الجزء الاول

129 1 6
                                    

خيالي صوت اركابه صداه لبعيد واصل.. وفارس صدا فروسيت و شهامت من تونس للجزائر.. ڨليل الي ما يسمعش بيه حتى لو كان ما يعرفاش.. اسمه و افعاله معلومة.. الشمس مالت و نسمة الربيع الباردة لفحت بدنه الي مغسول بعرڨ المسير الطويل..بانت من بعيد قرية صغيرة من قرى الجنوب التونسي و بسمة عيونه بانت تحت اللثام.. توحش ريحة الأرض و ريحة امه.. و توحش الي ساكنة فالڨلب و جاشه .. و زادت تبسيمته وساعت يستنى يصدڨ خبر الاستقلال و يجيب الي حارڨ كنينه زولها و تصير حلاله و يبرد الي شاعل في صدره.. خفف من سرعته و شيع عيونه للارض ربي عاطي خيره و الحمد لله.. بانله خيال فالمزرع عرفه ولد عمه.. نحى اللثام و ڨرب اكثر..
نصر الدين: الله يعينك يا عمار..
عمار: يهنيك يا نصر .. وينك يا ودي هالغيبة..
نصر الدين: زي ما تعرف يا ولد عمي .. قولي وصلنا خبر ما عرفنا حڨ ما عرفنا كذب..
تبسم تبسيمة باينة فرحتها: أي الحمد لله جهودنا ما مشتش خسارة. تونس اعلنت استقلالها الداخلي.. ماعاد ما مزال..
نصر الدين: مثبت يا عمار راني راجع للجبل ناكد الخبر و ألا ننفيه..
عمار: اشنهي متاكد يا نصر خويا الخبر ڨالوه فالرديون.. و ليوم نهارين الغني و الاحتفالات..
فرحته مالاڨي وين يحطها كان لاڨي يطير و يجنح.. اليوم أول خطوة باش يحوز بنت خاله و تصير حلاله.. لازم يوصل الخبر للفلاڨة و يرجع طوالي.. ماعادش ڨاد يصبر على فراقها..
نصر الدين: الله يبشرك بالشهادة يا عمار خويا.. خليني نطل عالعيلة نمسي عليهم لازمني الليلة نسير..
تڨلب وجه عمار و همهم: ااا.. نصر الدين..
تلفت نصر الدين و قطب حواجبو.. ولد عمه متربي معاه حافظه قاريه قراية..
نصر الدين: اشبيك يا عمار.. اش ثما؟
عمار: لا .. غير اهلك موش.. ااا.. مشوا لعرس..
رجع بالحصان ڨابل ولد عمه: اشبيك ا عمار.! عرس من ؟
عمار:عرس زازية بنت خالك صالح ..
قلبه خض وسط صدره . لا لا أكيد يتخيل..أكيد سمع بالغالط ..
نڨز من فوڨ الحصان النار شاعلة من رجليه لشعر راسه..
نصر الدين: فاش تحكي ا عمار..اندرا تبصر و ألا شنهي؟
عمار: ما نبصرش ا نصر الدين زازية خذت بريّك بن عثمان و الليلة عرسها..
صار النفس صعيب عليه كأنه الاكسجين انسحب مالجو.. وخر خطوتين يحاول يشد التوازن و بصره شرد.. كل لحظة عداها معاها تتعدى ڨدامه.. ضحكتها خيالها كلامها الي يتغزل بيه.. وعدها تستناه مهما طال الزمان..
نصر الدين: غاصبينها أكيد غاصبينها.. زازية عمرها لا تغدرني..
وفي لحظة صبح فوڨ حصانه و طار عجاجة.. عمار: ااه عليك يا ولد عمي باعاتك بالرخص..
تنطر من فوڨ الحصان و هو مازال ما حبسش.. لثام على وجهه و النار شاعلة.. يشوف من بعيد فالغادي و الجاي يصطاد في شكون يبرد كنين ڨليبه.. هي ما غيرهاش يڨدر عالي في خاطره.. سيب رسن الحصان و خف الخطوات حتى وصل عندها و هي ورا الاخصاص..
نصر الدين: زازية وينها؟
شهڨت بالي بقالها من نفس في صدرها من فجعتها ..
عيشة: تف تف تف..(تفت تحت دبشها ) اسم الله اسم الله.. نصر الدين فاش ادير هني ؟ ااا... امتى روحت مالدزاير..
خطف اللثام من على وجهه و رص على سنانه وخرج الصوت حست هي بناره..
نصر الدين: وينها زازية ا خالة...
شداته من ايده تكركر فيه ورائها و تحكي..
عيشة: زازية ابعدها و انساها اكهو..
نطر ايده من ايدها : جبرتوها عارفكم.. ناديهالي ..
تلفتت عنده مضيڨة عيونها: لا وقيلا هبلت ا نصر.. أمشي سلم ولد اختي بدل الساعة بساعة .
ڨرب منها و تحلف حرارة ناره لفحت وجهها..
نصر الدين: ناديها و الا ندخللها..
عيشة: نصر!
عطاها بظهره و مشى بخطوات ثابتة.. خلطت وراه تجري وڨفت ڨدامه داهشة ڨلبها ما ڨايللها خير.. ولد اختها و متربي معاها و تعرفه كان ڨال ڨال...
عيشة: باهي باهي ا نصر .. ااا... امشي للكرمة تو ناديها...
حرك راسه امشي و شد رسن حصانه و مشى..
عند العروس كانت كملت لباسها بعد ما ظفرولها شعرها و عطروها بالعود و الخزامة.. و ريحة الحنة و المحلب تزيد من وهرة لبستها..
حاطة ڨدامها المراية تتلمس في الحلي الفضة و شوية الذهب الي ماليين صدرها فوق الملحفة الڨطارش.. هزت الستارة الي فالباب و دخلت تلهث..
عيشة: اجريلي ا زازية..
تنفظت من فوڨ السدة حتى طيحت المراية..
زازية: اسم الله اشبيك ا خالة..؟
ڨربت منها تجري ماهياش عارفة اش تڨول..
عيشة: جي ا زازية اختي جي..
زازية مقطبة بين عيونها : منهو الي جي؟
بلعت ريڨها و ما لڨت ما تبلع..
الوڨت يتعدى عليه دهور و هو ماشي جاي تحت الكرمة..
نصر الدين: وينك ا زازية.. ما تشونيش ا بنت خالي..
سمع صوت الحلي وراه تلفت خطف.. تحت البخنوڨ متلثمة لكن من خيالها عارفها.. جرالها بالي بقى فيه من جهد خطفها من أيد عيشة و شدها بين ايديه ..
نصر الدين: هاني جيت ا زازية و حد ما يغصبك و النفس في صدري داخل خارج ..
و من غير ما ينحني عيونه مالي شواته يحكي مع عيشة..
نصر الدين: ارجعي ا خالة يرحم والديك لا ريتينا لا ريناك ..
خطف أيد زازية باش يمشي بيها شهڨت عيشة و زازية خطفت منه ايدها.. كانو الدم في عروڨه حبس و كأنه .. لا لا حبس و النفس تقص.. حتى رجعته لورا باش يشوفهم كانت صعيبة كانو يحرك معاه في جبل..
زازية: حد ماهو غاصبني ا نصر.. أنساني وليد عمتي و أحسبه ماصار بينا ما كان.. الله يوجهك خير زي وجهني..
لا لا .. موش من ڨلبها الي تڨول فيه.. حافظها و عارفها.. متغششة عليه و عندها الحڨ.. ڨالها شهر شهرين و نكون بين ايديك و نحوزك حلالي و طول عليها الشهر صار ستة.. يرضيها ماهو يعرف عاد كيف يرضيها..
نصر الدين: عارف غلطتي يا بنت خالي.. عارف و حكمك عالكرومة ساري.. الي تڨوليه أنت يصير.. كان لزم الليلة تباتي كان حلا..
ڨصت عليه الكلام بهزت ايدها و زادت بعدت البخنوڨ و بان الكحل مزين عينها و السواك محلي مضحكها.. كيما تخيلها بالضبط و الوشام على جبينها زايدها زين..
زازية: الحكم و حكمته يا ولد عمتي.. اني اليوم عيلة راجل آخر.. ما طالبة منك شي أعتبر روحك لا ريتني لا ريتك..
ضحك بقهرة مازال حاس تعاقب فيه: تبصري ا زازية.. أنت ما تكوني كان عيلتي و ألا نسيتي؟
لا لا ما نسيتيش عارفك تعاقبي فيا و نستاهل ازازية و راضي بالي تعمليه.. هيا أمشي نهجوا من هالبر و كان عينك فالضرب اضربيني..
زازية: أطول فيها و هي ڨصيرة ا نصر خويا.. اني خذيت قرار و كملت و أنت وين عينك برا..
يا الدنيا كملت و الحساب انڨفل.. يا ڨلبه وڨف و دڨاته غابت.. كلامها موش راكب على بعضه ڨبل ستة شهور متكية ظهرها لظهره و راسها على كتفه تلعب بظفيرة شعرها و هو ساعة ساعة يتلفت يملأ عيونه بزينها..
زازية: لاش ماشي ا نصر خليك هني.. اخدم فالارض العام باهي و المطر بدري و بعد الصابة ....
تبسم : و بعد الصابة اشنهي؟ كملي..
هزت ظهرها و وڨفت عارفها حاشمة .. يا ريت يڨدر عالي تڨول عليه يطيع و ما يڨولش لا.. أما الي ماشيله ما يستناش و واجب محتوم عليه..
نصر الدين: ما تهرببش ا زازية اني رايد الي رايداته اكثر منك و مشواري و عارفاته.. الصابة مصيرها تنتج بيا و ألا بلاش.  كان تڨول ايه غدوة نحوزك حلالي أما لازمني نمشي ما نخليش بالجماعة فالجبل في نص الطريڨ..
شدت غصن الكرمة تداعب فيه باناملها..
زازية: و زي كل مرة تڨول شهر و تڨعد شهرين .. لا لا حنا اشبيني اني نڨعد نتفرج على حنة اڨدامي اروحي..
ڨرب منها عبى صدره بريحتها مغمض عيونه..
نصر الدين: هذا الي معنيش فيه .. (لفتها ليه) تستنيني ا زازية؟
زازية بدلال: ما تبطاش يا ولد عمتي راني ندير المكحلة على كتفي و نلحڨك للجبل .
ضحك بعلو الصوت و جبدها لصدره ..
نصر الدين: ان شاء الله ما طولش المدة ادالة يا الفرنسيس يا حني..
زازية: نستناك عمري الكل غير وحشك خايفة بدفني..
زاد دخلها في صدرو اكثر: ما نطولش ا زازية غير اصبري بس..
رجع للواقع على صوتها: نصر .. نصر.. تسمع فيا ..
هز عيونه فيها و عاود خطفها من ايدها دورها جت ظهرها في صدره .
نصر الدين: عارفك تعذبي فيا على غيابي خلينا نبعدوا و عذبيني ڨد ما عينك..
دزاته بمرافڨها بعداته عليها: هبلت ا نصر! راني ڨتلك صرت عيلة راجل آخر.. و بعدين وين بتهزني تره.. و وين بتسكني؟ في بيت شعر و ألا في خص؟﴿شاورت بايديها عالحلي على صدرها) و هذا منين بتجيبه؟ الصابة مازالت فالتراب و حتى صابتين و ألا ثلاثة زيها ما يديروش نص الي فوڨي.. و الدار ڨايمة و الفراش مفرش ا نصر..
قطب جبينه.. موش هذي زازية الي يعرفها و ألا كان عيونه معمية..
نصر الدين: راك الثالثة فيها الدار ا زازية.. و وعدتي تستنيني فيقي ا بنت خالي الي ماشية فيه ما منهش رجعة تعذبي فيا و ألا في روحك؟
تنفست بعمق و فردت طولها و هزت راسها..
زازية:  استنيتك خاطر ما جاش الي خير منك.. و الثالثة تجيب الولد ينكتبلها الحوش و حوازة الكرم.. و فاش قام نستنى باش تنبنالي غرفة بين الاخصاص و نحط على صدري خلال و خمسة فضة و اني هاني حتى الذهب لابساته و اندادي الي ماعندهاش صغير عندها زوز .. و ماليوم أنت زيك زي البشير و علي خوتي.. الله يسهلك ا نصر..(جبدت طرف بخنوڨها على وجهها ) هيا ا خالة الجحفة عادك بيها وصلت..
لا هذي السياسة موش نافعة معاها.. عارفها كيف تيبس راسها ما تنفع فيها كان القوة.. خطفها من ايدها لصڨها لصدره و و طلعها حتى ماعادش رجليها يلمسوا فالارض و رغم تخبطها تحب تفك روحها ألا انو خطف الرسن و حط رجله عالركاب بيطلع الحصان .
عيشة: حليلي ا نصر حليلي.. هبط المرا الله لا تفضحنا بين النزالي..
نصر الدين في نفس الحالة غير اللهب صار خارج من عيونه: مازال ما ولتش مرا و كان عينها الليله نتمموها و تنفض..
هبطوا دموعها من خوفها و صاحت برعشة: راني كاتبة صداڨي ا نصر.. هبطني يرحم والديك ماعينيش فيك اندرا بالسيف..
ماء و انصب فوڨ راسه ثلج دخل بين عضامه.. النار الي كانت بركان صارت جليد .. نزل رجله يحاول يستوعب الي سمع.. ايده الي كانت شدتها ترخت من غير ما يسمحلها.. صار شخصين واحد يحب يحرڨ الدنيا بالي فيها و واحد جامد شي ما ياثر فيه و شي ما يحركه.. بعدت منه ورا خالتها ترعش و تبكي.. و هو في بلاصته عيونه زايغين و كلماتها ترن في راسه طبال..
عيشة: أمشي بدل الجو ا نصر.. أبعد ڨد ما تڨدر.. ارجع للدزاير خلي الليلة تتعدى على خير..
تبسم بقهر و خرج صوته بارد ثلج: كيفاش ا خالة يجي منه نرجع ڨبل لا نشيع جحفة بنت خالي و نرجع بالبارود..
عطاهم بظهره و ركب حصانه و طار .. اليوم شطب على بنات حواء جمعاء.. لعبت بيه كيف ما حبت بنت خاله موش برانية.. لعبت بيه و كيف واتاها فيه باعاته بكلب رخيص بايع ذمته لفرنسا.. باعاته بالرخيص الي ما اغلاله منها شي.. كان على ڨلبه اليوم يحرڨه بنار البارود و مستحيل يهرب و يذل و يڨولوا ذلاته مرا.. الجحفة شيعها و الڨمجة استناها و البارود و حرڨه و انحرڨ معاه نصر الدين و نولد آخر.. امه تبكي الناس يڨولوا فراڨ الطفلة صعيب على اماليها و هي حارڨها كبدها على ولدها و عارفة اوجاعه..

نصر غاليةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant