البارث الثالث

711 32 13
                                    


¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
عادة الأمور إلى طبيعتها بشكل تدريجي ، التحقت فانيسا بالمدرسة من جديد بعد غياب أكثر من ستة أشهر ، ساعدها جوزيف على استدراك دروسها حيث أنهت عام الدراسي بنجاحها بالمرتبة الأولى و انتقالها إلى المرحلة الإعدادية .
تفرغت فانسيا للرسم في العطلة إذ شاركت في المسابقة الوطنية للمواهب الشابة ، كانت لوحتها التي دخلت المسابقة بها من اللوحات التي رسمتها خلال تواجدها بالمستشفى ، إذ شملت على منظر طبيعي خلاب تمتزج فيه طبيعة مع عمران البشري إذ تتوسط غابات شاسعة بحيرة كبيرة على ضفافها قصر كبير جدا ذو لمحة تاريخية و سلاسل جبيلة تحيط بكل شي مشكلة عازل طبيعي لكل عنصر دخيل ، فهي رأته مرة في حلم .
كانت السعادة تشع من عيون فانيسا وهي تتأمل إعجاب الحاضرين برسوماتها و أجواء المسابقة التي أبهرتها ،بحث عن أقرب شحض لها ليؤكد لها مشاعرها 《 أمي ماري هل لوحة جميلة جدا ؟ 》
قامت ماري  بتقبيلها في انحاء من ووجها وهي تشعر أن مشاعر الإفتخار والإعتزاز بصغيرتها البريئة  قد حملتها عاليا جدا 《عزيزتي انها مذهلة و رائعة يا روحي .
كان جوناثان يتأمل لوحتها وهو مندهش منها فقد كانت بعيدة جدا على الخربشات التي كانت تقوم بها سابقا 《فاني أنت مبدعة أختي جميلة .
تملك الخجل فانيسا وتحولت إلى  حبة فراولة جميلة جدا ردت عليه بشكل مقتضب 《جو شكر لك .
ظهر  البقية فجأة من حولها وأحاطو بيها من كل الجهات ،الصغار قاموا بخركة تشجيع موحدة و صرخوا في وقت واحد بشكل حماسي جدا  《 فاني سوف تفوزين بتأكيد .》
فانيسا خلال هذه اللحظات شعرت بحب العائلة التي كانت تبحث عنه ابتسمت لهم وبادلتهم حبها بعناق كبير وهي تعبر لهم قولا وفعلا 《شكر لكم ،أنا أحبكم كثيرا .》
في جهة المقابلة لها كان هناك فتى يرتدي ملابس سوداء مع قبعة على رأسه لا يظهر منه إلا عيونه شديدة السواد ، يقف بالقرب من لوحته التي رسمها فيها فتاة فائقة الجمال بملامحها جذابة تشبه الملاك بشعرها الأسود طويل و ملابسها البيضاء و يخرج منها ضوء متعدد الألوان حيث تقف ما بين السماء و الأرض ، وفي الأرض هناك حشود تنظر لها .
لم تنتبه في أول الأمر فانيسا بم يحدث حولها كان اهتمامها مسلط فقط على الأشخاص الذين يقفون أمام لوحتها لكن بمجرد أن رفعت أنظارها في لوحته حتى تجمدت في مكانها بشكل ملحوظ ، توجهت لذلك فتى .
فانيسا وهي تفرك يديها مع بعضهما البعض من فرط التوتر و تحدث ببطئ شديد و شعرت للحظة أنها سوف تفقد وعيها  《 مرحبا كيف حالك ، هل من الآداب أن أطرح عليك سؤال من فضلك؟ 》
تفاجأ جايكوب بهذه الفضولية الصغيرة والخجولة و حاول ان يكو  لطيفا معها ،  فقد كانت حالتها تأسر  الناظر لها  
《  نعم تفضلي .》
اشارت فانيسا  للوحة قربية منها و هي تضع شعرها وراء أذنها《هل أنت صاحب هذه اللوحة ؟ 》
أجابها جايكوب بتأكيد بالغ وسرور ظاهر للعيان
أجل هذه لوحتي ، هل هي سيئة أم ماذا ؟
نفت فانيسا الإحتمال الذي طرحه و بررت له قائلة بكل صراحة له 《 لا في الحقيقة انها جميلة جدا ، سؤال عن هذه المرأة هل هي قريبتك ؟ أو أنك شاهدتها من قبل؟
صدم جايكوب  من سؤالها فهو قد توقع كل شيء الا هذا الأمر 《 ليست شخصية واقعية و إنما مجرد تخيلات.》
استغرب فانيسا مما قاله لها و قررت اخباره بالحقيقة  《 ماذا لكن أنا سبق وأن  رأيتها و تحدث معها. 》
شحب وجه جايكوب  و إزدادت نبضات قلبه وعجز عن إخفاء إضطرابه《 ماذا لا يمكن ،ربما كانت شخص أخر.》
ارتفع صوت فانيسا  وصرخت  به بشكل تلقائي  اذ استشعرت انه يعتقد انها تختلق الأمر
لا ،لقد كانت هي أنا متأكد لقد أنقذت حياتي.》
أخد جايكوب خطوات للوراء كرد فعل على صراخها و إنتفاضة جسدها إذ لوهلة من الزمن تصور انها سوف تفقز عليه لذلك اشار لها بيديه لكي تهدأ ثم أكد لها بأنه ربما تشابه في ملامح فقط 《حسنا ، ربما تشبه امرأة في الواقع .》
شعرت فانيسا بالحرج و تقليل الأدب معه لذلك باردت بالإعتذار و تمنى له بالنجاح ، فهي أدركت أنها تركت عنده انطباع سيء جدا 《 حسنا أعتذر ، حظ موفقا لك 》.
جايكوب 《و لكي أيضا أيتها صغيرة . ( في نفسه الساحرة الأولى كيف ظهرت من جديد).》
بدأت فعاليات المسابقة بمشاركة أكثر من 100 مشارك انقسمت فاعلية الفن إلى ثلاثة مراحل ، الأولى قررت اللجنة استخدم قلم رصاص لرسم موحد حيث يتم خلال هذه المرحلة تقيم معرفة المشاركين بأساسيات الرسم ، في المرحلة الثانية أرادت اللجنة معرفة مدى استخدم الألوان و مزجها اذ تخط هذا الاختبار حوالي ستون منتسب ، في مرحلة الأخيرة كان موضوع الامتحان هو رسم شخص أو مكان قريب من قلبك ، وصل لهذا الدور عشرون متسابق من ضمنه فانيسا و جايكوب ، دامت فترة الرسم أكثر من ثلاثة ساعات ، رسم جايكوب خلالها لوحة بعدة تقنيات فنية إذ رسم قاعة ذات أثاث ملكي يتخلله رمز لملاك بأجنحة ، كانت الغرفة باللون الرمادي الفاتح ،يتوسطها مكتب فخم بني اللون و بجانبه طاولة صغيرة فيها مزهرية بها أزهار سوداء اللون و أمامه مقعدان الأول على اليمين و الثاني على الشمال بينهما طاولة صغيرة فيها صحن كبير من الحلويات ، تملك تلك الغرفة نافدة كبيرة جدا مطلة على شاطئ و امرأة باللباس ملكي أبيض تقف تشاهد من شرفة النافدة ، و قرب المكتب هناك طفل صغير بشعر أشقر ذهبي و عيون زرقاء لامعة يتوسط ألعابه .
في الجهة المقابلة كانت فانيسا تبدع في لوحتها حيث رسمت حديقة جميلة مزينة بأزهار متنوعة و فراشات ذات ألوان مشرقة وفي هذه الحديقة أشخاص يجلسون حول مائدة طعام و يتبادلون الابتسامات و كلام فيما بينهم ( الأفراد موجودون في لوحة هم الأطفال و ماري و عاملون بالميتم و طبيبة هيلدا )، بعد انتهاء مدة المسابقة تم إعلان عن الفائزين الثلاثة وهم جايكوب في المرتبة الأولى و فانسيا في المرتبة الثالثة و قبلها فتاة في المرتبة الثانية .
هنأت فانيسا جايكوب بالفوز و كذلك صاحبة المرتبة الثانية ثم توجهت إلى احتضان ماري و قدمت لها جائزة تعبير عن حبها الكبير لها ثم وزعت مجموعة من الأحضان على الكل من بينهم هيلدا التي جاء لي تشجعها .
أمضت فانيسا ليلة الأمس تحتفل مع أحبائها في حديقة
الميتم ، نظرت لكل واحد في تلك المائدة و أيقنت أن الله قد منحها عائلة محبة صحيح أنها تختلف في شكل عن عائلة العادية لكن عائلتها فريدة بكل فرد فيها ، شعرت في هذه الفترة أنها حققت حلم حياتها .
استيقظت فانسيا من النوم سعيدة جدا لأن الحياة بدأت تبتسم في وجهها ، وجهت أنظارها إلى الأنجل التي تكاد تقع من السرير إذ رأسها في الأسفل و قدمها فوق ، استحمت فانيسا و رتبت سريرها ثم غيرت ملابسها إلى قميص أحمر و سروال جينز ثم توجهت إلى إيقاظ إنجل .
اقتربت فانيسا من رأس إنجل المتدلي من السرير وهي تهمس  قرب أذنها  : 《 إنجل استيقظي لقد حان وقت الفطور .》
تتأبت أنجل ثم تمتمت بعض الكلمات التي ترددها في كل صباح قبل الإستيقاظ   : 《 خمس دقائق إضافية من فضلك.
فانيسا بصوت متحمس مع بعض المكر لانها ذكرت كلمة سحرية تجعل سامعها متشوق لها : 《 هيا أنجل سوف نتأخر عن ملاهي ،أسرعي 》.
وقفت أنجل في ثانية وهي في كامل وعيها ثم قالت  :《 الملاهي لا أنا مستيقظة فاني .》
ابتسمت فانيسا  واخفت شعورها بالسعادة لأنها نجحت في تحقيق غايتها :《 أنا أعرفك أنك مستيقظة أني .》
نزلت فانيسا إلى قاعة الطعام ، سبقها فرنك و جوناثان .
القى  فرنك تحية الصباح اولا  وفمه ميلئ بالطعام  :《 صباح الخير فاني .
فانيسا بحركة درامية مثل أميرات في افلام الكرتون  : 《 صباح الخير فرنكي و لك أيضا جوني》 .
رد عليها جوناثان التحية   بإشارة الفرسان في العصر القديم :《صباح الخير عزيزتي》.
جلست  فانيسا في مكان لكنها استغربت وجود فرانك  جوناثان  فقط  وتملكها الفضول لذلك طرحت عليهم سؤال  يقضي على الإستغراب والفضول لديها : 《أين أمي ماري و جوزيف و البقية .》
قرر فرنك إجابتها  وإنقاذ مما هي فيه فقد كانت ملامحها تتغير بشكل مضحك تبعا لأحاسيسها : 《 أمي ماري في مكتبها و جوزيف في غرفته و بقية عصابة مازالو نائمون .》
انهى الفتية  فطورهما  وجه جوناثان حديثه   إلى فانيسا يستعجلها اكمال فطورها  :《 هيا أسرعي أمامنا يوم مليء بالفرح.》
رسمت فانيسا ابتسامة كبيرة وضمت يديها في حركة طفولية جدا صرحت لهما عن شعورها  《 حسنا و أنا أيضا  متشوقة جدا لهذا اليوم  .》
في غرفة فيكي وسامانثا ، نهضت سامانثا الأولى فرتبت سريرها و جهزت نفسها إذ ارتدت فستان أزرق فاتح ثم قامت بإيقاظ فيكي من أجل الالتحاق بالفطور ، التي جهزت فستان قصير وردي اللون بدون أكمام ، كلير كانت قد صحت و تجهزت بارتداء قميص أصفر و شورت أسود، جورجيا أنهت استحمامها ثم قامت بإخراج ملابسها التي تكونت من شورت أحمر و قميص أبيض .
عند الشباب قام كل من كريس و مايكل من النوم متأخرين عن البقية و بعد الاستحمام ارتد كريس قميص بني و شورت أبيض بينما مايكل قميص أزرق و شورت من نفس اللون ، نزل الكل لتناول الفطور الصباح ، في هذه الأثناء كانت ماري يقوم بالاعمالها الروتينية حتى اتصلت ابنتها " جولي " التي تزاول دراستها الجامعية في نيويورك تخصص فيزياء .
ماري تسأل إبنتها جولي بنبرة من القلق والإشتياق فقد طال غيابها   :《  كيف حالك عزيزتي جولي ، لقد اشتقت لكي كثيرا .》
زفت  جولي لأمها خبر مفرح حيث أعلنت بقولها  : 《  بخير أمي ، أنا أيضا اشتقت لكي، ربما الأسبوع المقبل آت إلى فيرمونت لتمضية بقية العطلة معك و مع الأطفال .》
تغير مزاج ماري وأصبحت دقات قلبها متسارعة واستبدلت مشاعر القلق بمشاعر الفضول حيث طالبت  ابنتها بسرد التفاصيل اليومية لها   : 《 أنا سعيدة جدا بهذه الأخبار ، أنا متشوقة لسماع كل شيء منك .》
ابتسمت جولي من عادة أمها فهي مهما تكبر تبقى ماري فضولية لسماع أخبارها   :《 أنا أيضا أمي ، يجب أن أذهب إلى عمل إلى اللقاء .》
ودعت ماري إبنتها على الهاتف وطبعا لا يخلو الأمر من بعض الأوامر الخفيفة كألإنتباه على صحتها و الإتبعاد عن الخطر  :《 إلى اللقاء حبيبتي ،انتبهي لنفسك جيدا .
قامت جولي برفع يديها اليمنى مثل مايفعل الأشخاص في المحكمة وصرخت بجملة   : 《 أعدك أمي .》
أبعدت ماري سماعة الهاتف عنها فجولي عندما تشعر انها  محاصرة  تبدأ في رفع صوتها للهروب من الموقف   : 《قبلاتي لك ابنتي عزيزة.
شكرت ماري ثم أمطرت  سماعة الهاتف قبلات عديدة  راد على والدتها، فهي رغم انها سعيدة  بوضعها الا أنها تشتاق لها دائما : 《 شكر أمي و لك أيضا.》
انتهت ماري من المكالمة و رتبت مكتبها ، التقت في رواق إلى غرفة الطعام كل من شيري و جوزيف يتحاورن حول
طلب زواج جوزيف لهيلدا ، حيث اقترحت عليه شيري عشاء على شاطئ البحر بينما رأى جوزيف جولة على
متن يخت لمدة ثلاثة أيام ، تدخلت هنا ماري و اقترحت عليه أن ينفذ الاثنين معا على أن تمضي اليوم معهم في ملاهي ثم يغادر إلى شاطئ البحر و فاجأته بإعطائه عطلة لمدة أسبوع يقضيها على متن قارب خاص بها.
اتصلت ماري بهيلدا تطلب منها لقائهم في مدينة الملاهي ، كما تطوعت شيري بتجهيز عشاء رومانسي على شاطئ البحر ، توجه الجميع إلى الملاهي في جو مليء من الفرح و السعادة .
إحتارت أنجل في أية لعبة سوف تبدأ بها ثم حسمت أمرها بقولها  :《  أنا سوف أختار لعبة الأفعوانية من معي ؟》
عدلت  فيكي ملابسها  و قالت لإنجل : 《 انتظريني أنا قادمة معك .》حين أكلمت تعديل نفسها رفعت رأسها لم تجدها بالقرب منها فأخدت تجري لعلها تصل اليها.
فرانك بعيد عنهما ولكن مقابلا لهما و رفع شعره بيده و بأعلى صوته :《 أيتها الجميلتين هل لكما مكان لرفيق مثير مثلي ؟ انتشرت أصوات الضحك بينهم .》
وجه مايكل سؤاله للبقية  :《 أنا أرغب في ذهاب إلى دولاب الهواء من يأتي معي ؟
رقصت كلير على تسأل مايكل رقصة النصر وكأنها نالت مانتمنى وفي أثناء الرقص قالت : 《 هي لعبتي المفضلة وانا متحمسة جدا للعلب بها أكثر من مرة .》
تعد فانسيا أصابعها وهي تشير للألعاب ثم اقتربت من كلير وامسكتها من يدها وصرحت  :《 موافقة كلير لنقوم بخمسة جولات متتالية ، ما رأيك ؟》
قبضت كلير عليها  بإحكام مثل الشرطي الذي ألقى القبض على اللص وقلبت وجنتيها وهي تخبرها  : 《 يا فتاة أنا أحبك .》
جمع مايكل  يديه مع بعضهما   في إنتظار إنتهاء هذه مسرحية المملة التفت كل منهما اليه ورسمتا ابتسامة بلهاء على ملامحهما ،لم يستطع الأخير تمالك نفسه وانفجر ضاحكا ثم قال لهما    : 《 موافق على كل شيء فقط دعونا نلعب .》
اشارت جورجيا إلى لعبة معينة و قالت  : 《 من يرفقني للعبة القارب ؟ 》
نظرت سامانثا إلى نفس اللعبة و تكلمت بحماس ملتهب  : 《 أنا أجلس دائما في المقدمة عزيزتي .》
رفع كريس حاجبه وقال في مكر وهو يتأمل ردة فعل سامانثا  : 《  انظر من يتكلم الجبانة الأولى في عالم ، سوف أتحداك على تكرار اللعبة لأكثر من ثلاثة جولات و فائز يحقق أي شيء للخاسر .》
توجهت له سامانثا وضربته على رأسه بشدة وهمست في أذنه :《 موافقة ، لكن لا تتأخر في القدوم .》
توجه الجميع في مابعد  إلى لعبة سيارة الاصتدامية بعدها تناولوا المرطبات و وجبة الغداء و أخدوا صور تذكارية لهم ،غادر الثنائي مع غروب الشمس و بقي الآخرون يلهون و يمرحون .
قصد جوزيف و هيلدا شاطئ البحر حيث قام بوضع وشاح على عينيها و توجها نحو طاولة المخصص لهم، اذ نثر لهم الورد على جانبي الممشى و رفقة الشموع المضيئة ، كانت الطاولة في وسط الشاطئ مع وجود فرقة موسيقية نزع جوزيف الوشاح مع بداية ممشى الزهور و الورود التي قام مطعم يإقامتها، صار العشاء في جو رومانسي خلاب تخلله بعض الغزل.
كان جوزيف يقود هيلدا إلى طاولة العشاء في جو خلابا جدا غير الذي يعيشه في داخله حيث تصراعت مشاعر السعادة والفرح لأنه وجد رفيقة حياته من ناحية و احاسيس القلق والتوتر من ناحية اخرى  ، كان  مسلوب الحواس لهيئة  هيلدا الخلابة فلم يستطع افقال فمه طويلا مالبث أن عبر عن مايخالجه بقوله  : 《 تقدمي عزيزتي هيلدا هناك مفاجأة تنتظرك ،يجب أن أصارحك أنت اليوم جميلة جدا يا قمري .》
كانت خطوات هيلدا بيطئة نوع ما فقد كانت تخشى الوقوع اذ التزمت الحذر في السير مع ذلك  ظهرت مشاعر الحماس والترقب من خلال حديثها له   :《 أنا متشوقة جدا لمفاجأتك يا حبيبي ، هل هي قريبة أو بعيدة جدا ، وكيف هو شكلها .》
رد عليها جوزيف بنبرة هادئة ومطمئنة لها  :《 لقد اقتربنا يا قمري .
ضحكت هيلدا و قررت مشاغبته قليلا فهو تقريب هادئا جدا  :《 أنت أسدي مثير لكن هل تملك مواهبة مفاجآت أم لا .》
اقترب منها ثم تحدث جوزيف بمكر و تغير صوته   : 《  أنا لن أجيبك لكن أفعالي التي سوف تأكد لك .》 وبذلك فشلت فهي رغبت في إخراج مشاعره الا انه بفعلته أدخالها في حالة من الخجل .
توقف هيلدا فجأة اذ وصلت لأسماعها صوتا محبب لها و تحولت من كتلة جمال وخجل الى شعلة من الفضول حيث صمتت على معرفة المكان اذ تسألت : 《أسمع صوت مؤلف جدا ،هل نحن قرب البحر .》
أرض جوزيف فضولها المتزايد وتقدم منها اذ نزع عنها الوشاح الذي كان يحجب الرؤية ثم قالها  :《 هذا جزء صغير فقط، الآن قفي و شاهدي بنفسك.》
توجه الثنائي نحو الممشى ، سحب جوزيف المقعد لهيلدا ثم جلس و أشار لنادل أن يأتي بقائمة الطعام .
تأكل الفضول  جوزيف وحاول قرأءة مشاعرها لكن لم يمكن من ذلك اذ كانت الدهشة تعلوها فقد حيث بادر اليها وقال  : 《 هل أعجبتك الهدية الأولى .》
ابتسمت هيلدا و سطعت عيونها بالفرح حيث لم تتوقع مثل هذا في حياتها : 《 لقد أسرتني يا روحي .
حمم جوزيف وقد حان وقت الجد  بالنسبة له و  شعر بجفاف الحلق لذلك  شرب بعض الماء ونظر الى عيونها وقال :《 عزيزتي بصراحة أريد أن أصارحك بشيء، أنني تعرفت عليك في فترة وجيزة جدا لكن رغم ذاك فإنني متأكد بأنك رفيقتي المثالية التي خلقت من أجلى .》
تلألأت عيونها بالدموع هيلدا و شعرت بالسعادة والإمتنان لأن القدر جمعها بشريك مثالي جدا  :《    أنا ممتنة لمشاعرك اتجاهي عزيزي ، أنا رغم نجاحي في حياتي العملية لكن عشت وحيدة لمدة طويلة جدا ،لم أعتقد أن الله سوف يهديني شخص مثلك كشريك حياتي .》
جلب النادل قائمة الطعام وترك الثنائي يختار وجبة العشاء بعد فترة قصيرة أشار له جوزيف ليأخذ الطلبات .
كانت  هيلدا تنظر في الانحاء وكأنها تشبع أ نظرها بالأجواء الساحرة فهي لحد الأن  مصدومة من مفاجأته اذ لم تكتم مشاعرها بل أجهرت بها بقولها  :《 الجو جميل هنا يبعث على الراحة و الهدوء ،في حقيقة لم أصدق أنك تذكرت حديثنا عن أقرب الأماكن ،لقلبي .》
باردها جوزيف جو الصراحة و الإفصاح حيث أعلن لها  :《 أنا أيضا لم أتوقع أن تتغير شخصيتي بهذا الشكل لكن الذي أريد قوله أنني أصبحت أعشقك و أعشق أي شيء يتعلق بك مهما كان .》
تقدمت هيلدا نحو جوزيف و قالت له والإبتسامة تعلو ملامحها و تحيطها هالة من السعادة والسرور  :《 هل يسمح لي هذا المثير بهذه الرقصة ؟ 》ابتسم جوزيف و قادها إلى حلبة الرقص.
في هذه الأثناء تم تقديم الطعام و استغل جوزيف توقف الرقصة إذ ركع على قدمه أمامها و أخرج علبة صغيرة زرقاء .
و قال  لها بكل حب و هيام الذي ظهر في خطابه و بعض من التوتر من الموقف لكنه كان في أبهى مشهد له  لتلك الماكثة أمامه  :《 هيلدا جيفرسون هل تقبلين بي زوجا ،يكون رفيقا لك في حياتك و يكون والد أطفالك و سندك في هذه الحياة و موطن أمانك و أحلامك .
نظرت له هيلدا بكل سعادة و أجابت بلا تردد ولا تأخر فقد تحقق جميع أحلامها   :《 أجل أقبلك بك زوجا لي ،أنا متيم بك جوزيف وليامز 》، اقترب منها جوزيف وأخذ يقبلها قبلة طويلة عبر بيها عن مشاعره نحوها .
كان الخاتم بسيطا لكن جميل جدا ،إنتهى العشاء وسط جو من السعادة و الفرح و وصلا احتفالهما بالرقص على أنغام الفرقة الموسيقية .
بعد انتهاء السهرة التي جمعت العاشقين ،قاد جوزيف خطيبته إلى السيارة متوجها إلى القارب لقضاء بضعة أيام .
تتأمل هيلدا الخاتم بكل شغف وحب  وكأنها تخبر نفسها بأن كل شيء حقيقي  ثم التفت نحو جوزيف و قالت :《   لقد كانت السهرة جميلة جدا يا عزيزي.》
نظر جوزيف لها نظرة تحمل مشاعر الحب والعشق ثم قبل يدها وشفتيها وصرح لها بعد عدة قبالات《 فعلا كانت جميلة بوجودك أنت حبيبتي .》   
لاحظت هيلدا من خلال النافذة ليس طريق المنزل .
تعجبت هيلدا من سلوك جوزيف لهذا الطريق لذلك تسألت عن السبب بقولها :《  هذا ليس طريق المنزل جوزيف ،إلى أين نحن متوجهون ؟
رد  جوزيف بكل حنان ورقة مع بعض من المكر الذي تجلى في أخير وقام برفع حاجبه عدة مرات   :《 إنها المفاجئة الثانية عزيزتي .》
اقتربا من الميناء فنزل جوزيف و حجب الرؤية عن رفيقته المثيرة للمرة الثانية ، صعدا الثنائي إلى القارب ، بقيت هيلدا ساكنة في مكانها لا تدري أين تضع قدمها ثم بدأت تنادي عليه لكن لا أثر له مما أثار فيها الخوف و الرعب ثم شعرت به يحتضنها من الخلف و يهمس في أذنها 《  أنا هنا يا عشقي 》 ، مد يده نحو الوشاح و نزعه ، وجدت نفسها محاطة بالشموع و البالونات .
أخدت هيلدا فترة لإسترجاع أنفاسها حيث المفاجأت كانت فعلا مبهرة وألجمت لسانها عن التعبير كما أثلجت صدرها وأرضت غرورها كأنثى لذلك افصحت بكل طلاقة عن مكنوناتها ب 《ما هذا الجمال جوزيف ؟ لا تتصور مدى سعادتي بك الآن .》
رأى جوزيف  على ملامحها سعادة كبيرة و بعض الدموع التي لم تستطع كبحها اذ اقترب وإحتضنها وهو يردد :《 أنت هي الجمال يا قمري منذ دخلت إلى حياتي أزهرت ألوانها.》
تبادلا النظرات وساد الصمت لدقائق عدة ، فصلاها بجولة من القبلات الحارة ،امتدت يد جوزيف على طول خصرها تتفحص جسدها المثير ، خلال هذه اللحظات الجنونية حملها إلى السرير ، ليلقنها أبجديات الغرام والحب.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

رواية ألفا الجبل الأسود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن