chapter "7"

168 32 28
                                    

- يمكنني القول إن أعظم الأخطاء هو أن يكون المرء غير مدرك للأخطاء التي يرتكبها. | توماس كارليل.

•••

غالِبًا فأنا لا أحبذُ النِّهايات وإن كانت مؤقتَّة ، لا أطيقُ الإنتظارَ حتى وإن كانَ قَصير ، أصنعَ المُستحيل فقط لأُعيدَ إحياءَ أمورًا تُحبُها نفسيّ المُعقدَّة كونها صعبةُ الإرضاءَ والحُب ، تجدُني أُجاهِدُ فقط كي أرى ما رحلَ منيّ سابِقًا يعودُ كما كان.

أحبُ أن أرى ما أحُب يتواجَد بِقربِ قلبي ، أشعرُ كما لو أنهُ يُطبطِب عليهِ بِحنو ودِفء ، أُقدِمُ عليهِ كُلما شعرتُ بِمُحاصرَةِ أفكاريّ المريضَة ، أغفى في حضرتهِ بِمُنتهى الهدوء الروحيّ لِيهدينيّ عِلاجًا من الوِد آخر أتناولهُ كلما ضربَت بيّ الحِدة.

لكن لا شيءَ يأتي كما أُريد ، ها هوَ إحدى أموريّ التي إعتبرتُها مُهدِئةً لِثورانِ حياتيّ يودِعُني للرَحيل ، بعدَ أن أخذتُ مِنه ورفضتُ العَطاء ، سيهربُ بعد أن رأى أنانيّة نفسيّ المَقيتة في إحتواءِ كُل شيء يصدرُ منهُ لِصالحيّ.

أخذتُ نفسًا حاولتُ بهِ إعادة توازُني مُغمِضةً عينايّ بِهدوءٍ مُزيّف ، أعدتُ فتحها بعدَ لَحظاتٍ أستشعرتُ طولها لِأرى جاك ذو الوجهِ المُضطَرِب والعينانِ الشارِدة مِن مُلاقاتيّ ، نزلتُ بِنظراتيّ نحوَ كوبهِ الذي يضغطُ عليهِ بقوة أكادُ أشعرُ بهِ سيُكسر.

-'أرَحل كما شئِت.'
قلتُ بِجمود حيثُ ثُبِتت عينايّ بِعينيهِ أخيرًا يُناظرني بِتفاجؤ ، لِما يتعجبُ لإمري؟ ، أخبرتهُ سابِقًا بإنني لا أُبالي لِمن أرادَ الرحيل ، وُكنت كاذِبةً حينها.

قَبلَ دقائِق مِن الآن حضرتُ لِلمقهى المُعتاد بعد أن حَصل أخيرًا على ردٍ منّي للقبول ، جَلسنا قليلاً وتَبادلنا أطرافَ الحَديثِ والبَرود ، لأوَّلِ مرّة أشعرُ بأنَ كلامُنا يَخلو مِن الحَياةِ والتّفاعُل ، صِدقًا التّقربُ مِن النهاية أسوءُ مِن النهايةِ نفسَها.

-'حسنًا ، لكنّي سَأشتاقُ لكِ.'
بِصوتٍ مُنخَفِض وخامِل نَطقَ مِن بينِ شفتاهُ المَعدومة وعادَت عيناهُ تُجافيّ عينيّ ، لِسانهُ ينطقُ بالشّجاعةِ وعينيهِ تُحاكي الخَوف ، إبتسمتُ بِسُخريّة لأهُزَّ رأسيّ بِقلةِ حيلة.

-'لِكم سَتبقى هُناك؟.'
سألتُ بِبرود وأنا أُعدِّل من جلستيّ ، تَنحنحَ هوَّ الآخر مُتحرّكًا بِغيرِ أرتياح حتى تنهَّد مُجيبُني بِخفوتٍ كُنت أعلمه.

-'لِما؟ هَل سَتشتاقينَ لي؟.'
أكملَ جُملتهُ مُديرًا عيناهُ ليّ بِمُشاكَسة مُبتسِمًا ، زفرتُ ولا زالت إبتسامتيّ السَاخرِة مَرسومةً حتى إستشعرها هوَّ ، أجبتهُ بعدَ إرتشفتُ مِن عصيريّ ، أجل فلا قهوةَ بعدَ اليوم مَللتُ المَرارَة.

-'هذا الأمرُ يعتَمِد على المُدّة.'
هَمهمَ ليّ حتّى شَرد مُفكِرًا ، رمشتُ بِبطء وأنا أشعرُ بالشّفقةِ تِجاههُ ، كيفَ آلت بِنا الأمر إلى هذا المُنحنى؟ ، لِما على الحُب أن يهدِمُ كُل أسوارَ الرّاحةِ بينَ الأصدِقاء؟.

| أرض التشتت | حيث تعيش القصص. اكتشف الآن