chapter "10"

110 29 11
                                    

- الكراهية تنبع من القلب ، والاحتقار من العقل ، وكلاهما خارج عن إرادتنا. | أرثر شوبنهاور.

•••

بِبطءٌ مَرت أيّام أبريل ، كانَت صادِقةً عكسَ ما شاعَ عليها ، كانَ كُلّ شيءٍ بها حقيقيّ ، مشاعريّ وضحِكتيّ مُشاغبتيّ وودّي ، قد مَضت بينَ ما هوَّ جديدٌ ومُثيرٌ للأهتمام لِبليدةٍ مثليّ ، لم أتعرَّفُ عليّ حقًّا فكُنت فتاةٌ آخرى تعيشُ حُبًا وشغفًا ، تجاهَلتُ حقيقتيّ ، ورحتُ أساوِمُ الترَع بالترع..

إستيقظتُ صباحًا بِحُب أجهلُ مصدره ، دعكتُ عينايّ بِنُعاسٍ أحاولُ طرده ، إستقمتُ مُتجهةً المرآة ناظِرةً ليّ ، رفعتُ حاجبايّ بِدهشةٍ ضاحِكةً على شكليّ الفوضويّ ، أصبحتُ أعودُ بعدَ مُنتصَف الليّل إلى المنزل دونَ علمِ أحد.

وكونيّ أسهرُ بِرفقةِ أصدقاءِ المُخيّم فالأمرُ يستنفذُ مِن طاقتيّ ، الكثيرُ مِن اللهوِ والمُغامرات ، الضحكِ بِأستمرار والسُخرية مِن شبابَ ذلك المكان ، الشِجارات التي تحصِلُ بين الفتياتِ والسلاحِف كما قالت إيمي وصديقتُها تِلك.

أصبحَ لديّ عددٌ لا بأس بهِ مِن الأعداءِ والأصدقاءِ أيضًا ، أمقتُ بعضهم ومُعجبةٌ بِبعضٍ آخر ، لا بأس أن عزِلت من أريدُ تجاهُل الحديثِ معه ومن أريدُ قضاء الوقتَ بِطولهِ بِرفقته ، كآدريان مثلاً؟ أو إيمي أو رُبما ستيفن أيضًا ويوجين الذي يسخرُ منيّ لِنتشاجَرً فيما بعد ، وبالتأكيد لا أنسى فتيات المُخيّم الداخليّ.

بعدَ أرتدائيّ لتيشيرت رماديّ فاتِح مع بنطالٌ مِن الصوف أسود عكفتُه إلى أعلى القدمِ مع حذاءٌ رياضيّ أبيض ، وأيضًا جدلُ شعريّ بِجانبيهِ كي لا يُعيقُنيّ مع تَركِ غرّةٌ تتهاوى على عينايّ ..

هبطتُ للأسفل مُهروِلةً نحوَ الصّالة ، حيثُ أمي وبيتر ولا أنسى مونيكا ، مُناديةٌ بِ"صباحُ الخير" ، سحبتُ الكُرسيّ لأستقرَ بِأبتسامة ، رفعتُ ناظريّ نحوَ الجميع لأجدهم مُحملقين بيّ بٍصدمة.

-'مُنذ متى وأنتِ تُلقينَ تحيّةَ الصّباحَ علينا؟!.'
قالَ بيتر بِشّك جالِسًا بِقرب أمي التي تتأملني بِخوف ومونيكا على جهتيّ تمسكُ كوبَ الشايّ بحدقتينِ قلقتين ،  قلبتُ عينايّ بِتهّكم آخذُ قطعةً مِن الخُبز وعلبةُ المُربى لأهُم بالرد.

-'أتعلمُ ماذا؟ ، كان عليّ أن أنزلَ شاتِمةً ومُمتعِضة كما كُلَ يوم لأجعلَ بدايةِ يومِكم تعيسةً بِحق.'
قهقهت مونيكا لِتأخذُ رشفةً مِن كوبِها بينما هزّت أمي رأسُها بِيأس ، شرعتُ بالأكلِ بِسُرعة كونَ إيمي تنتظِرُني عند المقهى الذي كُنت أقابِل جاك بِه ، غَصصتُ حينَ ذكرِه.

-'صباحُ الخير.'
آتى صوتُ جيرميّ الهادِئ وهوَ ينزلُ بِبطء مِن الأعلى مُرتديًا ملابسهُ السوداء الرسميّة الخاصةِ بالعمل مُمسكًا سترتهُ بِيديهِ التي عُكفَ كمّ قميصُها إلى الساعِد بِشعرٍ مُرتّب ووجهٌ مُرهق ، مهلاً ، جيرمي!.

| أرض التشتت | حيث تعيش القصص. اكتشف الآن