٩-ما هي النتيجة؟

156 7 0
                                    

لقد مر ثلاثة أشهر على زواجنا، رغم أنه كان زواج "صالونات" كما يتلقون عليه إلا أنه ميسر إلى حدٍ ما...
بعد ليلة زفافنا ذهبنا إلى شهر العسل لمدة أسبوع وكان منظر البحر الذي يعشقه الجميع يرد الروح حقاً. كنت سعيدة جداً لأخذ مثل تلك الأجازة لأجدد شبابي وأستعيد روحي التي ضاعت بسبب ضغوطات الحياة ومتاعبها.
أخذني حمزة الذي زار هذا البلد عدة مرات إلى أماكنه المفضلة ولا أستطيع أن أنكر كم كنت سعيدة برفقته ولكن لا تتحمسوا كثيراً، لم يكن هو سبب سعادتي حتماً بل كانت الأماكن الجميلة التي لم أزرها مسبقاً.
وبعد عودتنا من شهر العسل انخرطنا في الحياة الجديدة وأصبحنا نردد جمل المتزوجين الشهيرة مثل "خذ القمامة في طريقك" "متى سيجهز الغداء؟" "أحضر الجبن وأنت قادم" وأشياء من هذا القبيل.
وكما كانت الثلاثة أشهر هي فترة كافية للانخراط بالحياة والاعتياد على أحدنا الآخر، كانت فترة كافية للاختلاف والشجار كذلك.
فعلى قدر ما أخبرتكم عن كونه هادئ، مسالم وخجول يخاف أن يخلافني الرأي فأحزن إلا أنه تحول كلياً بعدما تزوجنا. لن أقول أنه أظهر حقيقته ولكن سأقول أنني أصبحت قريبة منه لدرجة أنني أصبحت أرى ما لم أكن أستطيع رؤيته قبل الزواج.
علمت عنه الكثير في هذه الفترة الصغيرة وعلمت عن طباعه التي لا يعرف عنها الكثيرين شيئا، حتى من أهله. ورغم صدمتي وصدمته من طباع أحدنا الآخر المختلفة إلا أنه لا يوجد أي بادرة لخلافٍ كبير حتى الآن.
ولكن هناك شيء أدهشني بحق هو طول مدة خصامه، فقد يظل أسبوع كامل لا يحادثني بسبب أمرٍ ما وذلك صدمني جداً خصيصاً لكونه شخص هادئ ومسالم لا يحب المشاكل مثله...

...

كان تأثير حمزة كبير علي، كان ينتقي كلمات معينة لإخجالي بها دائماً، ولكن في كل مرة انجرفت وتشوش عقلي بسببه كنت أعاود تذكير نفسي بما فعله حسام بي، كنت أقنعها بأن تبعد ذلك الوهم الذي يسمى الحب عن عقلي وتمنعه عن قلبي لأن حمزة... رجل كالآخرين، رجل يهتم بكِ ويعاملكِ كالزهرة ثم يدوس عليك بقدمه لاحقاً...
كلهم غدارين، يتركون زوجاتهم بعد أن تضحي بحياتها من أجلهم.
اضطررت لأن أعيش مع حمزة بقلبٍ مغلق، أضحك على نكاته وأبكي إن شاجرني وأخجل إن غازلني... حياة عادية كحياة كل امرأة متزوجة ولكن الشيء الوحيد الذي جعلني مختلفة هو أني منعت السعادة بأن تصل لقلبي حتى لا أتألم مجدداً.
سأتابع حياتي معه بهذا الشكل وإن تركني مستقبلاً لن أحزن ولن أغضب، ولكن قبل أن يحدث هذا سأكون متأكدة أن قد حققت الهدف الذي أطمح إليه... أن أرزق بطفل.
ولكن مع كل ما مر علينا... لم أحمل بعد!
في وقت معين من كل شهر كنت أقوم باختبار الحمل لأرى إن كنت قد حققت ما أسعى إليه أم لا ولكن كلا النتيجتين السابقتين كانتا سلبيتين.
لم أسأم ولم أتوقف وبعد مرور الشهر الثالث ها أنا بصدد القيام بثالث اختبار حمل وأتمنى أن أحقق ما أطمح إليه هذه المرة.
كنت أجلس على الأريكة، أهز ساقي بتوتر بينما كنت أشعر بنبضات قلبي تتتسارع شيئاً فشيئاً لشدة حماسي وخوفي، حاولت ألا أحدق بالأداة التي وضعتها على الطاولة ولكني لم أستطع أن أفعل فأبقيت عيني عليها وزدت من توتري سوءً.
أشعر بأني أموت من انتظار النتيجة، لقد كانت أطول خمسة دقائق في حياتي.
أنا أنتظر هذا اليوم من كل شهر ورغم أني صبورة ومنطقية وعاقلة في كل المواقف الأخرى ولكن في هذا الموقف يجعلني أصاب بالجنون والرعب، فنتيجة الثانوية العامة التي تهلك الجميع لم تجعلني بهذا التوتر والخوف.
انتهى الوقت وحانت اللحظة، اللحظة الفارقة التي ستغير كل شيء... خطان أحمران سيغيران حياتي كلياً أو خط أحمر واحد سيحبط آمالي مجدداً لحمل طفلي على ذراعي بعد تسعة أشهر من الآن...

فماذا سيحدث يا ترى؟ ماذا سيحدث؟!
ماذا ستكون النتيجة؟! 

زواج بلا حب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن