4

276 45 22
                                    

ما زِلتُ أَتذَكرُ كَيفَ كانَت دائِمًا تَعتَني بِجُروحي الّتي أُصِبتُ بِها مِنَ الضَّربِ الَّذي تَعرَّضتُ لَهُ مِنْ والِدي.
كُنتُ مُمتَنًّا لَها لِبَقائِها صَديقَتي رَغمَ مَعرِفَتِها بِالفَوضَى الَّتي كُنتُ أَعيشُ فِيها.

كانَت دائِمًا تُساعِدُني في دِراسَتي. عِندَما كُنتُ أَشْعرُ بِالضِّيقِ، كانَت دائِمًا تَجِدُ طَريقَةً لِتَشجيعي. كُنتُ سَعيدًا جِدًّا لِأَنَّني أَخيرًا وجَدتُ صَديقًا أَثْناءَ استِراحَةِ الغَداءِ كانَت تُعطيني صُندوقَ غَدائِها الْإِضافيَّ، كانَت تُحضِرهُ لِي كُلَّ يَومٍ.
كُنّا نَتحَدثُ عَن أَيِّ شَيءٍ وَكُلِّ شَيءٍ، كُنتُ حَقًّا سَعيدًا.

ثُمّ جاءَ ذَلكَ اليَومُ الَّذي فَقَدتُ فيهِ أَغلَى شَخصٍ فِي حَياتي، أُمِّي.

قَتلَها والِدي.
حاوَلتُ بكُلِّ ما أَستَطيعُ حِمايَتَها، لَكِن ماذَا يُمكِن لطِفلٍ يَبلغُ مِنَ العُمرِ 9 سَنواتٍ أَن يَفعلَ لِيوقِفَ رَجُلًا يَبلغُ مِنَ العُمرِ 35 عامًا كانَ مِنَ المُفتَرضِ أَن يَكونَ حاميَ الأُسرةِ، ولَيسَ قاتِلًا.
كُنتُ ضَعيفًا، كُنتُ مُصابًا، كُنتُ يائِسًا مِنَ المُساعَدةِ، مِن الأَملِ، مِن حَياةِ أُمِّي.

بَعدَ أَن شاهَدتُ والِدَتي تَموتُ أَمامَ عَينيَّ، سَقطتُ عَلَى رُكبَتيَّ، كُنتُ أَشعُرُ بِالخَدرِ الشَّديدِ، كُنتُ أَتَمنَّى أَن يَكونَ كُلُّ هَذا كابوسًا، لَكنّهُ كانَ واقِعًا.

كانَ والِدي يَتجِهُ نَحوي لإِنهاءِ حَياتي أَيضًا عِندَما فَجأَةً اِنفَتحَ البابُ ودَخلتِ الشّرطَةُ الغُرفةَ وقَبضَت عَليهِ.

أَخَذني ضابِطٌ خارِجَ الغُرفَةِ، كانَ يتَمتِمُ بِكَلِماتٍ مُريحَةٍ لي لَكنَّني لَم أَكُن أَستَمعُ، كُنتُ مُصدُومًا جِدًّا لِلاستِماعِ إِلَيهِ في ذَلكَ الوَقتِ.

كُنتُ أَرغَبُ فِي البُكاءِ لَكِنَّ الدُّموعَ لَم تَكُن تَخرُجُ مِن عَينيَّ، كُنتُ أَرغَبُ فِي الصُّراخِ لَكِن لَم يَخرُج أَيُّ صَوتٍ مِن فَمي، فِي تِلكَ اللَّحظَةِ كُنتُ أَرغَبُ فِي الْمَوتِ أَيضًا.

كُنتُ أَسأَلُ نَفسِي بِاستِمرارٍ لِماذا ما زِلتُ عَلَى قَيدِ الحَياةِ؟

أنْقِذينِي، كِ.تَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن