العرافة العمياء

171 7 1
                                    

العرافة العمياء هي العرافة البلغارية "فانغيليا بانديفا غوشتيروفا"، وشهرتها "فانغا" أو "بابا فانغا". 

ولدت في إحدى المقاطعات التي كانت تابعة للإمبراطورة العثمانية تدعى "ستروميكا". وهي حاليًا تابعة لجمهورية مقدونيا في أوروبا. 

ولدت في الواحد والثلاثين من يناير عام 1911. وعاشت حتى أتمت 85 عام، في الحادي عشر من أغسطس عام 1996. وماتت بسبب سرطان الثدي في العاصمة البلغارية "صوفيا". ويقول أتباعها بأنها كانت تعرف مكان وموعد موتها. وهي من عائلة مسيحية. عاشت معظم حياتها في بلغاريا ولذلك تسمى العرافة العمياء البلغارية. تحديدًا في مدينة بيتريتش البلغارية، في مقاطعة بلاغويفغراد. وهي مدينة صغيرة تعتمد على الزراعة، وأثناء حياة فانغا كانت مشهورة بها ويأتي لها الزوار من كل حدب وصوب. وكانت حياة مليئة بالإثارة والشهرة التي لم تحظى بها سيدة بعدها. 

تحول بيتها بعد موتها إلى متحف وطني في الخامس من مايو عام 2008. وذلك طبقًا لرغبتها واحترامًا من الحكومة لتلك السيدة المثيرة للجدل. ولمجهوداتها في زيادة السياحة في البلد. ونُحت لها التماثيل، وكُتب فيها السير الذاتية. كما قاموا بصنع فيلم وثائقي كامل عن حياتها منذ الطفولة. لتكريم ذكرى تلك السيدة التي طالما رغبت في مساعدة الجميع على حد سواء. وكان لها العديد من الأتباع المؤمنين بها بشدة. 


بداية حياة العرافة العمياء 

عندما ولدت فانغا كانت فتاة عادية جدًا، بشعر أشقر وعيون زرقاء. وكان والدها جندي في الجيش أثناء الحرب العالمية الأولى. وماتت أمها في شبابها، ولذلك اعتمدت على نفسها من الصغر. ولكن سرعان ما تزوج والدها من أخرى، كانت لها بمثابة أم ثانية. عُرف عن فانغا حبها للعلاج بالأعشاب منذ الصغر. فكانت مهوسة بكيفية علاج الأعشاب، والأعشاب المناسبة لكل حالة مرضية. مما جعلها مشهورة بالبلدة وتصف الأعشاب الدوائية لبعض الصديقات ولوالدها. إلى أن جاءت اللحظة الفاصلة في حياتها، حين خرجت من المنزل أثناء عاصفة شديدة جدًا. ويقول السكان المحليون أنهم لم يشهدوا عاصفة مثل هذه مرة أخرى. ولسبب تجهله هي نفسها رغبة في الخروج من المنزل. ويُقال إن العاصفة حملتها مسافة بعيدة وطاحت بها عدة مرات. وبعد توقف العاصفة خرج أهلها للبحث عنها. ووجدوها بعد وقت طويل خائفة ومتعبة جدًا وفي حالة تامة من الرعب وعدم القدرة على الإجابة عن أي شيء. كان على عينها تجمع كبير للتراب، ولأن العائلة فقيرة الحال لم يتمكنوا من إنقاذ عيناها. التحول في حياة فانغا منذ عام 1925، أمضت فانغا ثلاثة سنوات بدار للمكفوفين في صربيا، وهناك تعلمت الطهي والتنظيف والحياكة. كما تعلمت العزف والقراءة بطريقة بريل. فكانت قادرة تمامًا على الاعتناء بنفسها. وعندما ماتت زوجة أبيها، رجعت إلى المنزل لرعاية أشقاءها الصغار وأبيها. وتمكنت بمهارة من تربية الصغار والاعتناء بالمنزل. في عام 1939، مرضت فانغا بشدة ولم يعرف الأطباء آنذاك ما علتها أو الدواء. حتى قال لها طبيب بأنها ستموت قريبًا. وبدون مساعدة الأطباء تحملت الآلام، وشيئًا فشيئًا بدأت تشعر بتحسن برغم كل ما قاله الطبيب. 

ثقف نفسكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن