سبعة سنوات... سبعة سنوات من الخطوبة، انتظرت وانتظرت ولكنه في النهاية تركني ليتزوج فتاة أصغر مني...!!
...
"لا أريد أن أكمل..."
كنا نجلس في الكافيه الذي يجاور عملي ونتحدث عن الأماكن التي سنقصدها لنشتري منها مستلزمات المطبخ ليفاجئني بتلك الكلمات.
في البداية ارتشف رشفة من فنجان القهوة ثم نطق بتلك الكلمات بكل بساطة وبرود كأننا لا نعرف بعض، كأنه لا يوجد بيننا شيء مميز... كأننا لم نخطب لسبعة سنوات كاملة!!
وتلك الكلمات البسيطة التي نطق بها لم تغير حالتي الاجتماعية فقط بل غيرت كل شيء...
غيرتني كلماته، غيرت حياتي... وحولتها تماماً.
ولكن لن أحكي لكم عن ذلك التغيير الآن بل سآخذ بضع السطور لأشتمه
فهو بالتأكيد يستحق ذلك...
...
بعد سماعي لكلماته صدمت كثيراً ولم أصدق أذناي، كيف يفعل بي هذا؟ كيف بعد ما مررنا به سوياً؟ لقد انتظرته سبعة سنوات كاملة دون ملل أو كلل أو حتى تذمر لطول مدة الخطبة وفي النهاية يتركني بهذا الشكل...؟!
لماذا؟!!
ذلك النذل، الحقير يتركني بهذه البساطة؟!!
هل يمكنكم أن تتخيلوا ذلك؟! لا يمكنني أن أستوعب الأمر حتى!!
كأي فتاة أخرى، بكيت وتذمرت وصرخت لأيام وليالي حتى هدأت واستنتجت في النهاية أن معشر الرجال... سواسية!!
إن الرجال باردون، خائنون، أنذال... لا يمكن الثقة بهم!
فإن كنت أستثني خطيبي في الماضي لأنني أعرفه من سبعة سنوات اتضح أنه واحد منهم، بل هو رئيسهم!!
...
اسمي فريدة وكنت اسماً على مسمى منذ الصغر... فريدة من نوعي ومختلفة.
عشت حياتي بنظام اخترعته منذ أن كنت بحجم عقلة الإصبع... أخطط وأرتب كثيراً لما أفعله قبل أن أقدم على فعله لأن النجاح يحتاج تخطيط جيد وطويل حتى يتحقق...
ربما تجدون الأمر مريباً ولكن هكذا عشت حياتي حتى سن الثامنة والعشرين، سني الحالي... أي حتى فسخ "حسام" الخطوبة.
ذلك النذل الذي أفشل خطتي!!
ولكن ربما شوشكم كلامي قليلاً، فهل يندرج الزواج تحت قائمة الخطط؟؟
إجابتي هي، بالطبع!!
أعرف أنكم تستغربون كلامي وتندهشوا له ولكن لا تفعلوا فلقد أخبرتكم بالفعل أني فريدة من نوعي وعليكم أن تتوقعوا الأكثر من ذلك لأني سأدهشكم كثيراً لاحقاً.
بالنسبة لي وبالنسبة لعقلي التخطيطي لم يكن الزواج فقط هو ما يلزمه خطة متقنة بل كان الزواج عن حب... التخطيط من الإنسان الذي أحب ويحبني.
ولكن إياكم أن تظنوا أني من ذلك النوع الغريب من الفتيات اللواتي يخططن للإيقاع بشخص غني في حبهن للزواج منه والعيش بترف، لا كنت ببساطة أخطط بأن أتزوج عن حب... حتى لو كان أفقر الفقراء، وحتى لو سيجعلني أسكن في جحر.
أهم شيء هو أن ينطق قلبي باسمه وينبض له ومن أجله طيلة حياتي...!!
والعكس صحيح بالطبع.
أنت تقرأ
زواج بلا حب
Romanceالحب ليس إلا مشاعر وهمية تحتويها قلوبنا حتى نجمل حياتنا ونستمتع بها وبعد أن أدركت ذاك الأمر لن أعيش حياتي متعلقة بشيء زائف كهذا... ولكن هل سأصمد؟ اسمي فريدة وكنت فريدة من نوعي منذ الصغر... أقوم بما يدهش الناس دوماً ولا يتوقعوه أبداً، فإن رغبتم تعالو...
