الفصل الثالث

1.2K 63 1
                                    

(3)

_يعني انتي دلوقتي مُعجبة بـ محمد ولا بـ مصطفي؟؟

قالتها ميار الجالسة امام ملك في ذلك الكافية المجاور للكلية الخاصة بهم .. نظرت لها ملك وهي  تمط شفتيها بجهل قبل ان تتحدث بنبرة حرج :

_ينفع الاثنين؟؟

_ليه هو خلطبيطه؟!!

قالتها ميار باستنكار علي جملتها مما جعل وجنتي ملك تتورد بخجل وهي تتحدث بتبرير :

_يابنتي ماانا معجبه بهم هم الاثنين .. واحد فيهم كان اول حب في حياتي ورجع تاني بعد خمس سنين احلي واجمل وبقي عنده عضلات اكتر من الاول وكمان علاقتنا جميلة جدا ومعتبرني صاحبته وبيجبلي كل يوم وهو جاي شيكولاته .. ومصطفي فهو صاحبي من واحنا صغيرين وعارفة انه بيحبني وبيحاول انه يعمل اية حاجه عشان يوضحلي ده بس في نفس الوقت علاقاته مع البنات وحشه اوي وانا مش عايزه اكون واحده ضمن الجدول بتاعه يا ميار.

_بس اللي اعرفه انه مبقاش يكلم بنات من ساعة ما دخلنا الجامعة ومش فاضي غير لـ جنابك حتي هيتجنن عشان انتي بقالك اسبوع وشوية مبتكلمهوش عشان محمد.

قالتها وهي تحاول ان تجد مبرر لـ مصطفي فهي لا تشعر بخير ناحية محمد وللمصدقيه هي  لا تشعر ايضا ناحية مصطفي ولكنه اهون من محمد .. ولكن ملك قد شردت في ذلك اليوم الذي بسببه التي انقطعت به علاقتها مع مصطفي .. فـ الظاهر هو انه بسبب محمد ولكن الباطن لا يعلمه غيره وغيرها...

***وصلت الي ذلك المكان المعزول بعد الشئ عن الجميع وقد قررت ان تري مصطفي به حتي لا يراها محمد ولو للصدفة فهو لن يقتنع بأنهما اصدقاء وحسب من وجهة نظرها هي .. جلست علي مقعد فارغ وللدقة المكان بأكمله كان فارغ ولكنها قتلت شعورها بالرهبة وهي تنتظره.. اتي بعد لحظات وهو يحمل بيده حقيبه بيضاء وجلس بجوارها وهو يتحدث بتساؤل :

_اشمعنا اخترتي المكان ده يعني؟

_لانه بعيد عن الناس شوية وكمان بعيد عن محمد.

قالتها ملك بصراحة شديدة وهي تفتح الحقيبة بفضول وجدت بها سندوتشات من اكلها المفضل فـ اخرجته بسعاده وهي تشكره بينما اردف هو بضيق :

_يادي محمد اللي طلع ليا فجأه في البخت ده هو ايه اللي فكره بيكي فجأه يعني.

حركت كتفيها بجهل وهي تقضم من السندوتش الي بيدها ولم تشعر بذلك المسلط نظره عليها بالتحديد علي صدرها فـ ذلك القميص الذي ترتديه قد فُتحت احد ازراره لـ تبرز منطقة الصدر لديها .. استمع الي صوتها المتساؤل :

_مالك في ايه؟؟

نظر اليها مسرعا وهو يحاول ان يتناسي ما شاهده ولكنه وجد شفتيها ملطختان ببعض الكاتشب الناتج عن الاكل مما جعله يتحدث بتوتر كبير :

_ملك شفايفك .. عليها اكل؟

اسرعت ملك لتخرج المنديل وهي تزيل البقايا التي علي شفتيها وتحدثت بتساؤل :

_اتشالوا؟؟

نظر الي شفتيها وجدها خالية من البقع ولكه انكر ذلك دون ان يدرك السبب وهو يقول :

_لا في  حته هنا .

اشار اليها من بعيد فـ مسحتها ملك من جديد وهي تتسائل ولكنه انكر مره اخري مما جعلها تتحدث بنبرة مرحه :

_انا  كده شوية وهقطع شفايفي طب شيلها انت بقي .

اعطته المنديل في يده بينما هو نظر الي صدرها مره اخري بسرعة ولكن تلك الساذجه لم تنتبه اليه .. رفع يده بتوتر وهو  يزيل تلك البقع الوهميه من فوق شفتيها وعوضا عن المنديل لامست يده شفتيها مما جعلها تتخشب تحت يده من المفاجأه .. نظر لها مصطفي والي تشنجها فـ تجرأ وهو يحرك اصابعه علي شفتيها برقة مبالغه قد اكتسبها من علاقاته السابقة مما  جعلها تشعر بمشاعر لم تشعر بها قط ...

اقترب منها ببطء شديد وكاد ان يُقبلها ولكنها استفاقت سريعا وهي تتحدث بعصبيه :

_مصطفي انت اتجننت ابعد عني.

نظر لها والغضب كان حليفه وهو يتحدث :

_نعم ياختي ابعد عنك .. جيباني في مكان معزول مفهوش حد وفاتحالي صدرك وعايزني اقعد شيخ جنبك ده بجد.

اتسعت حدقتيها بصدمه من جملته ثم سرعان حولت بصرها الي صدرها مما جعلها تغلقه سريعا قبل ان تردف وعينها تذرف الدموع وقد وقفت :

_انت قليل الادب وانا مكنش قصدي كده يا حيوان .. انا بس ..

قاطعها مسرعا وهو يقف ويمسك بيدها مما جعلها تشعر بالرعب الشديد وتحدث مسرعا :

_انتي ايه .. بقولك ايه يا ملك خلينا صرحاء مع بعض انتي عيزاني وانا عايزك فـ ليه اللف ده .. انا بحبك !

نفضت يده عنها مسرعا قبل ان تصفعه بقوة علي وجنته وهي تصرخ بها :

_انت حقير .. مش عايزه اعرفك تاني .

ركضت مسرعة من امامه وهي تبكي علي ثقتها التي منحته اياها وهو قد خذلها .. لم تتوقع ان يسئ ظنها لتلك الطريقة ولكنها هي المخطئه انها قد اتت الي ذلك المكان وكان يق له ان يفعل بها ما كان يريد ولكنها قد تداركت الامر قبل تفاوت الاوان !***

_يابنتي بطلي تسرحي بقي وانتي قاعده معايا .

قالتها ميار بضيق شديد منها استفاقت منه ملك وقد شعرت بالاحراج وتحدثت بنبرة سريعة :

_انا اسفه يا ميار بس انا تعبانه وهمشي .. عن اذنك!

ثم تركتها وغادرت سريعا بينما ميار تنظر اليها بزهول وهي تضرب كف بكف مردفه بدهشة :

_عوض الله في الصابرين .. اهو المعتوهه ديه اللي هتعالج المرضي في المستقبل!

غادرت من الكافية ولكنها توقفت بتفاجئ عندما وجدت مصطفي امامها وهو يمسك بوكية من الورد ويبتسم لها .. نظرت اليه بغضب شديد ثم حاولت تخطيه ولكنه منعها وهو يقف امامها ثم اردف بأسف :

_انا اسف حقك عليا .. عارف اني غلطت والله وندمت صدقيني .. والله انا عملت كده عشان بحبك وانتي حتي مش راضية تعبريني .. انا اسف.

رفعت بصرها اليه قبل ان تتحدث بحقد كبير :

_وانا مش طايقه ابص في وشك يا مصطفي .

ثم تركته وغادرت من امامه مسرعة فهي اصبحت تمقته ولكنها لن تقدر علي قول شئ لانه لا يوجد سبب حتي تبتعد عنه بتلك الطريقة .. التفت ثانية الي يالوراء ولكنها جحظت حدقتيها بصدمة كبيرة وهي تراه يتقدم من ميار وهو يمد يده اليها ببوكيه الورد بينما الاخر نظرت اليه بخجل .. لم تتوقعحتي في اسوأ حالتها ان تخونها صديقتها بتلك الطريقة وهي التي ككانت تنصحها مُنذ دقائق فقط ان تنظر الي مصطفي بينما هما يلعبان بها وهي كالمغفله .. حركت رأسها بأٍي من صدمتها في اعز الاصدقاء اليها ثم اتجهت الي مكان العربات حتي تستقل عربة وتعود الي البيت وقد قررت ان تقطع صفحتهما للأبد من حياتها ...

بعد مرور ثلاثون دقيقه ...

وصلت الي البيت واخذت تصعد علي درجات السلم بسعاده لا تعرف لها مصدر .. طرقت علي باب المنزل وبعد ثانيتين فتح لها محمد الباب وهو يبتسم مما جعلها تبتسم بالمقابل وهي تتحدث بمشاكسه :

_محمد باشا بنفسه بيفتحلي الباب لا لا ده انا اتغر.

_اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكيش لم جيتلكم من ثلاث اسابيع .

قالها بسخرية فكاهية مما جعلها تنظر اليه بحرج قبل ان تردف :

_طب يا سيدي شكرا كفاية .

ضحك بخفوت عليها بينما هي دلفت الي الشقه .. نظر اليها للحظات قبل ان يتحدث بنبرة مرتبكه :

_بقولك ايه يا ملك ؟؟

نظرت اليه باستفسار فـ اكمل هو بنفس النبرة :

_هو عادي لو خرجنا اتعشينا مع بعض؟؟

جحظت حدقتيها بصدمة قبل ان تردف بنبرة متوجسه :

_خرجنا ديه اللي هو انا وانت وكده ولوحدنا ؟؟

حرك رأسه بإيجاب وهو ينظر اليها مما جعل وجنتيها تحمر بخجل قبل ان تحرك رأسها بإيجاب مجيبه :

_معنديش مانع .. امتي ؟؟

_يعني علي الساعة سبعة كده .. تمام؟

حركت رأسها بقبول قبل ان تنظر حولها بتساؤل وهي تردف :

_هي ماما فين؟؟

لو دققت النظر لـ ثانية كانت ستري ذلك الارتباك الذي ظهر علي وجهه ولكنه اخفاه ببراعة وهو يقول :

_نزلت تجيب طلبات مع اني حاولت امنعها وهي موافقتش .

_انت هتقولي علي ماما .. طيب انا داخله اوضتي عايز حاجه اعملهالك؟

_تسلميلي يارب.

قالها بنبرة ذات مغزي مما جعلها تبتسم بخجل قبل ان تدخل غرفتها وتغلق الباب خلفها وهي تضع يدها علي قلبها الذي ينبض بعنفوان .. فهي قد ادركت في الاسبوعين الماذيين انها لم تحب سواه وان ما حدث غير ذلك كان مجرد انجذاب ابله وقد ادركت ايضاً انها مازالت عاشقة له وحين طلب منها الخروج للعشاء سويا جعل قلبها يتقافز داخل قفصها الصدري وكأنه في حفلة  موسيقية صاخبة .. وقفت امام المرأه وهي تنظر الي نفسها وقد تذكرت ذاتها فيما سبق .. كان جسدها مليئ بشكل لا يُصدق وكانت تعلم انها تتعرض للتنمر حتي ولم يخبرها اصدقائها وجها لوجه مما جعلها تُقدم علي خسارة الوزن حتي اصبحت ما هي عليه الان .. ابتسمت الي ذاتها في المرأه وبدأت تفكر فيما سترتديه لـ تلك اللية المميزه!
......................................

..... يتبع
#Nemo

 مُقيدة بالحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن