جيدًا بعدما اهلكها البكاء منذ جاءت لها صياحًا فسقطت نائمة فوق فراشها.
جلست ارضًا تنظر لوجهها المحتقن بالدماء حزينة لحال صديقتها المسكية.
مسحت على شعرها شاعرة بالذنب تجاهها أنها لم تستطع انقاذ قلبها الصغير من عذاب الحب.رنين جرس الباب جعلها تنهض من مكانها ارضًا وتغلق باب غرفتها على ميار النائمة قبل أن تتجه للباب وقد خمنت هوية الزائر بالفعل.
-"مرحبًا"
همس إبراهيم متكئًا على إطار الباب بوهن لم تراه يتملك منه يومًا كما الآن، تشبثت بالباب كي لا تترك العنان لنفسها فتحتضنه وتواسيه.
-"أهلًا"
اجابت وظل الصمت لحظات والاثنان يراقبان بعضهما البعض الأعين تحكي ما يعجز اللسان عن نطقه.
-"هل استطيع الدخول قليلًا؟"
طلب ووافقت مريم في ثانية.جلست على الكرسي المجاور له وتذكرت عندما جاءها بشكوكه، ما أشبه اليوم بالأمس. كان مغمض العينين بأرهاق يرجع رأسه للخلف وخصلاته الناعمة الطويلة قد تراجعت، جعلها مظهره تتأمله طويلًا فلا حظ لها فيهِ إلا لذةُ النظر.
-"لماذا لم تحبني!"
تعجب بألم جعل الدموع تتدفق من عينيها وهي تسأل نفسها نفس السؤال. بينما هو يردف:
-"لم أتخيل أن أتألم هكذا يومًا"
كم ودت لو تحتضنه، تمتص كل أوجاعه تأخذه هي، فقط لتراه يخرج من تلك الحالة السيئة التي هو بها.
هو لا يستحق هذا، ميار أيضًا لا تستحق
وهي..هي لا تستحق أن تراه يزف لغيرها من جديد.
"أنا أعشق غيرها"
كلماته مازالت تتردد داخلها وتدمي قلبها.
سينتهي كل هذا يومًا، سيترك إبراهيم ميار وشأنها تعرفه لن يرضى بأذيتها، وبعدما يتركها سيسعى خلف عشقه الحقيقي، سيرحل عنها.-"لماذا تبكين؟"
سأل بقلق ينظر لوجهها الرطب قبل أن يمد كفيه يزيح الدموع بعيدًا يخبرها:
-"لا داعي للبكاء يا مريم أنا لن أؤذيها..هذا ليس ذنبها..نحن لا نستطيع إجبار أحد على حبنا"
تعرف..فقد فشلت سابقًا في اجباره على حبها واثناء محاولاتها المستميتة للفت نظره كان هو منجذب لأعز صديقاتها.سكنت يداه فوق وجنتها الساخنة يتأملها واحتار، أهو حر الآن في التعبير عن مشاعره تجاه أقرب اصدقاء خطيبته؟ والتي لم يعرف متى وكيف وقع بحبها..لم يدرك مشاعره تجاهها إلا مؤخرًا وكم اوجعته تلك المشاعر فحاول الابتعاد، حاول اصلاح علاقته بميار لعله إن رأى الحب منها ينسى مشاعره تجاه صديقتها.
كان يؤلم نفسه باللجوء لمريم في حل مشكلاته مع ميار، كانت تدفعه تجاه صديقتها واحتاج هو ألم التخلي هذا ليتغلب على مشاعره تجاه مريم ويحاول مع ميار، لكن يبدو أن المشاعر عادت تطفو على السطح من جديد، أن قلبه شعر بالحرية في حب من يريد فبدأ يطالب بكل ما يبتغيه..مريم.
امال رأسه لتستريح فوق جبهتها واغمض عينيه يستنشق عبقها عن قرب فشعر بها ترتجف بين كفيه.
و سمعها بتوتر تناديه همسًا.
سحب نفسًا عميقًا اراد به أن يحبس عطرها داخل صدره للأبد لعله يبرد نار عذاب الحب التي يتلظى بها.
ابعد جبينه عن جبينها واستبدله بثغره في قبلة طالت، ثم ابتعد.
حرمها من دفء قربه ونهض يقول بخفوت:
-"أبلغيها أنني سأتركها..وليسعى كلٌ لحبه"
وبصمت رحل، مع صوت اغلاق الباب انخرطت مريم في نوبة بكاء حاد.
لقد اقترب منها اليوم كما لم يقترب من قبل، اقترب وهو يبلغها أنه سيسعى خلف حبه.
لماذا الحياة قاسية هكذا! لماذا تتفنن في إيلامها؟
هل كان يودعها؟ مازال متألمًا لكذبها عليه فقرر إنهاء صداقتهم!
أنت تقرأ
محراب كافر
Любовные романыثوبها اليوم كان بلون شفتيها، وردي شهي كوجنتيها. يا ويله منها، شقاوتها ودلالها. أما هو؟ فهو أحمق كبير، يقنع نفسه أنه راسٍ في شاطئها بينما الحقيقة أنه يغوص في حبها. لا يدي كيف تطور الأمر حقًا لكنه حدث! ملاحظة:محتوى النوفيلا ليس طبيًا على الإطلاق💗