- أنّ العصافيرَ التي كانت تطيرُ داخِلي بدأت تَتعب| جاغان جيل.
•••
إنها أيامٌ ثقيلة ، فيها أُمي التي تأمرُني بالعمل وَروحيَّ التي تأمرُنيَّ بالكَسل ، أيامٌ مُضجِرة ، ما بِها يَتراوحُ بينَ برودِ الجّسدِ وخُمولهُ ، وفَوضى العَقلِ وثَورانْه ..
أيامٌ شجِنة ، لا أعلم لأي مُنحنى أنعطِف ، كُلَّ الأختياراتِ مُعقّدة تَحتوي على زَعزعةً مُحتّمة ..
لا تَنظيم ؛ في أيامٍ كهذهِ يتوازى الهَرجِ والهَرج ، لا مَخرج ، أنها أيامُ الأزمة..
في أيامٍ كهذهِ ، يجب عليّ أصدارُ الحُمم وأنا الذي عُرِف بأبنِ الجّليد ، أحلُ الأمورُ بِصعيقيّ المُنفلِت أم أتركها لِساعةٍ وقتيّة؟ ..
أعرُفها ، إنها أيّامُ الـ لا حيلة ، أيّامُ التّراخي الجُثمانيّ لِفرطِ التّعَبِ الوجدانيّ ، أكادُ أتعثرُ بِظلّي المُسبَق ..
صوتُ السّكون في هذهِ الأيّام هو السائِد في ظواهِر الأمَاكِن ، أمّا لِدواخلها إخترنا الإختِلال ..
لكِن جَلجلةُ أمي لا زالَت بالغُرفَة ، يقفُ خَلفها عَجزيَّ يَتأملُني كلوحةٍ ثَبجْة ، يشيرُ لي بالصُمتِ المُطبّق وياللسّماء ، كلمتهُ مُتلباةٌ أكثر من نازيةِ أمي ..
والتحديق بالخَارِج مِنَ النّافِذة أمرٌ بَهيج ، ما لم يُحدقُ بيَّ الأسى مِن خِلالها على طُرقِ الشّوارِع المُدهّنة باليأس وضوءُ الأسَف الشّمسي يعتذرُ عن غروبهُ الحاسِم ..
سيحل الليل بظلامه ، أخمِد نوركَ الزائِف ، جاءَ وقتُ الحَقيقة ..
-'أنتِ تُثيرينَ تعبيّ كلاود..'
هسهسَت خارِجة بِأمتِعاضٍ وأنزعاجٍ منّي صافِقةً خلفَها بابَ غُرفتيّ المِسكين ، تنهّدتُ أدفِنُ بِرأسيّ أسفلَ الوِسادة بينما الأغطية مُتلفلفةٌ بِعشوائيّة على جَسديّ ، عينايّ تُطالِعُ بِشرود مُغادرةَ الشّمس مع أمليّ الذي تبّقى ..-'حتّى أنا أثيرُ تَعبيّ ، حتّى أنا ..'
أغلقتُ جفنايّ هامِسةً لِنفسيّ ، أجَل فَهذا كُلّ ما أجيدُه ، ما مِن شجاعةٍ تحتلُّني كي أواجِهُ هذهِ النّفس ، أنا وبِكلُ تضرّعٌ وأسف خاضِعة لِها ، راضِخةٌ أثيرُ الشّفقة ..أمسيتُ باليومِ الثّانيّ متوجهةً نحوَ المقهَى الإعتيّاديّ بِملامِحًا جامِدة وملابِسٌ لا تُناسِبُ هيئتيّ واضِعةً قُبعة سوداء أُخبّئُ أسفلَها خُصلاتيّ ، سعلتُ بِخفّة بِسببِ الأنفلونزا الموسميّة وكفُّ يديّ يحتلُ وجهيّ مسحًا التّعرقُ الكريه.
دفعتُ البابُ بِهدوء ليصدِرُ صوتَ الجّرسِ بِخفّة ، سرتُ بِرويّة حيثُ حدقتايّ تُطالعُ المكان بِبرود حتى قطبتُ قليلاً بِأستفهام ، ضيّقت عينايّ بِغيرِ تصديق ، أهذا جاك؟ ، كانَ راقِدًا على على طاوِلتُنا المُعتادَة وراحةُ يدهِ أسفل خدّهِ.
أنت تقرأ
| أرض التشتت |
Romanceدخوليّ كانَ كَتجربة بِدافعِ الفضول ، كَونيّ سئمتُ مِن عالميّ المَحدود ، أردتُ التماشيّ مَعهُم لمعرفةَ النِهاية ، لكنَ ما كانَ يحدُث غريب ! ، الكثير مِن كلِمات الحُب والقليل من الصدق ، الكثير من الوعود ولا شَيء مِن التنفيذ ، تَجد الجَميعَ يُعانيّ ول...