الفصل الثالث

150 10 0
                                    

بعد شهر أخر...

ألقى الهاتف فوق الفراش واتبعه بربطة عنقه، متأففًا اتجه إلى مطبخه يعد خلطة الأعشاب المهدئة للأعصاب،التي أدمنها كمريم، وكل هذا بسبب من؟
سيكون حقيرًا إن ألقي بكل اللوم على عاتقي خطيبته _اسمًا_ميار.
صحيح أنها من تثير أعصابه لكن إن فكر قليلًا سيجد أنه الملام الوحيد في هذا الأمر.
هو المخطئ من البداية، وميار..إحدى ضحاياه.
زفر بضيق عندما تذكر كيف بدأ كل هذا...

أول مرة رأها كان آخر عام دراسي له في الجامعة، كان قد نظم رحلة هو ومجموعته، ومريم كانت فرد في المجموعة آن ذاك ودعت ميار للقدوم معهم.
ميار كانت..مشرقة للغاية، جذابة وودودة جدًا.
دخلت قلوب الجميع من اللحظة الأولى، خصوصًا قلبه الذي انجذب إليها.

-"هذه ميار صديقة طفولتي بالعام الثاني في كلية الأداب..وهذا الوسيم يكون إبراهيم قائد مجموعتنا"

ابتسم بحنين عندما تذكر مريم وهي تعرفهم على بعضهم.
فكما كانت ميار الإشراق، كانت مريم الدفئ، ومازالت.

وهكذا كانت البداية، كان اللقاء الأول بفعل القدر، أما ما تلى ذلك من أخطأ كان بفعل يديه.

عاد بذاكرته للأيام التي كان يتقرب فيها من ميار، ولعب الحظ دوره عندما تم الموافقة على تدريبه في الشركة التي يعمل فيها والدها.
فنظر للأمر كأنه إشارة من القدر انه يسير في الطريق السليم.

أعجب بشخصية والدها القوية والصارمة، رأه مثلًا يحتذى به على المستوى المهني، ورأى ابنته فتاة مهذبة وجميلة كما أنه يكن لها مشاعر الإعجاب لذلك أتخذ قراره في الإرتباط بها.
بسزاجة اتخذ قرار واحد خاطئ ترتب عليه الكثير.

يوم قرر ذلك اتصل بمريم، بعد عدة أشهر من انقطاع التواصل بسبب انشغاله.
وعندما اخبرها بقراره دعمته كثيرًا ورحبت بالفكرة، يتذكر جملتها يومها حين قالت:
-"أدام الله عليك السعادة التي أسمعها في صوتك"
لكن دعائها لم يستجاب!
لأنه حرص على أخذ اراء الجميع إلا رأي المعنية بالأمر.
وضعها تحت الأمر الواقع عندما قدم هو ووالديه لبيتها يطلب يدها.

فأخطأ عندما تسرع في الحكم على مشاعره، وعندما أختار ميار لأنها تناسبه من حيث معاير المجتمع، وأخطأ عندما أراد لطلبه أن يكون مفاجأة، تسرع وضمن موافقتها بنائًا على تصرفها الودود معه وظنه أنها معجبة به أيضًا.

عندما تم الأمر انقشعت الغمامة عن عينيه، لكن بعد فوات الأوان.

لم تخبره ميار أبدًا أنها لا تريد الخطبة، لم تنطق، لكن أفعالها قالت الكثير.
عندما انخرط في عالمها أكثر وجد أن والدها هو من يختار لها كل شيء في حياتها، المأكل الملبس نوع السيارة والهويات وأماكن التسكع، فلا شك أنه اختار الزوج أيضًا.

محراب كافرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن