_ الفصل الثاني والعشرون _

7.1K 165 5
                                    


( ضروب العشق ))

_ الفصل الثاني والعشرون _

نطقها !! ، لم يخذلها حين توقعت بأنه سيمثل أمامها التمسك والاهتمام وبمجرد ما أن ضغطت عليه نطقها بسهولة من بين شفتيه ! .. جلست على فراشها بعد رحيله تحدق في اللاشيء أمامها وهي تبدأ في استيعاب أنها لم تعد زوجته ، تمنع نفسها بصعوبة وتمسك على محابس عيونها حتى لا ينفجروا .. فتحت أمها الباب ودخلت لتقترب منها وتجلس بجوارها هاتفة :

_ ليه يايسر .. ليه يابنتي

نظرت لأمها وصاحت بصوت يغلبه البكاء :

_ عمره ماحبني .. والدليل إنه محاولش يصالحني حتى لقيني بطلب منه يطلقني وطلقني من غير تفكير ولا حتى يحاول معايا مرة واتنين وتلاتة يثبتلي إنه فعلًا زي مابيقول ندمان

احست أمها بأنها ترغب في البكاء وتكتمه في نفسها فيخنقها أكثر .. لفت ذراعها حول كتفيها وضمتها لصدرها متمتمة بألم على نفس ابنتها الموجوعة وهي توافقها الرأى :

_ عندك حق أنا برضوا كنت متوقعة إنه هيتمسك بيكي اكتر من كدا .. متزعليش نفسك ياحبيبتي هو ميستاهلكيش إنتي تستاهلي واحد احسن منه يحبك ويحافظ عليكي

انخرطت في نوبة بكاء عنيفة وهي متشبثة بملابس أمها وتهتف من بين بكائها بصدق حقيقي :

_ لسا بحبه ياماما مش عارفة اكرهوا للأسف

أخذت أمها تملس على شعرها بلطف في محاولة منها لتهدئتها وقد بدأت دموعها تسقط هي الأخرى على وجنتيها حزنًا على ابنتها ! ......

أما بالأسفل كان حسن مندفعًا نحو الخارج ليستقل بسيارته محاولًا الهرب من كل شيء حتى من حديثه مع عمه ولكنه سمعه يصيح مناديًا عليه ، فتوقف مكانه وأخذ نفسًا عميقًا ثم التفت بجسده له ليجده يقترب منه ويهتف في حدة وصرامة :

_ طلقتها !!

_ مقدرتش ياعمي اشوف نظرات الاستحقار والكره في عينها اكتر ، يسر فعلًا كرهتني ومبقتش عايزاني خلاص

طاهر بنبرة رجولية خشنة وهو يقف بهيئته الخمسينية التي كلها وقار :

_ أنا اديتك فرصة عشان تصلح غلطك معاها وتعتذر منها .. بس من الواضح إن إنت اللي مش باقي على مراتك .. أنت ابن أخويا وابني بس هي كمان بنتي ومش هقبل اشوفها حزينة ومهمومة بالشكل ده ، بما إنك رميت يمين الطلاق عليها خلاص ابدأ في اجراءات الطلاق النهائية من النهردا

اجفل نظره أرضًا وهتف بموافقة وخضوع لأوامر عمه :

_ حاضر

ظل طاهر بمكانه صامدًا يتابعه وهو يبعتد عنه ويستقل بسيارته ثم ينطلق بها كالبرق !! ........

***

سمعت صوت الباب وهو يدور المفتاح في القفل فاعتدلت في جلستها فورًا وهي تستعد لأي مقابلة من أي شخص حتى لو كان " علاء " ولكن حين انفتح ظهرت من خلفه رفيف وهي تحمل على يديها الطعام واغلقت الباب خلفها بقدمها ، ثم قادت خطواتها نحوها ووضعت الصينية على الفراش أمامها .. جلست على الحافة في مقابلتها تمامًا وطالعتها بإشفاق ، عيناها متورمة من كثرة البكاء ووجهها منطفيء وبائس .

ضروب العشق .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن