الفصل الرابع عشر (قبل الأخير)

1.2K 37 0
                                    

الفصل الرابع عشر (قبل الأخير)

"الفراق كالعين الجارية التي بعدما أخضر محيطها نضبت."

- مُقتبس.
...
- حالته حاليًا كويسة ، إحنا اة سيطرنا على الأمر بصعوبة، بس هو حاليًا بحالة كويسة وتقدروا تشوفوه على بعد بكرة كدة إن شاء الله بعد ما نطمن عليه.

تنهد "زين" براحة، ثم همس بتحذيرٍ:

- طب متنساش اللي اتفقنا عليه.

أومأ الطبيب بخفة وهو يرد عليه بتوتره الملحوظ:

- رغم إن دة ممكن يضر شغلي بس حاضر يا باشا محدش هيعرف باللي حصل.

تراجع وقتها "زين" بخطواته تحت نظرات "هدير" المتمعنة، وجلس على ذلك الكرسي المعدني وهو يراقب الطبيب الذي أخذ أذنه باحترامٍ، أما "سمير" فكان يتذكر وقتها كلمات "بدر" التي أخبرها للطبيب وللجميع بإعياء قبل دخوله لغرفة العمليات بألا يعلم أحد بما حدث، خاصةً الشرطة تجنبًا للفضائح.

- "هدير" إنتِ كويسة ؟

وجهت نظراتها ناحيته لتهتف بصدقٍ:

- مش عارفة.

كاد أن يرد عليها بوجلٍ ولكنه وجد تلك الفتاة التي تذكرها جيدًا في تلك اللحظة، فقال وقتها بابتسامة خفيفة ظهرت عندما وجدها مقبلة عليه:

- "نوارة" معقولة!؟

ابتسمت "نوارة" وقالت بنبرة هادئة عكس ما كانت عليه عندما رأها لأول مرة فهي كانت تركض خلف قطة كطفلة صغيرة عكس هيئتها المهندمة الآن بملابسها الخاصة بعمل التمريض:

- أول ما عرفت أن والد حضرتك هنا حبيت أشوفك عشان أشكرك تاني على موقفك الأخير معايا .

اتسعت ابتسامته قائلًا ببساطة:

- قوليلي "زين" يا "نوارة" بلاش حضرتك.

ابتسمت بخجل، ثم قالت بجدية:

- طب اسمحلي نروح للدكتور عشان نشوف جرح وشك دة .

وفي تلك اللحظة وقفت أمامها "هدير" باندفاعٍ قائلة بنزقٍ:

- تاخديه وتروحي على فين؟

أصابتها الصدمة، فازدردت ريقها بارتباكٍ قائلة بنبرة مرتجفة من مباغتة "هدير" لها بذلك الهجوم:

- يا فن... يا فندم الجرح اللي جنب عينه دة بينزف جامد لازم نعالجه.

تمالكت نفسها بصعوبة، ثم هتفت بأنفاسٍ متهدجة:

إنتقام مبهم (الجزء الثاني من رواية للخوف قيود) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن