💧•'دماء مبللة'•💧

20 6 16
                                    


كنا جلس على سور مزرعتنا نحتسي الشاي و أنا أحدق في جمال مملكتي سكيدل مستمتعا بالصمت الذي كسرته حفيف البواسق في ترنيمة أثملتها روائح أشجار الكروم و الزيتون

لم تسمى بالمملكة المزهرة من فراغ

بالنسبة لجليستي لا يبدو بأن السكينة قد رافقتها منذ ظهور إسم مدينة آشي لوم في مرآة الصدفة و لا ألومها على ذلك، فهذه المدينة لا موقع جغرافي معروف لها و لولا مكافأة الرائد التي تحصلت عليها من الملك القرصان و الذي كان يضيء لنا الوجهة الصحيحة للسير لمات الأمل

الغرابة تلتف حول هالتها و الغموض كيانها ، لم تخبرني بشيء عنها منذ أول لقاء
أي منذ أسبوع ..

و أنا لم ألح عليها للمعرفة رغم الفضول الذي يأكلني، بل إكتفيت بمساعدتها بمعرفتي ما إن كان الرائد يضيء طريقا آمنا عن المصائب

و قد إتخذنا من سكيدل محطة إستراحة لنا و للفانوس الذي يحتاج للإمتلاء بزيت خاص كنت قد إستخرجته من نباتات مزرعتنا و سكبته بداخله

الملفت أيضا عائلتي التي أحبتها و إرتاحت لها بل أنها إستقبلتها بحفاوة أكثر مني ، و لا ألومهم على ذلك فهي لطيفة جدا رغم غرابتها

"إسحاق بني أدخل للداخل و إلا ستصاب بلعنة سفنسر!"

تنبيه أمي التي عادت أدراجها أجفلني كما فعل معها، حدقت فيا مستفسرة المعنى لأوضح باسما:
"إنها قصة شهيرة في مملكتنا سفنسر صاحب خنجر ملعون فقد منذ سنون و حينما عثروا عليه وجدوه ميتا و يقال أن روحه ستتلبس أحد المراهقين وقت الغسق  فيمنع من هم في أعمارنا من الخروج"

"و هل تؤمن بالأسطورة؟"

"لو كنت لما وُجدت الآن"
أجبتها ضاحكا على لامنطقية ما قلت

رفعت الفنجان أنوي إرتشاف الشاي لولا سماعي لصوتها الناعم يناديني ، حدقت فيها متسائلا كما فعلت المثل معي و هي تتلمس قلادة بثلاث كريات بيضاء عكس الأخريات بتوتر

"ما الخطب ؟"

"هل ناديتني؟"
نفت برأسها لأعاود سماع الهمسة مجددا

و قبل أن أفهم أي شيء خنجر طائر بممسك ذهبي طفى أمامي و لم أستوعب شيئا سوى صراخ رفيقتي حينما غرز الخنجر عميقا بقلبي لتنسكب مني دماء غزيرة 

مبللة؟؟!!!!

 

🌊*'دموع من زبد'*🌊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن