الفصل الثاني و العشرين

288 7 4
                                    

كانت تقف امام القصر وهي متردده اتدخل أم لا فهي خائفة كثيرا من ردة فعل والدها اذا رأها هل سيفرح ام سيحزن هل سيظل غاضب منها....ظلت متردده لبضع دقائق و بعدها طرقت الباب لتفتحه لها الخادمة سمية.....وعندما رأتها رحبت بها كثيرا فهي في مكانة ابنتها التي لم تنجبها وقالت بفرحة....

سميه:بجد البيت نور  یا میس والله ليكي و حشة  كده تغيبي عننا والله البيت وحش من غيرك

میس بابتسامة:حبيبتي والله يا داده يس آیه بقی هتسيبينی کتیر واقفه بره مش تقولیلی ادخلی

سمية:طبعا طبعا يا ست البنات....ده  البيت بيتك ادخلي

میس بصوت اشبه بالهمس:شکرا یا داده....بصى انا هروح على مكتب بابا ولما يجي من الشركة ابقي قوليله في حد عاوزك في المكتب ضروري بس ماتقوليش انه انا اتفقنا.....و كمان متعرفيش اي حد في البيت اني جيت و ماما بالذات عشان  لو عرفت هتکلمنی وطبعا بابا حالف عليها يمين الطلاق ف عشان کده خلیه سر احسن

اومأت لها سميه و تركت ميس وذهبت لتكمل باقي اعمالها بينما توجهت ميس لمكتب ابيها ودخلت و اوصدت الباب خلفها بأحكام كي لا يعرف احد انها موجوده تحركت ميس بخفة في المكتب وظلت تتمعن فيه كثيرا ورفعت نظرها لتلتقي عيونها البندقية بإحدى الصور المعلقة على الجدار وكانت لها وهي بسن السادسة من عمرها برفقة والدها.....

وظلت تجول ببصرها نحو الكثير من الصور التي تجمعهم معا فعلاقتها بوالدها منذ الصغر قوية للغاية انهما اكثر من اب وابنته لقد اعتبرها دائما كل شيء و اغلى شيء في حياته هي اثمن ما يملك وهو اغلي ما تملك....ولكن الظروف كانت كالدرع القاسي الذي ابعد بينهما لمسافات.....

ظلت ميس علي هذه الحال تسترجع طفولتها مع ابيها و تستعيد ذكرياتها السعيدة برفقته لمده ليست بقصيرة و فجاة افاقها من شرودها الطويل صوت إدارة قفل الباب ودخل والدها المكتب و ذهل من وجودها ولكن دهشته لم تكن أكبر من دهشتها فقد صدمت حقا بمظهره.....هو ليس الشخص المرح الذي اعتادت عليه بل بالعكس تكاد تجزم ان الظلام حل محل بريق عينيه ولم ترى فيها غير الالم و الحزن

كان هادئا للغاية توقعت ان يطردها ولكنه خالف معتقداتها وقال بهدوء قاسي:ايه اللي جابك هنا ؟مش المفروض انك و افقتي تمشي مع حبيب القلب و تسيبيني ايه اللي فكرك دلوقتي ان ليكي اب يتسأل عليه؟!

ميس والدموع تملأ عينيها لم تستطع الكلام خانها لسانها ولم تستطع النطق بكلمة واحدة حتى لتعتذر واكتفت بأن القت نفسها بين احضان والدها الذي اشتاقت له كثيرا....و فجاة و كان حنان الأب استيقظ بداخله على اثر هذه الضمة من ابنته.....

بادلها العناق بإشتياق كبير لقطعة من قلبه حقا صدق من قال أن هناك وراء كل قناع قاس بذرة صغيرة من الحنان تنتظر ان تسقى لتصبح شجرة كبيرة مليئة بالعطف والأمان......ظل الأب وابنته على هذه الحال طويلا ولاحظت میس اشتياق والدها الكبير لها تماما كما اشتاقت له صحيح أنها لم تغب عنه سوي ايام ولكن اشتاقت له كثيراً........

حب طال كتمانه  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن