الفصل الأول
"لقد تعودتُ دائمًا أن أجدَ نفسي محاطًا بمشاكل ليس لي أي ذنبٍ فيها، وكان ذلك أسوأ ما في الأمر."
-دوستويفسكي.
..........................
-إلحقوني، إبني هيضيع مني.قالها "بدر" صارخًا و هو يحمل إبنه بصعوبة واضحة بين يديه، فإقترب منه عاملان بالمشفي ليأخذوا "زين" من بين يديه ليضعوه علي السرير المتنقل فذهب معهما "بدر" و زوجته التي كانت تبكي بهستيرية خشية من ضياع فلذة كبدها من بين يديها، و بعد عدة لحظات لم يستطعا الذهاب مع العاملين، فهما أخذا "زين" لقسم العمليات، و بعد عدة لحظات صرخت "بدرية" بإهتياجٍ و هي تقبض علي مقدمة قميص زوجها الذي كان بعالمٍ أخر من الهلع الذي سيطر عليه:
-لو إبني جراله حاجة مش هرحمك يا "بدر"، سامعني!؟....إبني لو جراله حاجة مش هرحمك.
تركته ثم مررت كفها علي خصلاتها بعنفٍ لتسحبها للخلف و عبراتها تهبط بلا توقف، ثم حاولت السيطرة علي تلك الحالة التي أصابتها من ذعر هستيري و خوف لا نهائي، تحركت بقدميها التي لم تعد تحتمل الوقوف عليها ثم إرتمت علي ذلك المقعد المعدني و شهقاتها تتعالي بألمٍ ملحوظٍ علي تعابير وجهها التي كانت تنكمش بحزن!
___________________________________________
كادت أن تدلف لداخل المنزل و لكنها تراجعت سريعًا عندما رأت سيارة "كلارا" تنطلق للخارج بسرعة جنونية فزفرت هي بحنقٍ قائلة بضيقٍ واضحٍ علي تعابير وجهها:-إمتي نخلص من البومة دي!؟
كادت أن تدلف مجددًا و لكنها توقفت عندما إستمعت لتلك الهمسات التي تناديها، فإلتفتت للجانب الأيسر لتجد "هدير" تجلس بين تلك الأشجار بإرتعادٍ، و قد كان وجهها شاحب لا يبشر بالخير أبدًا مما جعل "تيا" تزدرد ريقها بتوترٍ و هي تتوقع حدوث مصيبة ما، ثم إقتربت منها و هي تتسائل بنبرة مرتجفة:
-"هدير"!....إية اللي مقعدك هنا!؟
وضعت كلا كفيها علي الأرض لتحاول النهوض و لكنها لم تستطع و وقعت، فإنحنت وقتها "تيا" بجذعها للأمام حتي تساعدها علي النهوض و هي تهمس بإرتباكٍ:
-حصل إية يا "هدير"!؟
إرتجف كفيها و هي ترتمي بين أحضانها صارخة بقهرٍ و عبراتها التي حاولت منعها تتهاوي علي وجنتيها لتغمرهما:
-مات يا "تيا"، مات.
إبتعدت "تيا" عنها لتتسائل صائحة بفزعٍ:
-مين اللي مات!؟
حاولت السيطرة علي شهقاتها و هي تهمس بحسرة علي ما ظنته ضاع من بين أحضانها:
أنت تقرأ
إنتقام مبهم (الجزء الثاني من رواية للخوف قيود)
Romanceعاشت حياتها بين براثن وحوش لا يوجد هدف لديهم سوي التخلص منها، و أخيرًا إستطاعت الهروب و لكن ماذا إن عادت!؟...أهل ستعود ضعيفة كما كانت!؟...أم ستعود وحش كاسر لا مبتغي لديه سوي الإنتقام!؟ ................. إنتقام مبهم (الجزء الثاني من رواية للخوف قيود)...