(1)
_بس انا عارفه ان مشاعري مش مراهقه يا محمد .
قالتها وهي تنظر الي ابن عمها بحزن شديد .. نظر اليها وتحدث بنبرة جامده :
_لا يا ملك انتي لسه متعرفيش حاجه .. انتي مجرد عيله لسه في اولي ثانوي .. امحي كل الخرافات ديه من دماغك .
_انا مش عيله تمام .. انا عارفه انا حاسه بأيه كويس حاول تصدقني .. ولا انت كل مشكلتك انك تحب واحده اصغر منك بـ 7 سنين.
قالتها بضيق ممزوج بسخريه مؤلمة .. تحدث هو وكأنه قد امسك شئ :
_انتي بنفسك قولتي اهو اكبر منك بـ 7 سنين يعني انا لو كنت اتجوزت وانا في سنك ده كان زمان عندي بنت قريبه من سنك .. ابعدي الحوارات ديه عن دماغك يا بنت عمي عشان متتعبيش وانا هعمل نفسي مسمعتش حاجه منك ومش هعرف حد باللي حصل !
تركها وغادر من فوق سطح البناية .. تاركاً ايها تنظر في اثره بصدمة مما قد قاله توا .. هي تحبه لا بل تعشقه ولكنه يرفض ان يصدق ان مشاعرها ليست كذبه بل هي الحقيقه بأكملها .. جلست ارضاً وسمحت لـ دموعها ان تهبط علي وجنتيها حتي تتخلص من ذلك الالم لعل ذلك الحب ينتهي من داخل قلبها مع تلك العبرات الساخنه .
_يا ملك .. يا ملك .. يا دكتـــــــور!
استفاقت ملك من تلك الذكري الحزينه علي قلبها علي صوت صديقتها الواقفه امامها .. تحدثت ملك باستفسار :
_ايوه يا ميار خير؟
_انتي كويسه؟؟
قالتها ميار بشك وهي تنظر اليها فـ هزت ملك رأسها وهي تتحدث :
_اه انا كويسه سرحت بس مش اكتر .
_اللي واخد عقلك ؟
قالتها بنبرة خبيثه وهي تضع يدها اسفل ذقنها فـ ضحكت ملك بسخريه :
_مفيش ياختي .
ضيقت ميار حدقتيها وهي تتحدث بنبرة ذات مغزي :
_يعني مش مصطفي مثلا؟
جحظت ملك بحدقتيها قبل ان تخبرها برد سريع:
_لا طبعا يا بنتي مصطفي ايه .. مصطفي ده اخويا!
_طبعا طبعا .. اخوكي لدررجه انه بيخلص كليته بسرعة جدا عشان يلحق يجيلك عشان يوصلك البيت .. وبيرن عليكي عشان امتحاناتك ومذاكرتك .. وفاكر عيد ميلادك وبيجبلك هديه .. ايوه فعلا اخوكي مهو الاخوات بيعملوا كده ايوه .
قالتها ميار بسخرية شديدة من ملك ومن ذلك التجاهل الذي تتعمد ان تعيش به .. تحاشت ملك النظر اليها فهي تعلم انها علي صواب .. مصطفي لا يعاملها بذلك المسمي الذي اطلقته عليه منذ ثوان .. ولكنها تخشي ان تتطور بهم العلاقة اكثر من لك فهم جيران في نفس المكان لا يفصل بينهما سوي عمارتين .. سرحت بذاكرتها الي العام الثاني من المرحلة الثانوية الخاصة بها عندما اتي اليهم ...
***_يابني بدل ما تقعد تلعب في تليفونك خلصلي الحاجه بتاعتي وروح العب في بيتكم !
قالتها ملك بتأفف وهي تجلس بجواره وبيدها هاتفها لانها تريد ان تطبع الاستمارة الخاصة بها ولا تعلم كيف تفعلها .. نظرت الي الهاتف فجأه عندما وجدته يرن نظرت الي الاسم وجدته هو رفعت شفتيها وهي تتحدث بتهكم :
_انت بترن عليا وانا جنبك .. انت عبيط؟؟
_مسمياني استاذ مستفز!!
قالها بدهشة وهو ينظر الي هاتفها فـ هو قصد ان يفعل ذلك حتي يعلم ما اسمه علي هاتفها .. اغلقت المكالمه ثم تحدثت بتوتر :
_امال عايزني اكدب يعني .
_لا خالص.
قالها بتهكم واضح قبل ان يعود للعبث في هاتفه تلك المره قد غلبها الفضول فـ وجدته قد غير اسمها الي استاذة مستفزة .. رفعت حاجبها من تلك الحركات الطفوليه التي يقوم بها ولكنها لم تهتم حث اخذ الهاتف من يدها ودخل علي الموقع الخاص بالوزاره حتي يساعدها في عمل الاستمارة .. نهضت هي من مكانها قبل ان تسحب هاتفه من جواره دون ان يشعر وتوجهت الي المطبخ حتي تُعيد اسمها من جديد وقد حالفها الحظ ان هاتفه لم يكن يحتوي علي كلمة مرور ...
فتحت هاتفه ولكن الفضول قد تغلب منها فـ دخلت الي احد تطبيقات التواصل الاجتماعي الشهير .. فتحت حدقتيها بدهشة ليست كبيرة لانها كانت متوقعه انه يتحدث الي فتيات ولكن ما صدمها ذلك العدد المهول .. كيف له في ذلك السن ان يتحدث الي كل تلك البنات .. نظرت الي الرسائل بشئ من الاشمئزاز ثم سرعان ما اغلقت هاتفه وخرجت من المطبخ وجلست بجواره وهي تُعيد الهاتف كما اخذته وهي مازالت تفكر فيما رأته منذ ثوان فقط ***
استفاقت من خيالها علي صوت الهاتف نظرت حولها وجدت ميار قد اختفت وذلك بعد ان وجدتها قد سرحت من جديد .. حركت رأسها بيأس ثم نظرت الي الهاتف فـ وجدت مصطفي يتصل بها .. اجابته وهي تتحدث بنبرة مرحه نوعا ما :
_لا لا متقولش هتسألني فاضلك قد ايه صح ؟َ
استمعت الي ضحكته علي الجانب الاخر قبل ان يجيبها :
_طول عمري بقول عليكي ذكيه ولماحه يا ملك .. فاضلك قد ايه بقي؟
_مفضليش انا لسه مخلصه اصلا وكنت قاعده في الكافيتيريا بتاعت الكلية مع ميار بس تقريبا سابتني وخلعت .
_طب وانتي مستنيه ايه ؟؟ يلا يا هانم انا برا .
قالها بنبرة صارمة مرحه فتحدثت ملك بمشاكسه :
_تدفع كام واطلعلك ؟
_ايس كريم شيكولاته .
قالها بخبث فـ اجابته سريعاً وهي تنهض من مكانها :
_انت فين يا ابني ده انا علي الباب اهو .
استمعت الي ضحكته وهو ينعتها بالطامعه وكيف لا تطمع وهو يبتزها بـ الايس كريم المفضل اليها .. خرجت سريعا من الكلية وهي تنظر ناحية الباب وجدته واقفا واضعاً يده داخل جيبه وعلي وجهه بسمة مميزة خاصة بها وهي تعلم ذلك .. ابتسمت بهدوء وهي تقترب منه وتحدثت بنبرة مرحه:
_مضحكتش عليك اهو وجيت بسرعه .
_ياباشا انت تعمل اللي انت عاوزه يلا بينا !
تحرك للامام وهي تحركت بجواره واخذت تفكر في تلك المعاملة التي يعاملها بها دونا عن غيرها .. هي لا تحب ان تكن مجرد واحدة ضمن اخريات بالنسبة لأحد .. ولكنه ليس كـ أي احد .. هو صديقها المقرب وهي تعلم انه يفعل ذلك بدافع الصداقة .. حتما!
نظرت اليه لـ وهلة وجدته يفرك في اصابعه بارتباك وكأنه علي وشك ان يقل شئ .. قطبت بين حاجبيها بتفكير ثم تحدثت بفضول :
_بتفكر في ايه؟؟
نظر اليها لـ ثوان بزهول قبل ان يردف بتساؤل :
_عرفتي ازاي اني بفكر في حاجه؟؟
رفعت كتفيها بتلقائية قبل ان تردف بتلقائية :
_لاننا اصحاب وعرفاك كويس .
نظر اليها بشفة ملتوية رفعت هي احد حاجبيها بتعجب علي اثرها ولكنها لم تستفسر لأنها تعلم ما الذي قالته فـ ابتسمت بخبث علي تأثير كلماتها عليه .. اوقف العربة القادمة نحوهم ثم فتح لها الباب صعدت هي بالخلف واغلق هو الباب خلفها ثم صعد هو بالمقعد الامامي وانطلق السائق في طريقه ...
بعد مرور ثلاثون دقيقة ...
توقفت العربة امام باب المنزل الخاص بها .. هبطت منها ملك وهي تنتظر ان يُنهي حساب السائق ثم اقتربت منه وتحدثت بابتسامة مشاكسه :
_علي فكرة انتي مجبتليش الايس كريم بالشيكولاته وضحكت عليا .
ضرب جبهته بتذكر وهو ينظر اليها باسف قبل ان يخبرها مسرعا وهو يرحل :
_صحيح .. طب اطلعي عشان متفضليش واقفه في الشارع كده وانا هجيبه وجاي .
ثم رحل من امامها مسرعا وهي لم تلحق ان تخبره انها كانت تمزح فقط حركت رأسها بيأس منه ثم صعدت علي درجات السلم مسرعة حتي وقفت امام منزلهم وقرعت الجرس ثم انتظرت قليلا حتي فُتح الباب نظرت الي الذي فتح الباب بصدمة والذي لم يكن سوا ابن عمها "محمد" ولكن ما زاد صدمتها عيناه المشعة بالغضب وكأنه علي وشك ارتكاب جريمة في الحال !
.................................. يتبع
#Nemo
أنت تقرأ
مُقيدة بالحب
Contoاكتشفتُ بعد مرور الكثير والكثير انني لم اتحرر من حبك ابداً .. انني مازلتُ أحمل لكَ نفس المشاعر السابقة ولكنها قد توارت خلف التراب .. علمتُ لتوِ فقط أنني مازلتُ مقيدة بالحب .. مقيدة بـ حبُّكَ !