يجلس علي مقعده الجلدي واضعًا قدماً فوق الأخري ينظر إلى صاحبه والحيرة تملأ عقله فَ ليس أمير الشافعي من يتزوج بتلك الطريقة، بل ليس هو يفكر في الزواج في هذا الوقت من الأساس انتبه على صوت صديقه :هتعمل اي يا أمير، زفر أمير باختناق ثم عاد ينظر أمامه مره أخرى :أبويا حطني قدام الأمر الواقع وقال اي هنروحلهم النهارده علشان نطلب ايدها رسمي.
عاد محمد يتحدث بجدية مرة أخرى :يا أمير مش ممكن البنت دي حياتك تتغير معاها وتبقى مستقرة اكتر، حرك أمير رأسه يمينًا ويسارًا قائلًا:يا محمد افهمني أنا مش بفكر في الجواز دلوقتي مش حياتي ومش عاوز اربط نفسي بحاجة وبعدين انا لو فكرت اتجوز يبقى الأحسن اتجوز اللي ليها سنين بتجري ورايا واعترفتلي بحبها أكتر من مرة، اعتدل محمد في جلسته وتقمص دور الأخ الأكبر الناصح قائلًا :بلاش تتعب نفسك يا أمير وتنشف دماغك فكر بعقل انت اللي اعرفتلك بحبها دي انت اكتر واحد واثق انها مش بتحبك بجد وأنها بس متعلقة بيك علشان كنت معاها اغلب الوقت في استراليا بسبب الشغل وأنت كمان مش هتقدر تتحوزها علشان مش قادر تشوفها أكتر من صديقه ليك سيبها على ربنا يا أمير وهو هيحلها، زفر أمير وأماء برأسه :طيب لما نشوف أخرتها.........تجلس فوق فراشها شاردة والدموع عالقه بعينيها مازالت حزينة على فراق والدها الذي مزق قلبها وعذب روحها وجعلها تتخبطت شاعرة بالوحدة واليأس والفراغ يملئ حياتها، طرقات على باب غرفتها انتشلتها من شرودها تبعها دخول ملك اختها إلى الغرفة وعلي محياها ترتسم ابتسامة هادئة قائلة :الجميل سرحان كدا في اي ثم قطعت كلامها عندما وجدت الدموع تسيل على وجه أختها ثم تابعت قائلة :مالك يا إيلاف بتعيطي كدا ليه وقاعدة لوحدك كدا دايماً، حاولت رسم ابتسامة مهزوزه على ثغرها وهي تقول :بابا وحشني يا ملك اوي مش حاسة ب أي حاجه من غيره، تنهدت ملك وبدأت الدموع تتجمع في عينيها ثم اردفت قائلة:ربنا يرحمه يا إيلاف وواحشني انا كمان بس مش هنعترض على أمر الله احنا مش في ايدنا حاجه غير أن احنا ندعيله
اقتربت منها إيلاف محتضنة إياها تصبر نفسها وتصبرها أيضا ابتعدت ملك عنها محاولة تلطيف الأجواء وهي تقرص وجنتها قائلة:وبعدين يا بومة في واحدة تعيط في اليوم اللي جاي الشخص اللي بتحبه علشان يتقدملها، امتقع وجه إيلاف ورجعت خطوة للخلف وهي تقول:مش لما يبقى اللي جاي يتقدم يكون مقتنع انا حاسة انه مجبر مش عارفه ليه
ابتسمت لها ملك قائلة:مجبر اي ي بنتي هو حد يطول يتجوز إيلاف الهاشمي هو في حد ف جمالك، زفرت إيلاف بضيق فنفسيتها لا تحتمل اي شئ ثم نظرت لاختها قائلة :بس انا حاسه اني مش عاوزه ومش موافقه، ضربتها ملك على جبهتها قائلة :مش موافقة في عينك ضيعيه من ايدك وبعد كدا تعالى عيطي
نظرت لها إيلاف بغيظ قائله :غوري يا بت انت من وشي، ضحكت ملك ضحكة خفيفة وهي تغلق الباب قائلة:باي باي يا عروسة اشوفك بليل ثم غمزت لهافي المساء يجتمع أفراد العائلتين، كان يجلس بجاذبيته الخلابة الخاطفة للأنظار يرتدي بنطال من الجينز الكحلي وقميصا من اللون الأبيض ويفتح منه أول زرارين يبرز عضلات صدره... قطع الصمت رياض قائلاً :طبعا يا عزيزة هانم بدون مقدمات احنا جايين علشان نطلب ايد إيلاف لأمير، كانت تهم بالرد عليه ولكن قطع ردها هبوطها على الدرج وهي ترتدي فستان قصير يتخطي ركبتيها ذات حمالات عريضه من لون النبيذ وتصفف شعرها بطريقة رائعة على أحد كتفيها كانت تنزل الدرج كالأميرات مظهرها خاطف للأنفاس قادرا على فعل الفتن بين الناس، كان ينظر إليها ولاحظ منظرها الجميل ثم تمتم من بين شفتيه:سبحان الخالق الوهاب ثم عادت الأفكار إلى عقله؟ يا ترى ما مصيرهما معا؟ وهل هو سيرضى بالأمر الواقع؟ والتعايش معه كأن شيئا لم يكن؟ أيرضي أن يكون مجبراً على الزواج؟ اقتربت منهم وألقت التحية على الجميع ثم جلست بين ملك ولطيفة التي اخذتها في حضنها منذ جلوسها فهي تحب إيلاف كثيرا منذ معرفتهم بمنصور الهاشمي اردف رياض قائلاً :نرجع لكلامنا ثم وجه حديثه إلى إيلاف قائلا :اي رأيك يا إيلاف، نظرت له إيلاف وتحدثت باحترام وخرجت الكلمات َمن بين شفتيها مهتزة من شدة ارتباكها واحراجها :الرأي رأي ماما، تحدثت لطيفه فهي ليست على علاقة وطيده بعزيزة:اي رأيك يا عزيزه هانم، تحدثت عزيزة بأنف مرفوع وبكل كبرياء:موافقة هو حد يقدر يرفض أمير الشافعي ولا سيادتك يا رياض باشا، ابتسم لها رياض بود قائلاً :نقرأ الفاتحه بقى وبعد الانتهاء من قراءتها تنحنح أمير قائلاً :ممكن اتكلم مع إيلاف لوحدنا
أشار له والده قائلاً :خد خطيبتك واطلعوا اتكلموا في الجنينة برا.. بعد مرور دقائق كان أمير يجلس هو إيلاف في الجنينة كانت تفرك يديها بارتباك ودقات قلبها تقرع كالطبول تنظر إلى الأرض بحرج شديد تحدث هو ورفع حاحبه من هيئتها :اي هتفضلي ساكته كتير ولا اي، ظلت برهة كأن الكلمات مُحيت من ذاكرتها ثم قالت :احم ما مش عارفه اقول اي عاد هو يتحدث بجدية قائلاً :بصي انا عارف أني ظروف ارتباطنا دي جت فجأة بس اللي عارفه اني مليش في الحب ولا الكلام الفاضي بتاعكم دا هتقدري تستحملي العيشة معايا اهلا وسهلا مش هتقدري يبقى نلغي الحوار من الأول كانت تسمع له وقلبها يتمزق من حدة كلامه ثم أكمل قائلاً :أنا مكنتش اعرف اني هتحط في جوازه وموقف زي كدا بسبب مجرد اتفاق بين والدي ووالدك واحنا منعرفش حاجه، كان كلامه يزيد من حدة أنفاسها وارتباكها حتى قاطعتهم الخادمة وهي تقول:أمير بيه سيادة المستشار بيقول لحضرتك انه مضطر يمشي حاليا وقالي اديك خبر قام من مقعده وهو يقول:لا وانا كمان همشي معاه ثم ألقى نظره أخيرة عليها وتركها وانصرف، كانت في حالة من التشتت والضياع، دخلت غرفتها تحاول كبت دموعها ولكنها لم تستطع وتركت العنان لدموعها ارتمت على الفراش دافنه وجهها بوسادتها وظلت شهقاتها تعلو شيئاً ف شيئاً، وظلت تسأل لماذا يتعامل معها هكذا؟ ما الذي دفعه لقبول هذه الزيجه من الأساس رغم أن حديثه يظهر انه لا يقبلها من الأساس؟ لماذا أحبه قلبها؟ ولما تعلق به وهي لم تراه في حياتها الا مرات قليلة ولم تتحدث معه؟ ظلت كثيرا في دوامتها هذه إلى أن غطت في سبات عميق.في منتصف الليل رن هاتف رياض برقم مجهول اعتدل من نومته ورد على الهاتف :ايوا مين معايا
عزيزة:انا عزيزه الهواري يا سيادة المستشار، اعتدل في جلسته بقلق ثم تحدث :خير يا عزيزه هانم البنات تمام؟
عزيزة :كل حاجه تمام بس كنت عاوزه اقولك على شرطي علشان جوازة أمير وإيلاف تتم
عقد رياض حاجبيه ثم قال:شرط اي دا، ظلت تسرد له ما تريده ثم تحدثت قائلة :انا هستني ردك مش لازم ترد دلوقتي، لم يفكر كثيرا ثم اردف قائلًا :وانا موافق..كان نائما على فراشه واضعا يديه خلف رأسه يفكر في أحداث اليوم وفي كلامه لإيلاف، فكيف تحدث معها بتلك الطريقة؟ ولما من الأساس يقول لها ذلك الكلام؟ أيعقل انه يكرهها ولكن كيف وهو لم يعرفها جيدا ولم يعرف شخصيتها؟ كان بداخله شيء يحثه على الاكمال في ذلك الطريق، وأخر يرفض تماما ظل الصراع قليلاً يدور في عقله حتى لاحت أمامه هيئتها بذلك الفستان الذي جعلها كالملاك الهادئ ارتسمت على شفتها ابتسامه واسعة ومن ثم غط في سبات عميق.
#توقعاتكم في اللي جاي
واي شرط عزيزة؟ متنسوش فوت وكومنت
#بقلمي :بسنت فتحي /غزيل
أنت تقرأ
عشق إيلاف
Romanceإنْ أخطأ القلبُ يعاقبه العقلُ لسنوات، ولكن إن تملَّك العشقُ من القلبِ يفقد العقل السيطرة عليه ويمتثل لاوامرهِ ويخضع لرغباته... العشق لعنة القدرِ تحركنا كالموجِ الذي يحرك قاربَه إما تجعلنا نعيش حياةً ورديةً أو تجعلنا نعيش على مرارةِ الذكرياتِ