الفصل الحادي عشر

1.5K 50 2
                                    

الفصل الحادي عشر
"حتى لو غادرت بغضبٍ، وبقيت بعيدًا لآلاف السنين، فسوف تعود إلي لأنني غايتك."
- جلال الدين الرومي.
........
- أنا نفسي أفهم تقصد إية بكلامك دة كله.

قالتها "تيا" بنفاذ صبر وهي تحاول تجاهل مغزى كلمات والدها الذي رد عليه تلك المرة بمنتهى الصراحة:

- أقصد إني حاسك مهملة في خطيبك.

جزت علي أسنانها بعنفٍ قبل أن تهتف بنبرة شبه هادئة، أو ربما ذلك ما يسمونه بهدوء ما قبل العاصفة:

- بابا هو تقريبًا كدة مسافر عشان شغل ف أكيد مش هعطله .

رد عليها بتهكمٍ ليرتسم علي ثغره حينها تلك الابتسامة الجانبية الساخرة:

- كمان تقريبًا!

نهضت من علي الأريكة لتهتف بإيجازٍ:

- حاضر يا بابا هبقي أعمل اللي إنتَ عايزه بس ممكن تسيبني دلوقت عشان تعبانة جدًا.

نهض "سراج" هو الآخر من علي الأريكة ليركض خلف ابنته التي تعمدت الاقتضاب في حديثها، ثم قال بتلهفٍ:

- "تيا" يا حبيبتي أنا مش عايز غير مصلحتك وبس، صدقيني لما تعملي اللي بقولك عليه إنتِ اللي هتكسبي .

قلبت نظراتها بالمكان بمنتهى الملل قبل أن تهتف وهي تركض مسرعة صاعدة نحو الأعلى حيث غرفتها:

- حاضر يا بابا بس أرجوك سيبني دلوقت.

زفر "سراج" باهتياجٍ ملحوظٍ قبل أن يهمس بنبرته الخافتة:

- غبية ودماغك ناشفة زي أمك.
_____________________
-وأنا مش عايزة أهرب يا "زين".

قالتها "هدير" بجدية وهي تتنفس بعمقٍ، ثم تابعت بنبرة شبه حادة:

- أنا معدتش "هدير" بتاعة زمان، يمكن مش عارفة أنا هعمل إية حاليًا ولكن أكيد اللي هعمله مش هيكون الهروب.

عقد حاجبيه بعصبية قبل أن يهب واقفًا من علي الفراش صارخًا ب:

- يعني إية اللي بتقوليه دة !؟... إنتِ لية دايمًا عايزانا نعيش في حرب، حرب نهايتها عمرها ما هتكون اللي في خيالك.

هبت هي الأخرى واقفة لترد عليه صارخة أيضًا بنبرة شبه باكية:

- وإنتَ مسألتش نفسك أنا ذنبي إية !؟... ذنبي إية في دة كله!؟... لية حياتي تبقي بايظة بالشكل دة !؟

إنتقام مبهم (الجزء الثاني من رواية للخوف قيود) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن