البارت السادس

166 10 21
                                    


¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في اليوم المولي - بعد حادثة المصارعة-  قصدت الطبية  المكلفة بحالة فانيسا مكتب المشرفة لتوضيح بعض المستجدات .
بعد استأذنها جلست  المشرفة معها على طاولة جانبية حيث إستهلت الحديث 《 في البداية الأمر يتجاوز توقعاتنا السابقة إذ أظهرت تحليلات الدماء طفرة جينية لديها لسيت لدى البشر أول لدينا ، وهي الحفاظ على شكلها الأساسي  وعدم التجانس مع العناصر الدخيلة  مهما كانت حيث لم يتأثر إطلاقا بخانق الذئاب أو دماء مصاصي الدماء 》.
برزت معالم الإستفهام على وجه المشرفة حيث لم تتستوعب ما تقوله الطبيبة إذ لم تتأخر في طرح سؤال من أجل إزالة اللبس 《 هل يمكنك التفصيل في ما تقولين 》.
وضعت الطبيبة عدة صورة مكبرة لخلايا  أمامها ثم قالت بتأني 《 أنظري معي هذه صورة مجهرية لعينة من دمائها تظهر عادية جدا وطبيعية الأن ركزي في هؤلاء الصور  ، الأولى لعينة مع خانق الذئاب  ثم الثانية  دماء مصاصي الدم ، هل تشاهدين تطابقها مع بعض البعض .
أجابت المشرفة بالموافقة وقد اصابتها الحيرة أكثر من السابق بعد أن قرأت الطبيبة مؤشرات الحيرة لديها رسمت دوائر حول خلايا معينة في الصورة الأخيرة - تظهر هذه الخلايا كأنها كتل مشتعلة - 《 في هذه الصور   تستطيعين أن تلاحظي ان خلايا جسمها  لديها  القدرة على الإحساس بالخطر و دفاع  عن نفسها 》.
شلت الصدمة المشرفة وبقيت جامدة لبعض ثواني ثم أفصحت عن مكنوناتها 《تدركين ان ما تقولينه درب من دورب الخيال أيتها الطبيبة  》.
تنهدت الطبيبة ثم قالت بصوت مرتفع نسبيا《 أنا لا أمزح هذه الفتاة تحمل قدرات أكبر  و أعظم من عالمنا 》.
تحدث المشرفة وهي تقلب الأمر في عقلها و تحلله 《 هل تقترحين ان نعلم  ممثل المجلس من أجل  تصفيتها 》.
أسرعت الطبيبة في الرد 《لا ،  إن هذا الإقتراح مبكر جدا لإنه في حالة  لم تشكل تهديد لعالمنا فان صورة المعهد قد تتزعز  في نظر المجلس لذا أقترح ان نضعها تحت إختبارات  لحين تستوضح الصورة لنا وهنا نستطيع اعلام المجلس 》.
المشرفة وقد ظهرت معالم القبول لهذا الرأي عليها وراحة حيث تكلمت أريحية عن السابق 《 انا أتفقك معك ليس فقط لانك كبيرة الأطباء أو مستشارة لعالم السحر في هذه المؤسسة ولكن لانك صديقة مقربة جدا وكذا لأنني أعتقد أنها مجرد هجين فقط لذا سوف يبقى الأمر طي هذه الجدران  لحد ان يظهر العكس》.
بعد اسبوع تم إدراج إسمها من طرف الإدارة  لقائمة  متطوعين للعمل  في المشفى الخاص بالثانوية   .
وقفت فانيسا  أمام المرأة تنظر لملابسها إذا كانت مناسبة للعمل التطوعي حيث كانت ترتدي قميص وردي  مع سروال جينز أزرق حيث كانت سعيدة جدا  لإختيارها فهي تعشق الإعتناء  بالأخرين  حيث مازالت تتذكر كلام المشرفة على  أنه تم اختيارها من بين  العديد من طلبة الأمر الذي أسعدها فقد وعدتها ان تكون في حسن توقعاتها  .
خرجت أمام البيت وجدت حافلة الثانوية تنتظرها للحظة دهشت من تصرف الثانوية ولكنها شاهدت عديد من الطلبة  فيها شعرت بالرهبة لكنها حاولت إظهار عكس ما كانت تشعر به أمامهم  و اتجهت إليها.
توقفت الحافلة  أمام المستشفى -  هو معهد  طبي متخصص   وفي نفس الوقت مركز علاج   وثانوية من مؤسسات التابعة له -
كان عددهم تقربيا 12 طالبا بيما فيهم فانيسا لكن ما لاحظته عنهم  هي ملامحهم الجادة رغم صغر سنهم كأنهم بالغين في جسد صغير حيث كانت الرحلة طيلة  طريق صامة جدا ،عند الإستقبال وجدت نفس الطبيبة التي أشرفت على علاجها تنتظرها حيث وزعت عليهم ملفات دون مخاطبتهم - الطلبة الذين كانوا معها  يمتلكون قدرات استشفائية من السحرة  يتم تطويرها على مستوى المستشفى  -
ابتسمت الطبيبة وبكل هدوء تحدث إليها وهي تنظر إلى اسم المريض أو التحدي الأول لها 《 من هنا انستي الصغيرة لديك مهام  مشوقة جدا  اليوم 》.
ارتبكت وشعرت بخوف وزادت حيرتها من  كلام هذه الأخيرة لكنها نفت كل ذلك بطرح مشاعرها في شكل سؤال 《 كيف ذلك سيدتي 》.
كانتا قد وصلت لغرفة بدأت الطبيبة بشرح بقولها 《  السيد جون هو مريضك الأول لليوم إذ يعاني  من  غيبوبة  طويلة كل ماعليك تتحدثي معه  لحين عودتي من بعض المهام عندي ، هل تستطيعن ذلك  عزيزتي ؟
تحرك رأسها لعدة مرات دلالة عن قبولها ، وضعت لها كرسي
وأشارت لها لعدة كتب موجود في طاولة وهي تتحدث معها 《 إذ شعرت بالملل يمكنك أن تلقي على سمعه بعض القصائد الشعرية فهو مستمع جيد  》.
ابتسمت فانيسا لحديث الطبيبة ثم جلست تتفحص الغرفة والمريض معا فيما غادرت الأخرى لعملها .
بدأت بتعريف نفسها و أسرتها الفريدة و عن موهبتها في رسم ثم انتقلت الى مغامراتها في الطفولة و عن أحلامها مستقبلية وهكذا ظلت لنصف ساعة تتحدث دون انقطاع بين نكت و طرائف و بين إلقاء بعض الأسرار رغم أنه لم يتحدث معها لكنها شعرت براحة بوجوده  .
في الخارج ظلت الطبيبة  تنتظر أمام  تلك الغرفة خشيت حدود شيء سيء لها لكن الهدوء  كان سيد الموقف، اشتهرت  هذه   حالة عندك طاقم الطبي  بأنها  سفينة الأحلام لأنه فقد عائلته في حادث أليم اختار العيش في عالم الأحلام ونظرا لطاقته الكبير قد تمكن مرات عديدة من سحب طاقم الطبي إلى قوقعته الخاصة .
اقتحمت الغرفة هي وفضولها الذي تملكها غير أنه تحول إلى دهشة كبيرة لانها وجدتها تقرأ  له بصوت في غاية الرقة ، ولا تظهر عليها علامات   التأثر بقدراته ، كتمت ما تشعر به وقالت لها 《 عزيزتي لقد انتهت مهمتك هنا ، لديك  المزيد  بعد 》.
هرولت إليها  وهي تشع منها حماسا اذ كانت تستمتع بكل دقيقة هنا مع ان لها ذكريات سيئة تربطها بالمستشفى.
《   أيتها الصغيرة هل مازلت تشاهدين افلام  ديزني؟ 》 ردت فانيسا《 أحبهم  جدا ولا أمل منهم 》 كان جوابها سريعا و سعيدا ، نزلت أنظار الطبية إلى شعرها و طريقة تسريحه حيث تحدث《 هل انت مصففة شعر جيدة ؟ 》 ، أجابت تلك الصغيرة   بكل تلقائية مشيرة  إلى تسريحة شعرها 《 أجل انا  أجيد العديد منها  》.
كانت الغرفة الثانية مليئة بالزهور و رائحتها الزكية ، انبهرت لوجود سيدة ذات شلالات شقراء طويلة في جديلتين ، التفت الطبية وكأنها تقول لها هل هذا شعر طبيعي .
قد جمعت يديها في حركة لا إرادية تدل على حماستها الشديدة ، عكفت على تصفيفه بدقة و أضافت بعض الزهور في الجدائل التي قامت بها ثم جمعتها في واحدة كبيرة و زينتها بمشبك لشعر في شكل زهرة كبيرة   لم يخلو الجو من دردشة طويلة .
تركت لها المعالجة مدة زمنية كافية من أجل الإحتكاك بالمريضة .
  المريضة ناجية  من  هجمات لكائنات السينودكتوس  حيث تضرر جسدها  و قدراتها السحرية بشكل رهيب ولم يستطيعوا علاجها إلا بشكل جزئي حيث أصابها شلل تام وأصبحت سجينة في جسد عاجز   غير أنها تتواصل وتعبر عن مشاعرها  للغير بتغير شكلها الخارجي  من ذكريات الأخرين عند اللمس .
عادت المداوية إلى الغرفة حيث وجدت أن شكل الحالة لم يتغير مطلقا مع ان تسريحة أضافة لها لمسة من الجمال لم  تشاهدها من قبل إذ لم تستطع  لحد الأن من تجاوز الألم الذي تعيشه لانها عجزت عن علاج أكثر شخص  قريب لها  وهي والدتها  .
تأملت المريضة لعدة ثواني من أجل حجب مشاعرها  فقط ثم تحدثت إلى مراهقة البريئة تطلب منها الإلتحاق بها من أجل الحالة التالية .
في رواق مظلم جدا سارت الطبيبة بشكل ألي غافلة عن تلك الصغيرة بجانبها والتي تملكها الرعب  فهي لحد الأن لم تتجاوز صدمتها النفسية من الظلام  ، فهي أبقت حواسها منتبهة لأي طارئ.
الحالة الأخيرة لها لليوم كانت لشخص غاضب وعصبي جدا حيث  ملئ ذلك الرواق بأصوات التحطيم  و ندائه  المتكرر  بإطلاق سراحه .
كانت تشعر المعالجة بأنها  ربما تسرعت  في قراراها  لكن في نفس الوقت  هي مجبرة  على  دراسة قواتها  في مواجهة خطر حقيقي بالنسبة لها  هذا المريض يعتبر  أحسن مرشح لها بينما تلك المراهقة كانت أوصالها ترتعش من الخوف فهي  لم تواجه مواقف خطيرة بهذا الشكل  إلا مرة واحدة فقط مما دفعها لتسأل تلك الطبية 《 ألا يعد وجودنا هنا خطر   》.
في مقابل كان رد المعالجة سريعا 《 لا عزيزتي إنه  يمر بيوم سيء فقط 》.  في أحوال عادية لها كان هذا الجواب كافي لها .
اخدت فانيسا تفكر في حجة تقيها من الوقوع في مصيبة لذا تفوهت بأولى فكرة جاءت على  ذهنها《أعتقد أنني احتاج لوجبة خفيفة  لأنني لم أتناول فطوري  》.
كانت ملامحها تدعو إلى الضحك مع ذلك حافظت  الطبيبة على وضعها الهادئ ثم شرحت لها الوضع 《 عزيزتي  هذا المريض هو عصبي لأنه لا يستطيع مغادرة مكان 》.
كررت كلمات المعالجة في ذهنها ووجدت أن تصرفاته جد طبيعية تشبه لحد تصرفات أنجل لذلك أبعدت الخوف من بالها .
تزامن فتح  الباب من قبلهما  بإنطلقت زمجرة قوية من الغرفة،  و شخص  يصرخ ب《 اليوم سوف أقضي عليك أيتها الحقيرة  》 ، تجمدت أطراف فانيسا  من الهلع حين شاهدت شخصا  يصح  وهو يطير بإتجاههما لم يكن لها  مجال لتصرف سوى الإنطوائ على نفسها في إنتظار  الإصتدام لكنها لم تشعر بشيء ، خلال إنقضاضه على المشعودة كما يطلق عليها لاحظ كتلة صغيرة امامه  غير مساره واتجه نحو الجدار.
تقدمت الطبيبة إليها وتتحدث  قائلة 《 عزيزتي انهضي  ليس هناك ويدعوا للهلع  لقد  نسي قشر الموز في الأرض》.
نهض المريض وأنظاره تطلق أسهم   الحقد و ملامح الوحش المفترس إلى تلك الطبيبة لكن تقدم فانيسا و صرح 《 طيلة حياتي لم أشاهد قمرا يتجول في نهار، أرجو أن تتجاوزي هفوة  أيتها الفاتنة 》 ثم جثى ليقبل يدها .
كانت مظاهر السخرية تتجلى على الطبيبة ولم تبذل جهدا لإزالتها اذ قالت 《 لا أعتقد أن رفيقتك سوف يعجبها هذا المنظر 》.
رد الأخير بحدة 《 أخرجي منها انت فقط وستكون الأمور بخير 》ثم توجه لفانيسا 《 أنا جو وانت أيتها المثيرة 》.
لم تتصور أن يكون شخص  الغاضب بهذه اللطافة ، جلست بالقرب منه ثم تكلمت 《 فانيسا باركر في خدمتك سيدي 》.
استمر جو الروضة بين الطبيبة و جو طيلة وجودهم بالغرفة حيث لم تتوقف فانيسا عن ضحك لأن كل منها يقف للأخر على كل حرف يقال منه . 
قبل انتهاء  الجولة معها أرسلت فانيسا  إلى الطابق الأول حيث يتلق الطلاب مثلها  تربص .
بعد خروج فانيسا من الغرفة إنقض جو على الطبيبة وأمسك عنقها بكل قوته يخنقها وهو يردد 《 لا تحاولي إستغلالي مرة أخرى لقد كنت قريب من القضاء عليها  لماذا  حجبتي عني رائحتها أيتها الشمطاء》.
عندما شعر أنها قريبة من الإختناق تركها تسترجع أنفاسها .
صرخت في وجهها 《 أيها الذئب اللعين لقد كدت تقطع أنفاسي ، وضيع ، خرف ،  ذئب بائس  》 بدأت تطلق السباب له علها تشفي غليلها  منه ثم قالت 《 أنه مجرد فحص لحواس أيها الكريه 》وذلك لتهدأته فقط .
نظر لها وتكلم 《 اسمعني أيتها الساحرة الغبية لا تتوقعي مني اقتناع بكلامك  هذا لكن مع ذلك سوف أتجاوز عن ما حصل》.
لم تستطع إخباره بالحقيقة لأنه لن يتمكن من إدراك الأمور نظرا لحالته الغريبة فهو مجرد ذئب بلا جانبه البشري. إثر إصابته في إحدى معارك حيث  لم  يتواصل بعدها  مع شطره البشري .
¤

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

رواية ألفا الجبل الأسود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن