كان المساء التالي موعد دخول سارة المستشفى للعلاج. وكان المقرر أن تمضي ليلة واحده كالعادة . لكن راشيل قررت ألا تتصل بالسيدة تالبوت بالرغم من وصية جيمس ,وبغض النظر عن أي شيء أخر فهي لم تكن تعرف تلك المرأة جيدا فضلا عن أنها لم تكن مهيأة للتعامل مع غرباء في مثل تلك الظروف .وخلال فترة الصباح وصل رسول من الصالون الرمادي محملا بصناديق الثياب والأحذية والملابس التي ارتأت اريكا غراي أنها لازمة لكسوة المرأة التي ستغدو زوجة جيمس كنغدوم .وأتاح ذلك لسارة على الأقل وقتا مبهجا تفتح فيه الرزم وتخرج الفساتين وتدور بها في غرفة نوم راشيل وقد جعلت الواحدة منها تلو الأخر يتدلى أمامها موازيا لقامتها .وكانت الفكرة بان يشتري لها رجل , أي رجل ملابسها شيئا بغيضا بالنسبة إليها
لكن راشيل لم تكن قادرة على إخفاء إعجابها بكل تلك الملابس وبدلت سروالها وسترتها بقطعتين من القطيفة القطنية المضلعة بلون اخضر فريد وبلوزة لها لون ارجواني فرح .كان التحول إلى هذا الزى الجديد شيئا يبعث على الرضي ,, وعجبت بطريقة ساخرة لما يمكن أن تصنعه الثياب في مظهر الإنسان فقد بدت بالفعل اصغر سنا بكثير بل بدت كذلك اقل نحافة .وقررت أن تخرج مع ساره لمشاهدة معالم المدينة في فترة ما بعد الظهر , ولم تكن سارة قد شاهدت بعد مبنى البرلمان أو قصر بكنغهام .بل تاقت نفسها إلى أن تسير في حديقة سانت جيمس بارك وتطعم طيور البط التي تسبح في البحيرة وتستمتع بشمس الربيع التي تومض من خلال الأشجار وتحدثت راشيل إلى سارة عن حياتها في لندن عندما كانت طالبهوعبرت ساره عن أمنيتها في أن تصير طالبة في يوم من الأيام .وعندما رجعا كانت السيدة تالبوت مديرة منزل السيد جيمس كنغدوم هناك , ولم تكن قد ضيعت وقتها سدى أثناء غيابهما إذ كان الأثاث نظيفا لامعا وأواني الطعام الذي تناولاه ظهرا وضعت نظيفة في مكانها الأصلي .وأحست راشيل بشيء من الغضب والإحباط عندما اتضح لها أن جيمس قد أعطى تلك المرأة مفتاحا لشقتها , وأدركت انه كان يسخر منها عندما كان يأتي ليدق جرس مسكنها وينتظر حتى تسمح له بالدخول .وابتسمت السيدة تالبوت ابتسامة فيها شيء من الاعتذار وحيتهما بأدب :
"طاب يومك سيدة غليمور , أهلا سارة ."وأخذت تمسح يديها في الثوب الفضفاض الأزرق الذي كانت تلبسه فوق ملابسها , وقالت :" أرجو ألا أكون قد تجرأت بعض الشيء يا سيدة غليمور . لكنني انتهيت للتو من القيام بشيء من ترتيب المنزل ."وترددت راشيل , ثم قالت بلهجة أكثر حدة:" كيف دخلت هنا يا سيدة تالبوت ؟"وهزت مديرة المنزل كتفيها , وقالت :" ترك لي السيد ... مفتاحا ."" صحيح ؟"وأخذت راشيل تفك أزرار سترتها الناعمة وخلعتها ووضعتها على ظهر الكرسي , وأيقنت أن السيدة تالبوت لم يكن لها ذنب في الموضوع , ولكن ذلك لم يكن يهون من الواقع .واتجهت إلى سارة وبدأت تعاونها على خلع سترها , وجاءت السيدة تالبوت تقول :" هل اعد لك فنجانا من الشاي ؟"ونصبت راشيل قامتها , ثم تنهدت بشيء من الاستسلام , وقالت :"ولم لا ؟"ونظرت سارة باستغراب إلى أمها عندما انصرفت السيدة تالبوت لتعد الشاي وقالت :" لماذا هي هنا ؟"" اوه , جاءت لتساعدني في أعمال المنزل . هيا اغسلي يديك بسرعة , اعتقد انك تحبين أن تأكلي بسكوته وشيئا من الحليب ؟"وأومأت سارة بالموافقة , وهرولت إلى الحمام بينما استجمعت راشيل ما بقي لديها من رباطة جأش واتجهت إلى حيث كانت السيدة تالبوت , تهم بسكب الماء المغلي في براد الشاي , وقالت راشيل بهدوء :
أنت تقرأ
نداء الدم
Romanceنداء الدم الكاتبة :آن ميثر روايات عبير القديمة الاسم الاصلي للرواية For the Love of Sara by Anne Mather الملخص : هل يعرف الابن أمه ولو لم يشاهدها منذ ولادته ؟ وهل تحن عروق البنت الى والدها ولو انه هجر أمها قبل أن ترى النور ؟ سؤال تجيب عنه هذه الرواي...