_ الفصل الثاني والأربعون _

5.8K 135 1
                                    

(( ضروب العشق ))

_ الفصل الثاني والأربعون _

كانت تتصنت على باب الغرفة من الخارج عندما سمعت زوجها يبدأ حديثه وهو يسرد لهم كل شيء كالآتي .

_ أنا مش مكنتش بحب يسر زي ما قولت لما طلبت إيدها من حضرتك ، كنت ماخد الموضوع لعبة وعايز اتسلي .. معترف بأخطائي وإني مكنتش راجل ولا قد الكلمة والامانة اللي سلمتهالي ياعمي ، لإني عاملتها وحش كتير وهي كانت بتستحمل معاملتي بسبب حبها ليا وأنا كنت للأسف غبي وحقير ومأدركتش قيمة ده إلا لما لقيتها هتضيع من بين إيدي .. كنت ناوي اطلقها واتفقنا على الطلاق خلاص بس حصل مرة واحدة موضوع الحمل اللي قلب الموازين .. مش هدافع عن نفسي ولا عن موقفي في اللي عملته معاها لما مديت إيدي عليها و طلبت منها تنزل الطفل لأني مدرك غلطي كله ، ولما هي قالتلي إنها نزلته وكدبت عليا أنا قبلها كنت تراجعت وندمت على اللي قولته واللي عملته ، بس كان يفيد بإيه بقى لأن لحظتها أنا كنت خسرتها هي وابني وحاولت زي ماشوفتوا ارجعها واخليها تسامحني موافقتش نهائي ، ولما فضلت وراها وحاولت اثبتلها ندمي قدرت ارجعها ليا تاني .

سكت للحظات قصيرة من الوقت ثم استكمل حديثه بصوت به بحة حزينة :

_ كان لازم اقول الحقيقة لإني مكنتش هقدر ابص في عينك ياعمي إنت وعلاء أكتر من كدا وأنا بكدب عليكم ، كل اللي عايز اقوله دلوقتي إني عرفت قيمة مراتي وبحبها ومش مستعد ابعدها عني تاني أبدًا هي وابني .. أنا آسف ياعمي سامحني

ادمعت عيناها بمشاعر العشق المتيم به بعدما سمعت كلماته ، القى اللوم كله على نفسه ولم يظهر سوءها ! .. لم يخبرهم عن تهديدها له بصوره وتسجيلاته .. لم يخبرهم عن ابتزازها له الذي دفعه للزواج منها حتى ينتقم ، تحمل الذنب كل وحده ! ، بالرغم من أنها مذنبة ومخطئة مثله تمامًا ! .

عم الصمت بالغرفة ولم تسمع أي صوت يصدر ، إلا وبلحظة سمعت صوت صفعة قوية فشهقت بهلع بعدما توقعت الذي حدث واندفعت للداخل إليهم فورًا فوجدت أبيها يقف أمام حسن ، وكما توقعت فقد صفعه بكل عنف وغضب ثم بدأ بالصياح المخيف :

_ بقى هي دي التربية اللي ربهالك محمد .. اسلمك بنتي وامنك عليها وإنت تخون الأمانة وتعمل فيها كدا ، تعرف أنا دلوقتي بس ندمت إني مطلقتهاش منك

كان ساكنًا تمامًا يجفل نظره أرضًا حتى وجد علاء يجذبه من تلابيب قميصه صائحًا بعصبية :

_ دايمًا كنت شاهد على كل قذاراتك ، بس متوقعتش إنها توصل بيك لاختي

لا يزال صامتًا لا يجيب فقط يحدق بالأسفل بخزي ومرارة ، لم يتمالك علاء نفسه فوجه له لكمة عنيفة كادت أن تطيح به أرضًا .. هرولت يسر ووقفت حاجز بينهم تصيح بشجاعتها المألوفة :

_ علاء اهدى .. حسن معملش ليا حاجة أنا اللي غلطانة من البداية لما .....

انتصب في وقفته وقبض على ذراعها ضاغطًا عليه يحدقها بعيناه التحذيرية من أن تتحدث ثم تحرك للأمام وقال بخشونة :

ضروب العشق .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن