الفصل الخامس

2.7K 86 3
                                    

الفصل الخامس
"عرفت الحب لأول مرة في حياتي؛ إنه كالموت تسمع عنه كل حين خبرا ولكنك لا تعرفه إلا إذا حضر، وهو قوة طاغية، يلتهم فريسته، يسلبه أي قوة دفاع، يطمس عقله وإدراكه، يصب الجنون في جوفه حتى يطفح به، إنه العذاب والسرور اللانهائي."

- نجيب محفوظ
......................
-"كلارا" إنزلي من عندك بطلي جنان.

قالتها "بدرية" بحدة و عينيها تتسع بصورة ملحوظة ما إن رأت إبنتها التي كانت واقفة علي سور الشرفة تنوي رمي نفسها، فوجدتها تلتفت لها و علي وجهها إبتسامة مريرة، ثم وجدتها تهمس بنبرة مرتجفة من وسط عبراتها التي تنهمر بلا توقف:

-هاتيلي "سمير" و أنا مش هرمي نفسي.

ثم نظرت للأسفل مجددًا لتحرك قدميها قليلًا حتي ترمي نفسها و لكن صرخات والدتها منعتها فهتفت هي بألمٍ:

-هاتيلي "سمير" و قوليله إني هعمل اللي هو عايزه، حتي هحب "هدير" زي ما هو كان عايز، كلميه يا ماما خليه يجي.

أخرجت "بدرية" هاتفها من جيبها سريعًا لتهتف بتلهفٍ و هي تضغط عليه عدة مرات:

-حاضر يا "كلارا" حاضر.

إلتفتت "كلارا" لوالدتها لتأمرها بفتح مكبر الصوت قائلة:

-إفتحي ال Speaker.

فتحت "بدرية" مكبر الصوت بالفعل و فجأة أتي صوت "سمير" و هو يهتف بنبرة ناعسة:

-طنط "بدرية"!....خير في حاجة!؟

صرخت وقتها "بدرية" بنبرة حادة و هي ترمق إبنتها برعبٍ:

-" سمير" إلحقني "كلارا" عايزة ترمي نفسها من البلكونة و انا مش عارفة أتصرف.

رد عليها بصوتٍ أجش يسيطر عليه الذعر:

-قربي منها التليفون حالًا.

إقتربت "بدرية" من إبنتها لتمد الهاتف أمامها، فإزدردت وقتها "كلارا" ريقها و علي وجهها إبتسامة واسعة من وسط دموعها التي غمرت وجنتيها ثم صاحت بسعادة و كل ذلك تحت نظرات "بدرية" التي تتابع إنهيار إبنتها بأسي:

-"سمير".

رد عليها بحنوٍ بينما هي تومئ له عدة مرات بلا تفكير:

-لو بتحبيني يا "كلارا" إنزلي من عندك.

هبطت من علي السور ثم تسائلت تلقائيًا:

إنتقام مبهم (الجزء الثاني من رواية للخوف قيود) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن