Chapter " 2 " عذاب

42 13 7
                                    


من قال ان العذاب فقط عذاب الجسد فقد اخطئ .. هناگ عذاب أخر يسكن بين ضلوعي وهناك عذاب اخر في عقلي حين يقوم صراع بين افكاريي.. هناگ عذاب ..للروح

- لما يا أمي تركتني ..

قالتها إليزابيلا وهي تبكي .،"

- كان يجب علي الرحيل صغيرتي

قالتها الأم وهي تربت علي كتفي إبنتها بحنان

ابتسمت إليزابيلا بحزن ودموعها تتسابق علي وچنتيها ثم هتفت وهي تردف بغضب طفولي مزيف : امازالتي تقولين صغيرتي وإبنتك قد بلغت الثامنه عشر من عمرها ..لقد بلغت سن الرشد ولم اعد صغيره أميي ..

- وحتي إن صار عمركي مئه عام ستظلين صغيرتي وإبنتي الحنونه وسأظل أحبگ دوماً

ضمت الأم أبنتها واخذتها في حضنها تبث لها مشاعر الحب والدفئ.. فضمتها الأخري وهي تستسلم لحنان والدتها الذي كان دوماً افضل شئ علي قلبها ..

اردفت إليزابيلا بصوت باكي :- امي انتي افضل شئ علي الأطلاق ..أحبك كثيراً

مدت الأم اصابيعها تمسح دموع إليزابيلا بيديها وهي تهتف بصوت حزين : لا تبكي إبنتي ..لا تبكي ..لا تبكي إبنتي

- أستيقظت إليزابيلا فزعه وهي تصرخ وتنادي : أميييييي

نظرت للغرفتها وقد بدأت تتذكر ما حدث ..
وتذكرت خبر وفاه أمها وتذكرت أن ابيها سافر وغادر البلده وتركها وحيده تواجه كل شئ لحالها ..

اخذت تبكي بأنهيار وهي تهتف بصوت متحشرج : اشتقت لكي..أمي..لم يمضي إلا شهراً واحدا علي وفاتك ولكنه بالنسبه لي لم يكن ثلاثون يوما ..انما ثلاثون عاماً من الحزن والألم ..ابي لم يهتم لي يا امي ..ظننت انه سوف يغير معاملته معي ولكنه خالف ظنوني وتزوج بأخري بعد موتك وغادر البلده وسافر غير عابئا بأبنته ..غير عابئاً بأي شئ ..
ما فائده المال عندما لا أجد الأمان..
ما فائده السلطه عندما لا أجد السند
ما فائده ذلك البيت الكبير الرائع وانا لا يوجد معي أحد .. لا يوجد أهل ..لا يوجد رفيق .. لا يوجد احداً..

قامت من فراشها ثم دلفت للمرحاض وتحممت بمياه بارده كمشاعرها التي اصبحت بارده .. بعد عده دقائق خرجت وهي تجفف شعرها ..نظرت لنفسها في المرأه.. اصبحت لا تكترث لمظهرها الباهت ..لذلك الظلام الأسود تحت اعينها ..شفتاها البيضاء الخاليه من الأكسجين .. عروق وجهها الزرقاء الذي بدت علي وجهها اثر ارهاقها .. اصبح وجهها كالورده البيضاء الذابله الخاليه من الحياه..
نحفانها الشديد.. قله نومها ..كل هذا لم تعبئ له .. فقد يؤلمها ذاك الذي ينبض بين ضلوعها
اتجهت نحو خزانتها واخرجت بلوزه شتويه سوداء وبنطلون جينز أسود واتجهت نحو المرأه وصففت شعرها ولملمته بقطعه بنسه حديديه
وارتدت قلادتها ونزلت للأسفل واخذت حقيبتها واتجهت للخارج بأقدام متردده ..اخذت تمشي في الشوارع ..حتي تعبت فـ جلست علي كرسي بجانب شجره وشردت في ماضيها المؤلم ..

روايهه ..ظرف سرى  بقلمي/ خلود الجيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن