2

330 51 55
                                    

كانَتْ آنَذاكَ أيضًا رائِعةَ الجَمالِ بِعُيونِها البُنيةِ الكَبيرَةِ المُتقدَّةِ بِالفُضولِ، وَشَعرِها البُنيِّ المُنسابِ كَشلَّالٍ، وَوَجهِها الَّذِي يَختصِرُ الجَمالَ.

كانَتْ جَميعُ الأَعيُنِ تُتابِعُها بِشَغفٍ عِندَما خَطَتْ إِلَى الفَصلِ، الجَميعُ تَمنَّوا أَنْ يَحظَوا بِصداقَتِها.

سُرعانَ مَا حَلقَ حَولَها الطُّلابُ، كُل واحِدٍ مِنهُم يَسْعى أَنْ يَكونَ قَريبًا مِنها.

أَمَّا أَنَا، فَكُنتُ أُريدُ أَنْ أَكونَ صَديقَها أَيضًا، لَكِنَّني كُنتُ أُدرِكُ أَنَّ شَخصًا مِثْلي لَا يُمكِنهُ أَبَدًا أَنْ يَحْظى بِصَداقَتِها، لِذا فَضَّلتُ البَقاءَ فِي مَقعَدي، أُراقِبُها وَهيَ تَبتَسِمُ لَهُم بِإِشْراقٍ.

كُنتُ أَجلِسُ وَحدِي أَثناءَ استِراحَةِ الغَداءِ، كَالعادَةِ. كانَتْ عَينايَ مُثَبتةً عَلَى حِذَائِي، عِندَما ظَهرَ فَجأَةً أَمامِي حِذَاءٌ وَرْدِيُّ اللَّوْنِ. رَفَعتُ نَظَري لِأَرَى وَجهَها المُشرِقَ بِابتِسامَةٍ عَذبَةٍ، وَهِيَ تَمدُّ يَدَها قائِلَةً إِنَّهَا تُريدُ أَنْ تَكونَ صَديقَتي. لَمْ أُصَدِّقْ أَنَّهَا تُريدُ أَنْ تَكونَ صَديقَتي، بَينَما الجَميعُ يَنْظُرونَ إِلَيهَا بِنَظَراتِ استِغْرابٍ.

كُنتُ غارِقًا فِي السَّعادَةِ فِي تِلْكَ اللَّحظَةِ، وَأَنَا أُمْسِكُ بيَدِها. وهَكَذا كانَتْ بِدايَةُ صَداقَتِنا، الَّتي لَمْ أَكُنْ أَتَوَقعُها، وَلَكِنَّها حَقًا غَمَرَتْني بِالفَرَحِ.

أنْقِذينِي، كِ.تَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن