الفصل الرابع

48 4 1
                                    

كان يسير في ممر شركة الهاشمي يرتدي قميص كحلي اللون يبرز عضلات صدره وبنطال من اللون الكافيه يسير  بكل ثقة ينظر للجميع نظرات هادئة مرعبة وعلى ثغره ترتسم ابتسامة صفراء، أمسك بمقبض باب مكتبها ودخل دون استئذان أدارت رأسها وهي تتحدث:كويس يا ريم انك جيتي كنت لسه هناديلك ولكن خرجت منها شهقة فزعة وهي تراه يقف أمامها بكل بردو :أنت ازاي تدخل مكتبي من غير ما تخبط، ضحك ضحكة ساخره استفزتها قائلًا :مدايقيش نفسك اوي كدا كلها يومين وهتبقي مراتي وهدخل وأخرج براحتي، صرخت بوجهه :أنت إنسان بارد مستفز.. بدأ يقترب منها وهي مع كل خطوة ترجع أمامها اثنتين للخلف حتى حاصرها بين وبين الحائط أصبح لا يفصلهما عن بعض سوى سنتيمترات قليلة أغمضت عينيها حين شعرت بأنفاسه تلفح وجهها، نظر إلى هيئتها وظل يفترس ملامح وجهها، عيناها المغمضتان، رموشها الكثيفة، شفتاها المكتنزتان وبشرتها الصافية، مرر يده على وجهها وبدأت دقات قلبهما في الاضطراب، اقترب منها أكثر وقبل أن يستسلم ويلتهم شفتيها ابتعد عنها كالملدوغ وهو يتحدث ساخراً :لا واضح اني أنك مش موافقه عليا وإني حيوان ومستفز، بدأت تفرك يديها من شدة الارتباك، اشاح بنظره عنها وهو يقول:اعملي حسابك مفيش شغل لغاية يوم الفرح، عادت لحدتها مرة أخرى :وأنت مالك اصلا ومال شغلي زمجر بها ونظر إليها نظره غاضبة جعلتها تصمت قائلًا :اللي سمعتيه يا إيلاف مفيش شغل تاني ومامتك هي اللي هتدير الشركة مكانك، دمعت عيناها  ونظرت إليه وهي تصرخ في وجهه:بس انت ملكش دعوة مش انت اللي تتحكم في شركتنا اطلع برا، أمسكها من وجهها وهي يضغط عليه قليلا:اللي سمعتيه هيتنفذ يا إيلاف وكلمة تانية ههد الشركة فوق دماغك، نزلت منها دمعة حارة ونظرت إليه نظرة لوم لم يفهمها كثيرا وخرج صوتها ضعيفا:اطلع برا يا أمير وياريت تطلع حوار الجواز دا من دماغك، أمسكها من معصمها وهو يقول:مبقاش بمزاجك الفرح في ميعاد يا إيلاف مش لعب عيال هو ومتفرحيش اوي بردو وتفتكريني حبيتك انا معرفش يعني اي حب اصلا وتركها وانصرفت، تهاوت على مقعدها وبدأت الدموع تسيل على وجنتيها وعادت بها الذاكرة إلى والدها وحنانه الذي فقدته وبدأت شهقاتها تعلو ودخلت في نوبة بكاء حاده وهي تتمتم من بين شفتيها:وربنا لأوريك يا ابن رياض الشافعي.

خرج من مكتبها حائرًا ف دموعها جرحت شيئاً بقلبه ولا يعرف السبب، شعر بالضيق من نفسه ومن طريقته التي جرحتها، كان يريد العودة لها مرة أخرى ولكن منع نفسه كي لا يجرح كبرياءه ولكن بداخله شيء يؤنبه عما فعله معها فلماذا يتعامل معها بهذه القسوة؟ لما لا يتفاهم معها ويخبرها ما يريد؟، أكمل طريقه عائداً إلى شركته

مر اليومان سريعاً، لم تذهب إيلاف إلى الشركة ليس بسبب كلام أمير ولكن لأن والدتها منعتها حتى تستعد لزفافها الذي لا تعلم ماذا سيكون مصيرها بعده، فها هو لم يحدثها منذ آخر مرة رأته بمكتبها، وها هي الشمس يطرق شعاعها زجاج نافذتها ليعلن عن بدء يوم جديد ولكن ليس أي يوم أنه يوم زفافها على أمير حب حياتها، الحب الذي دفنته بقلبها سنوات ولا أحد يعلم عنه شيئا، ولكن من الواضح أن ليس كل ما نريده يحدث كما نشاء،فتحت عينيها ببطء ونظرت لسقف غرفتها وأطلقت تنهيدة وبقلبها غصة لا تعرف سببها قامت من فراشها ووقفت أمام مرآتها ولكن لاحظت صندوق كبير يوضع في منتصف الأريكه نظرت له نظره خاوية واتجهت لتنادي على شقيقتها :ملك الصندوق دا بتاع اي ومين اللي جابه هنا، ابتسمت لها ملك بحب:دا فستان فرحك أمير بعته على هنا، عقدت حاجبيها بتساؤل :أمير ازاي يعني وانا فستاني لسه هيوصل كمان نص ساعة، نكزتها ملك بيدها وهي تقول:ما تفهمي بقى دا فستان تاني خالص غير اللي انت اختارتيه بعته ومعاه الميكب ارتيست مستنية حضرتك تصحى من النوم
هتفت إيلاف بانزعاج :لا وهو انا هلبس على زوق البارد دا وقولي للبتاعة اللي تحت دي تمشي مش عاوزة منه حاجه، شدتها ملك من شعرها وهي تقول :اسمعي بقى يا بت أنت علشان تعبتيني معاكي مفيش فساتين تاني جايه وهتلبسي اللي بعته أمير نظرت لها إيلاف نظرة شك أكملت ملك قائلة:ايوا أنا اللي قولتله على شركة التصميم اللي انت طلبتي منها واسمعي هتدخلي تجهزي علشان نص ساعة وهتكون الميكب ارتيست هنا ف اوضتك وعندما أنهت كلامها دفعتها داخل غرفتها وتتمتم داخلها :ربنا يريحك قلبك يا إيلاف ويريحني من جنانك.
فتحت الصندوق وأخرجت الفستان ف كان أجمل مما اختارته هي بكثير تبدو عليه الرقة والأناقة كان منظره خلاب احتضنته بذراعيها وعلى شفتيها ترتسم ابتسامة صغيرة مرتعشة :لسه الطريق قدامنا طويل يا أمير بس بردو مش هتكون غير ليا.

عشق إيلافحيث تعيش القصص. اكتشف الآن