💧•'صَدَفَة بِصُدْفَة'•💧

52 7 12
                                    

أسير بخطى ثابتة صامتة للوجهة التي رسمتها لي  صفعة القدر

كنت غارقة في رسم مخططاتي بدقة رامية كل الهرج الذي يصدره سوق 'فاكهة محيط' بقلب الجزيرة الإستوائية بعيدا عن قوقعة تفكيري الصَدفية 

لكن توقفت خُطايا جبرا حينما سد طريقي أجسام لرجال بُدان بدوا يهارجون و يمارجون بأصواتهم الخشنة و المجلجلة على أمر مجهول

كنت بكل الأحوال سأتجنب تيارات المشاكل التي سترميني بزوبعة الصداع لكن كونهم يعترضون طريقي بأحجامهم الضخمة كان من الصعب تجاوز الطريق دون الدخول بلب المشكلة

"أقسم لك يا سيدي لم أتعمد كسر الآنية" 

"هذا إن تجرأت على تعمد الأمر من الأساس أيها الشقي!! لا يهمني أريد ثمنها"

"و من أين سأجلبه؟؟"

"من حيث جلبت مصيبتك"

"يا إلاهي !! لما لا تصدقني إنه خطأ هذا الصبي "

" ويحك ! هذا إبني أيها الأخرق"

حدقت ببصري متتبعة سبابة من يدافع عن نفسه ناحية فتى يبدو بمثل عمره كان يقف بجانب الرجل رامقا الاول بنظرات لمعت ببريق خبيث أخفاه ببراعة بلمعان اللطف

دحرجت عيناي بتململ للوقت الذي سأضيعه بسبب هذا الزحام، أحكمت وضع القلنسوة أخفي لون شعري الذي سيسبب المشاكل لي متقدمة نحو المتحاججين رامية كيس نقود قائلة بحزم :
"هذا ثمن ما كسره "

مررت من خلال الصف الذي إنزاح لي لأمُر متجاهلة أمر التحديقات الحارة ، و لم ألبث مبتعدة بضع خطوات حتى أتاني صوت الفتى صائحا بمهلا ، إستدرت له بهدوء أنظر له و هو يأخذ نفسا طويلا قائلا:
" شكرا للمساعدة "

أومأت برأسي مسترسلة في بدء خطاي لولا وقوفه أمامي :
"كيف أرد جميلك؟ "  

"لا داعي لذلك"
أجبته بهدوء

" لا أحب أن أكون مدينا لأحد... مهلا!!"
صاح فجأة و هو يسحب من قبضتي ما طويته مما أجفلني لبرهة

فتح الورقة يطالعها بتركيز و إبتسامة جانبية إرتسمت على شفتيه مردفا:
"مكافأة الرائد ؟ أعلم كيف أساعدك " 

سحبت الورقة منه أخفي إستيائي من تتبعه لي دون النبس بكلمة ، لكنه سار محاذاتي و هو يحادثني :
"ذهابك لغابة زوثيان لهو شجاعة منك ، لكن بحثك عن غرض ملك القراصنة دون معرفة ماهيته لهو تهور "

"ملك القراصنة لم يدلي بإسم الغرض ، كلما ذكره هو ضياعه في الغابة و تحديد المكافأة لمن يجده"

" و إذا أخبرتك بأنني أعلم ما هو ؟"

"إذا كنت تعرف لما لا تحتفظ بأمره لنفسك و تحتكر المكافأة لك"

رددت عليه محدقة فيه بإستغراب يشوبه شك على ملامحه التي إنقلبت ليقول ماحيا كل تفسيراتي:
"لأني أنا من أضعته"

أخذ زفيرا طويلا قاصا علي :
"كنت ملاح القرصان ، رحلتنا الأخيرة كانت هنا في جزر مملكة زوثيان تحديدا في غابتها ننقب عن ما هو فريد نظرا لإحتوائها على فواكه سحرية و حيوانات ثمينة و بينما كنا نرتاح ، ظهر حيوان غريب الشكل صغير الحجم لينقض على أدوات الملك مبتلعا صدفته الثمينة قبل ان يفر بعيدا تاركا إياي في محل الشبهة لأني على علم بما يملكه قائدنا"

توغلنا بداخل الغابة و أنا كلي إعجاب ببواسق الأشجار و إكتظاظ الشجيرات و إختلاطها بترنيمات الزهور التي إمتزجت بأصوات جد عذبة على مسامعي منصتة لباقي القصة :
" و نظرا لغضب الملك و تهديده بحياته لي إستطعت الهرب بمعجزة و انا على علم ببحثه عني"

"لذلك لا تستطيع إحضار الغرض لأنك ستفدي عنقك عوضا عن المكافأة "  

اومأ لي مبتسما بحرج مما جعل عدوة إبتسامته تنتقل لي .

قادني للمكان الذي إستراحوا فيه مقررين أن نبدء بحثنا من هذه النقطة و قبل أن نشرع في القيام بأي شيء سألته عن شكل الحيوان ، أخذ هنيهات يفكر قبل أن يصفه:
"إنه الأولكا ، حيوان يشبه صغير الثعلب ، بفراء رمادي و وبر أبيض كثيف حول عنقه " 

رفعت سبابتي أرسم دوائر في الهواء متمتة:
" يا شبيه الشتاء الصامت
إقترب كندف الوهم الخافت"

و فور إنتهائي من ترتيل تعويذتي إنبثق جسد حيوان صغير ناحيتي يجر بواسطة خيط كلماتي

إقتربت من الجسد الصغير أحمله و أنا أسأل الفتى عن ما إن أصبت و حينما هز رأسه إيجابا فرقعت أصابعي و أنا أدلك معدة الأولكا بأناملي التي توهجت متجنبة صدمة من يحدق بي فاغر الفاه

"من أنت ؟"

"قصة طويلة"

تجنبت ذكر التفاصيل و أنا أمسك بالصدفة التي بصقها الأولكا قبل أن يهمس بتوجس:
"شخص واحد فقط يستطيع إلقاء التعاويذ ببراعة " 

"ما فائدة هذا الغرض ؟"
و كأن إمتلاصي من الموضوع إتضحت رغبته عنده ، إقترب نحوي و جلس بجانبي مفسرا:
"يمكنك كتابة أي سؤال للصدفة و ستعطيكي إجابتها "

"أي سؤال ؟"

"نعم"

"إذن ما فائدة الرائد؟"

" إنه مصباح يبث نورا يرشدك لطريق المكان التي تهمسين بإسمها له"

همهمت له و انا أقلب الصدفة سائلة:
"هل يمكنني إستخدامها؟"

" مرة واحدة لن تضر "

فتحت الصدفة لأجد شقا أملس و شقا يحمل مرآة ، خططت على الشق الأملس سؤالي و ثوينات حتى ظهر على المرآة إسم أفزعني 

🌊*'دموع من زبد'*🌊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن