(( ضروب العشق ))
_ الفصل السابع _
تتخيل !! .. حتمًا هذا ينبع من خيالها المريض به ، هل طلبها للزواج للتو ؟! .. من سابع المستحيلات أن تخرج منه هذه الكلمات أو أنه يفكر في الزواج منها بكامل ارادته ، أتحلم أم ماذا !!؟ ، ليقرصها أحد لتتأكد بأنها في الواقع وليس حلمًا ! .
لم تكن هي وحدها المصدومة فكذلك أمه وأبيها الذي لجمت الدهشة السنتهم ، فساد الصمت بينهم للحظات وهم يحدقون به فاغرين فمهم بذهول ، حتى اخترق هو فقاعة الصمت المريب بينهم وغمغم متصنعًا الأسف والضيق :
_ أنا آسف ياعمي .. عارف إن كان لازم افاتحك إنت وعلاء الأول في الموضوع ده ، بس أنا محبتش اخد الخطوة دي غير وأنا متأكد من رأى يسر في الأول هي مقالتش موافقة بس ردها شجعني إني افاتحك
كانت هدى تتطلع لابنها بصدمة فهي تعرف أنه لا يحب ابنة عمه مطلقًا من أين جاء بعرض الزواج المفاجئ هذا دون أن يفاتحها هي أو من أشقائه في الأمر ، أما طاهر فاستجمع نفسه وعاد لطبيعته هاتفًا بجدية وريبة :
_ وإنت فجأة كدا طلبت في دماغك الجواز ؟!
أجابه نافيًا غي نبرة خشنة وصلبة :
_ لا طبعًا أنا ليا فترة بفكر في الموضوع ومخدتش خطوة غير لما اتأكدت إني هكون قدها ، وأنا عارف إني مش هلاقي أفضل من يسر زوجة ليا بعد إذن حضرتك أكيد
لازالت يسر على وضعها نظرها معلق عليه ، لا تستوعب ما يدخل من أذنها لعقلها الذي يرفض تصديق كل هذا الهراء ، ولا ترفع نظرها عنه فقط تحملق به كالصنم حين يضعوه أمام الشخص فتكون عيناه مباشرة على ما أمامه ، حتى أنها لم تسمع اسمها الذي نطق به أبيها إلا حين هزها بخفة في ذراعها لتنتفض وتنظر له هاتفة في تلعثم وتوتر غير واعية لما تقوله :
_ موافقة .. أقصد أيـ..وة حسـ..ن فاتحني من يومين في الموضوع وأنا قولتله يكلمك إنت وعلاء الأول ومدتهوش رد
نقل نظره بينهم ثم سألها في جدية :
_ يعني هو ده الموضوع اللي كنتي عاوزة تقوليلي عليه
قالت وقد زاد تلعثمها وارتباكها فقد كانت الكلمات تأتي لشفتيها وتخرج مبعثرة :
_ آااه .. قصدي لا حاجة تاني بس خلاص هبقى اقولك بعدين
حاول منع ابتسامته الماكرة من الانطلاق حيث اخفي وجهه وهو يحك ذقنه شبه النامية ، بينما هي فطلبت منهم الأذن واستقامت مسرعة نحو المطبخ لتشرب بعض الماء قبل أن تسقط مغشية عليها ، فيهتف طاهر مبتسمًا بحب وحنو :
_ وهو أنا هلاقي لبنتي مين احسن منك ، ده إنت ابن الغالي ياحسن .. بس اصبر كام يوم وهديك الرد النهائي بإذن الله
_ براحتك ياعمي أنا مش مستعجل
ثم انزل هاتفه تحت الطاولة وقام بتشغيل نغمة رنينه وهب واقفًا وهو يستأذن بعد أن وضع الهاتف على أذنه متصنعًا أنه يحادث أحد ، وانتظر حتى اندمج هو وأمه في الحديث وتسلل دون أن يشعروا به إلى المطبخ حيث هي وتحرك على اطراف أصابعه من حتى وقف خلفها مباشرة فالتفت هي بعفوية غير متوقعة وجوده فانتفضت واقفة وفتحت فمها على وشك إصدار صرخة من أثر فزعها ولكنه اسرع وكتم على فمها مشيرًا بسبابته على فمه بمعنى " لا تصدري أي صوت " فهدأت ضربات قلبها سريعًا وارتخى جسدها المنتصب بسبب الخضة لتجده يهمس مبتسمًا بلؤم ونظرة تحمل في طياتها الوعيد والانتقام :
أنت تقرأ
ضروب العشق .. للكاتبة ندى محمود توفيق
Storie d'amoreجميع الحقوقو محفوظة للكاتبة للعشق ضروب وأشكال فياترى لأي من ضروبه ستنحاز إيها القاريء ؟! هناك بعض الاقاويل التي تصف العشق على أنه " ثقة " ولكن في حال انقشاع الثقة وانحلال الخيانة والغدر والكذب محلها فسينقشع معها مفهوم العشق على أنه ثقة ويصبح يمثل...