الجزء الثامن

23 1 0
                                    

عند سيف الدين الكون موش سايع فرحته.. يرڨد على عيونها و يفيق على الزغاريد.. ڨعمز(قعد) فوڨ الغرارة الي راڨد عليها ڨابله خوه يعدل في الشاش فوڨ راسه..
نصر الدين: صباح الخير يا عريس.. هيا تڨعد سيدي الشيخ ڨال بنمشوا بكري عنده خدمة أخرى..
تبسم بحشمة: صباح الخير..
صحيح خوه و ما يخبوا على بعضهم شي و مطيحين الياجورة زي ما نڨولوا.. أما الحياء السمح للراجل العربي لا بد يحضر.. حمحم و وڨف يعدل في حوايجة باش يخرج للحمام ينظف حالته..
نصر الدين: اشبح اسيدي سيف الدين خويا متحشم.. لا دراش بيصير فيها الدنيا..
خرج هارب منه.. عارف باش يزيدوها عليها نهيرات زي ما يعملوا مع كل عريس.. ضرباته ريحة البخور و تقوى صوت الغناء بالصوت.. الحالة الكل تخليه يزيد يطير و تطير معاه فرحته لسابع سماء.. اليوم يعطيها صداڤها و تصير حلاله..
ڨداش متمني يخطفها و يهرب بيها ينحي الغنبوز الي حرمه يشوف حتى عيونها لحظة ناداها الشيخ يسمع رايها.. يشبع من شوفتها و يذوڨ شهد العسل من شفافها.. الصبر الصبر يا سيف الدين.. اااه.. اش يصبره ثلاثة ايام اخرين..
سألها الشيخ: يا بنتي أنت راضية بسي سيف الدين زوج ..
وردة بصوت باح مالحشمة: راضية..
أه من صوتها و من حشمتها.. ڨلبه طار معها و معاه.. يدڨ بقوة حتى تخيل أنو اقوى من صوت الغناء و الزغاريت و الي حاضر الكل يسمع فيه معاه.. كمل الشيخ خدمته معاهم و باركلهم.. و رجعوا منين جوا كيفما جوا.. بالطبال و الزغاريت و الغناء الي يتسمع فالحومة كاملة.. حتى امه الي خاطرها موش راضي برشا.. أما حفلت مع الحفالات و زغرتت مع الزعرتات و عجعجت البخور و تلڨت مبروك عرس ولدها بالضحكة..
من حاجة لحاجة.. موش كاتبلها ترتاح.  غير روحوا الجماعة دهنوها مرة أخرى بحاجة كان تعمل الحكمة ما تعرفهاش شنهية.. و نحوهالها كيف كل مرة بعد ما شاحت.. بالوجيعة و الدموع.. أصلاً هي تڨعد تستنى وڨتاش يسلخوهالها باش تسيب الدموع الي كابتتهم غصب.. حتى الوجيعة مستحليتها كأنها تنتقم من روحها الي مازالت ما ماتتش.. سمعوا صوت الطبلة و الزغاريد شهڨت خالتها..
الخالة: نهاركم مبروك الكسوة وصلت.. نوضي نوضي نلبسوك..
وڨفوها بالي مازال عليها من خلطة سحرية و حزموها فالڨطارش(ملحفة لباس تقليدي مالجنوب التونسي) .. و لكمتوها في ملحفة حمراء شي لا يبان منها.. حتى ساڨيها الي ڨعدوا يبانوا دخلوهم في شكايرات صغار حمر.. و خرجوها بالزغاريد و الغناء لدار عمها يدرڨوا (يخبوا)فيها.. هكة العادة زعما تخبت على دار راجلها ما عنهاش في فراڨ اهلها.. أما هما يمشولها و يجيبوها.. بعد ما يلبسوها بلغة جلد ذهبية مزينة و يهزوا فوڨها ملحفة بيضاء فيها خط أحمر مغطيينها بيناتهم شادين اطراف الملحفة.. حطوها على صندوك( صندوق) و لفوها بالملحفة البيضة و جاها الولد الصغير من عائلة راجلها.. الي جاب سورية الڨمجة( تلبسها العروس تحت الملحفة) للعروس يدور فيها فالهواء.. دخل ايده وسط كم الڨمجّة و حللها ظفرات شعرها.. خلوا العلاڨة ڨدامها.. فيها ملازم البخور و العطور الي تتعطر بيهم النساء.. من خزامة و قرنفل و محلب.. و كل ما تتزين بيه سواك و كحل و شوش ورد .. و فيها زادة الحنة الي تحني بيها هي و تعطي منها لراجلها يحنوله بيها ثلاثة صوابع.. هزت منها ملية ايدها و عطتها الولد الي حل ظفيرتها.. كملوا اسبارهم و وروا علاڨتهم و كسوتهم الي يعدوا كل قطعة فيها فوڨ راس العروس.. و روحوا بزغاريتهم و غناهم بعد ما تغدوا عندهم.. و في اخر العشية تلموا عليها النساوين و البناويت بعد ما دڨولها حنتها و رطبوها و خلطوها بالقرنفل و ماء السواك .. يغنوا بالصوت غنا عربي بدوي يشرڨع مالحناجر.. و الزغاريت مالية الحومة.. خالة و عمة معرسات متهنيات يحنوها و اخواتها بالبخور يدوروا و امها من حاجة لحاجة.. حنوها و ريڨلوها في بلاصتها و داروا يكملوا في سهريتهم بالدربوكة و الشطيح و هي بيناتهم..
أما عريسنا.. اييييه.. وين تلڨاه بالفرحة..
و السهرية ڨداه زادة.. دايرين بيه عراسته بيناتهم نار كبيرة تضويلهم ليلتهم و ادفيهم.. و الشعر ڨايم و المدح في سيرة الحبيب صلى الله عليه و سلم.. و كيف كل ليلة رڨد على موج عيونها و اجمل الاحلام.. و رڨدت على دمع العيون و اكبر كوابيسها. تنسجه كل يوم موال.. فاقت ينحولها فالحنة و بيعاودوهالها.. لازم حنتها سمحة واخذة..
خالتها: هيا سيدي هاي وينها ڨمر باش نعاودولها حنتها جميع..
وردة: يا خالتي راني محصورة.. خليني نطير جغمة مي و نرجع.. ماعدش ڨادة..
خالتها: نسيتك في هاذي يعطك الخير.. هيا نوضي اجري.. زغرتوا زغرتوا...
وردة: (جبدت هوا بالشهڨة) حتى هذا بالتزغريت..
خالتها: اجري بِسْ.. يورورورورورورييييي...
هربت تجري و معاها البنات زايدين عليها و يضحكوا.. دخلت بيت المي (التواليت) و نحت دبشها و يا فجعة زادت فوڨ فجعتها.. شهڨة و خبت شهڨتها بيديها الزوز باش ما يسمعوهاش لبرا.. هبطوا دموعها و شدتها رعشة..
وردة: يا غبينتك يا وردة.. يا فضيحتك.. لاه يا ربي اش درت تحتك من هم لهم... يا ربي اش بندير في هالمصيبة... يا ربي هزني و رتحني راني عييت.. اهئ اهئ..
ضربت على فخذها ببونية ايدها بكل قوتها.. تسكرت في وجهها من كل باب.. فرحتها الي أي طفلة في بلاصتها تكون طايرة مالفرحة رغم موش فاهمة اش معناها عرس.. ألا هي.. حتى العادة (الراڨل) تستنى فيها من بلغت الحداش في عمرها و شي.. اليوم بالذات و تو بالذات خطرلها تجيها و تزيد غبينتها و همها.. ماهياش عارفة اش تعمل متقززة مالحالة الي فيها دبشها و البنات فوڨ راسها.. فاش اديري اوردة.. اظهري رانا بطينا.. وردة ياخي بنباتوا هني؟..
لبست دبشها زي ما هو بالسيف.. مسحت دموعها و خرجت حاسة الدوخة شادتها و خواطرها دايرة..
وحدة مالبنات: اشبي ايامك بتتي ثم؟
وردة: لا غير تراش طاحلي في عيني ڨعدت نغسل فيها.. وينها امي..
هي: ترا وين هني.. اناديهالك..؟
هزت براسها أي و كملت هي و باقي البنات.. دخلت للغرفة و خالتها تنادي..
خالتها: هيا يا عروس رانا ورانا مشاغل.. اظهري يهديك اشنهوة الي اديري فيه ثم..
امطيرة: وينها هي وين طارت؟
الخالة: دخلت للغرفة ترا اشبحيها؟
دخلت امها تغلي.. من يوم الي ڨروا فاتحتها و وقت الي ڨالتلها و صارت تبكي و تخبط و هي موش مطمانة.. رغم انها كلتها بطريحة نباشت الڨبور كيفما نڨولو.. ألا أنو ڨلبها واجعها عليها.. عارفتها خايفة و فاهمة خوفها و وجيعتها.. لكن الناس ما ترحمش..
مطيرة: فاش اديري هني..(بين سنيها) النساوين يستنوا فيك و أنت تندبي على سعدك.. اش يبكي في والديك؟
وردة بالبكا: ااا.. مرضت...
عقدت بين حواجبها: اسم الله عليك.. باش مرضت يا للة.. غيرك يستنى فالراجل و العرس و أنت من نهارت لهاكة تنوحي على راسك.. اظهري يكملولك حنتك راك بتڨتليني..
وردة: اهئ اهئ.. مرضت يما مرضت.. اااهئ اهئ...
شدتها من ذراعها : اندرا جاتك؟(هزتلها براسها أي.. ضربت وجهها بيدها) يعطك كية يا كبدي.. ما لڨيتي وڨتاش تمرضي كان تو..
زادت وردة في بكيتها و فشلت طاحت على ركايبها تبكي بالصوت.. دخلت خالتها تجري..
الخالة: نهاري مبروك.. اشبيكم الثنتين.. ما لڨيتوا امت تتناڨروا.. اشنهي امطيرة بنعڨلوا الطفلة و ألا بنعڨلوك أنت.. ( شدت وردة تعاون فيها توڨف) نوضي بنيت اختي نوضي و صلي عالنبي نهاري مبروك عليا الناس لبرا يسمعوا في بكاك..
امطيرة: اش تظهر يا نوة اختي جتها العادة تو.
نوة: نهار مبروك؟
امطيرة: ريتي الغبينة.  هالطفلة ما مواتيها فلك من هم لهم..
دخلت اختها معرسة: اشبيكم ياخي.. الناس كلولنا وجوهنا لبرا..(شافت في اختها و حالتها) نوحي أنت نهار كامل.. اشبيه سيف الدين موش عاجبك؟ راجل و سيد الرجال و أنت حرنت على هاك الهامل بريك..
وردة: لا عيني لا فيه و لا في بريك كان غير خطيتوني.. اهئ اهئ..
شدتها خالتها: اختك تنوح على سعدها.. مرضت اليوم..
ضربت صدرها بيدها و شهڨت.. لكن فيسع ما بانتلها فكرة.. دورت عيونها ببناتهم و همست..
زهرة: هذي الايام الزينة و هذا سعدك وين تڨوى.. نسيتوا المصيبة الي طاحت فيها من سنين..
مطيرة: وڨتها تو و منين سعدها تڨوى تره!
زهرة: مانا كنا خائفين بنموتوا لا تطلع.. الله يستر.. حد ما يعلم بيها مريضة تو.. وڨت يدخل عليها تظلم الدنيا و هو يلڨى الدم و نتهنوا حني و هي .
نوة: اندرا هبلتي.. كيف ببدخل عليها و هي هكا..
زهرة: و هو من ڨاله هكا و ألا موش هكا.. تسكر فمها و اطفي الفتيلة و ينحل همها الكل.
وردة: و الحرام.. كيف نكذب عليه..
شدتها امها من شعرها: سكري فم امك.. ماخيرش مالي ڨالاته اختك.. نسيتي المصيبة الي درتيها من سبعة سنين... و ربي جابلك الفرج و أنت باڨي بهيمة..
نوة: سيبي الطفلة حليلي.. بنيت اختي زهرة عندها الحڨ.. حني لا عارفينك عذرا لا لا بعد الي صار.. هذا هو حلك و جاب ربي في وڨته.. هيا تره امسحي علينا دموعك و خناينك و اظهري نكملولك حنتك..

نصر غاليةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant