_ الفصل الثاني عشر _

6.8K 199 4
                                    

(( ضروب العشق ))

_ الفصل الثاني عشر _

في صباح اليوم التالي داخل منزل محمد العمايري ......

كانوا على طاولة الطعام يتناولون فطورهم بهدوء ولا أحد يتحدث ، كان الكل يأكل معادا هو يعبث بصحن الطعام الذي أمامه دون أن يضع لقمة في فمه وينتظر اتصال معين بفارغ الصبر ولا يزال الغضب يهيمن عليه منذ أمس ، سمع أمه تهتف باهتمام :

_ مالك ياكرم مش بتاكل ليه .. إنت متعصب من حاجة ؟!

رد عليها باختصار شديد :

_ مليش نفس !

نظرت له شفق بتدقيق وتحدثت لنفسها بخوف " هل يعقل أن يكون شك بشيء عندما وجدني أمسك بصورة ذلك الرجل بالأمس " اهتز هاتفه على الطاولة بجانبه وأخيرًا جاء الاتصال المنتظر فوقف فورًا وأجاب وهو يسير باتجاه الباب ليغادر :

_ ألو يامسعد عملت إيه ؟

أجابه الآخر باستياء شديد :

_ هو ياكرم بيه شوفت الكاميرات وطلع هو

تحول لجمرة نيران ملتهبة وأطلق من بين شفتيه الفاظ بذيئة من بينها كلمات وعيد بالانتقام ، ليكمل مسعد بجدية وحزم :

_ سبلي أنا الموضوع ده ياكرم بيه وهجبهولك خلال كام يوم

_ عايزه سليم يامسعد ومحدش يلمس منه شعرة واحدة

_ حاضر

***

كان حسن بمكتبه داخل الشركة يدور بمقعده بحركة دائرية حول نفسه وبيده مفاتيح سيارته يعبث بها ويحركه يمينًا ويسارًا أمام عيناه ، شارد الذهن يتذكر كلامها " عشان هي أصلًا عمرها ماحبتك ، وإنت كنت دايب فيها ويمكن مازالت ، هي باعتك في أول محطة " .. " اللي لسا بتحبها دي تخلت عنك رغم كل اللي عملته عشانها " ، لا يزال يحبها للأسف ولم يتمكن من نزعها من قلبه بأي شكل من الأشكال ، لم يعد حبًا كما كان سابقًا ولكنه لا يستطيع القول أنه يكرهها ، رغم أنها لا تستحق سوى الكره وكل ما قالته له يسر كان حقيقة .. هي تخلت عنه وخدعته وهو كالأحمق مازال يحمل لها القليل من الحب !! .

قطع شروده دخول يسر المفاجئ وهي تحمل بيدها ملفات صغيرة فاغلقت الباب خلفها وهتفت بإيجاز :

_ حسن اتصل بزين شوفه فين لغاية دلوقتي مجاش !!

عقد حاجبه وهدر باستغراب :

_ وإنتي عايزة زين ليه ؟!

هتفت بامتعاض وابتسامة صفراء :

_ يمكن عشان الشغل مثلًا ، وعشان في ملفات عايزة اورهاله ضروري

قال في حزم ونظرة قوية :

_ طاب ما أنا موجود أهو ولا هو لازم زين !! ، تعالي وريني إيه اللي عايزة تورهوله

ضروب العشق .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن