الفصل الثامن

3.5K 98 13
                                    

الفصل الثامن
"أتركوا لي ما تبقي مني"
-أحمد خالد توفيق
....................
أشعل سيجارته بعدما جلس علي تلك الأريكة و لكنه هب واقفًا فجأة عندما إستمع لصوت "زين" من الخارج فتمتم هو بإستنكارٍ و عينيه تجحظ بصورة ملحوظة:

-هو جه إزاي مش المفروض إنه مسافر.

ظل يلتفت يمينًا و يسارًا لا يعرف ما الذي يجب عليه فعله، و فجأة ركض للخارج من الباب الخلفي ليخرج من البيت بأكمله هامسًا بأسفٍ مصطنعٍ:

-سامحيني يا "هدير" بقي.
____________________________________________
كادت أن تفتح تلك المذكرات و لكنها توقفت عندما إستمعت لصوته و هو يهتف بصدمة:

-"هدير".

رفعت رأسها لتراه يقف أمامها بملامح عابسة فتابعت هي تجهم وجهه بعض من التوتر قبل أن تهمس بثباتٍ زائفٍ:

-"زين" هفهمك.

قاطعها هو صائحًا بنبرة مرعبة دلت علي غضبه الجحيمي:

-إنتِ بتعملي إية هنا مش إختارتي تبقي مع "تيم".

تركت المذكرات علي المكتب قبل أن تنهض من علي كرسيها لتتقدم منه بخطواتها قائلة بصدقٍ و هي تنظر في عينيه مباشرةً حتي يعلم بصدقها ذلك:

-غصب عني.

ثم تابعت بألمٍ و هي تطرق رأسها هروبًا من عينيه التي تتابعها بلا توقف:

-عمري ما حبيت أقولك حاجة زي كدة بس إنتَ مقدرتش تحميني يا "زين"..دي الحقيقة.

أكملت بنبرة مرتجفة و هي ترفع رأسها ببطئ لتري تعابير وجهه التي كانت غير مفهومة:

-كان لازم أبعد يا "زين" عشان أهلك ميأذونيش، "زين" إفهمني.

أومأ لها عدة مرات قبل أن يهتف بتهكمٍ و هو يرمقها بلومٍ خفي:

-و المفروض أصدق و أخدك بالحضن مش كدة؟

ثم تابع بإبتسامته المريرة و هو يرمقها بنظراته التائهة:

-حُبك بقي بيأذيني يا "هدير".

ألمها قلبها علي رؤيته بتلك الحالة التي تثير شفقة المرء و مع ذلك حاولت هي تجاهل قلبها لتصرخ بإهتياجها الذي سيطر عليها لتنفجر في وجهه بإنهيارٍ:

-و هو إنتَ يعني مأذيتنيش، ناسي أول ما جيت هنا؟...فاكر كنت عايز تقتلني و تنتقم مني دة غير المعاملة اللي كنت بتعاملني بيها، دة غير إنك مديت إيدك عليا، إية فاكرني ناسية ولا إية!؟

إنتقام مبهم (الجزء الثاني من رواية للخوف قيود) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن