كم ان الحب في هذه الحياة صعب... متعب ومرهق وشبه مستحيل..كم ان الحياة قاسية على العشاق والاحباء ما ان تجمعهم حتى تفرقهم لتقطع قلبهم رويدا رويدا.... ها هي السنوات تمضي وكم مرة جلست امامك يا مذكرتي لاتكلم عن المي في هذا اليوم المرير...مصت خمس سنوات على رحيلك في مثل هذا اليوم تركتني وغادرت دون وداعي ودون تقبيلي حتى دون ان تترك لي شيئا من رائحتك تذكرني بك...خمس سنوات على رحيلك.. واربع سنوات على موتك ولم امل من كتابة رسالة لك في كل يوم من كل سنة.. هذا اليوم الذي يذكرني بكل لحظة عشناها معا.. افتقدك؟؟ ممكن.. ربما اعتدت فراقك واعتدت على المي في مثل هذا اليوم.. حتى انني لم اعد اشعر به مثل الاول او ريما اصبح الما خالدا مع فراقك..."
طق طق طق ..هازان: تفضللل
" اوووووووف حياتي لماذا انتي تغلقين باب غرفتك عليك....الا تعلمين اني اخاف عليك.."
" هههه لا تخف انا جيدة جدا... ماذا تريد؟ هل اشتقت الي؟"
" اووووف لا تسأليني... هل جهزتي كل شيئ؟؟" هازان: اجل حياتي جهزت العشاء وكل الامور لا تقلق.. لما انت متوتر هكذا..
وقفت هازان بفستانها الاسود القصير المزهو بالورود...
" اووبااا زوجتي الجميلة كم تبدين رائعة هذا اليوم فاتنة.."
اقتربت هازان منه وعدلت قميصه وقالت " غالب لما القلق؟ هل كل هذا لان ذلك القائد قادم؟" اجابها " هازان انتي لا تعلمين من هذا... انه الجنرال..." قاطع كلانه رنين الهاتف ليقول " هذا هو حتما وصل الى المطار" " اجل سيدي نحن في انتظاركما ستكون استضافتكما من دواعي سرورنا انا وزوجتي" اغلق الخط ونظر اليها بارتباك " انهما قادمان" بتسمت هازان وقالت " اهلا وسهلا لكن من معه؟؟" اجابها " انها خطيبته ستأتي معه من اسطنبول فهي لا تفارقه ابدا... مثلي انا لا احب ان ابتعد عنك ابدا" واقترب زارعا قبلة على فمها.." هيا راغب لننزل وننتظرهما.. لكن تذكر رغم انه جنرالك اللا انك ضابطا قويا ويوما ما ستصبح مثله حتما لانك قوي وشهم وتحب بلدك" هز رأسه وقبل رأسها وامسك يدها ونزلا الى الصالة..هازان دخلت تتفقد المطبخ لتضع لمساتها الاخيرة على الطعام...وبعد مرور ساعة دق الباب لتقف هازان وراغب جنبا الى جنب بانتظار الخادمة ان تفتح الباب لاستقبال الضيوف...فتحت امينة الباب... " مرحبا هل السيد راغب موجود؟؟" ردت امينة " اجل سيدي تفضل" ادخلتهما امينة الى الصالون مكان تواجد هازان وغالب... " مساء الخير " التفت هازان لمكان الصوت وفتحت عينيها بقوة كبيرة وكأنها رأت شبحا امامها.. تسمرت في مكانها وتجمدت وكأنها اصبحت في عالم اخر.." هل حقا هذا هو ام شبيهه؟؟؟" " اهلا وسهلا ايها الجنرال نورت منزلي " قال راغب لينظر لهاران ليراها شاحبة اللون وكأنها سيغمي عليها..." هذه زوجتي هازان لاعرفك عليها" اقترب الجنرال ومد يده لها " مرحبا سيدتي تشرفت بمعرفتك" ظل مادا يده لكن هي تنظر اليه بجماد لا تتحرك تكاد ان تهوى من شدة صدمتها.. نظر اليها راغب وقال " هازان حياتي سلمي على الجنرال ياز ايجيمان" تجمدت الدموع في عينيها حين سمعت اسمه وهوت ممسكة ذراع راغب " يا الهي هازان هل انتي بخير؟" سحب ياز يده وقال " يبدو انها متعبه.. اسف ربما مجيئنا هكذا الى هنا سبب المتاعب لكما وارهق زوجتك نازان" التفتت بقوة اليه وقالت بصوت مرتفع " هازاااان ليس نازان" لف ياز شفتيه وقال " اسف اخطأت" عض راغب شفتيه ونظر اليها وهمس بصوت خافت " ما بك؟ تمالكي نفسك" كانت فتاة ممسكة بذراعه فقال " اعرفكما على خطيبتي ساندي" نظرت هازان اليها من الاسفل للاعلى فتاة جميلة سمراء صاحبة جسد خارق وبشرة جميلة..مد راغب يده وصافحها اما هازان اكتفت بهز رأسها مرحبة بها..وقالت " اعتذر سأشرف على تجهير المائدة تفضلوا استريحوا" دخل ياز وراغب وساندي وجلسوا اما هازان فركضت الى الحمام وفتحت المياه وغسلت وجهها لتنظر الى نفسها في المرآة وتقول " لا يعقللل ليس هو... بل هو.. كيف يا الهي" تبتسم من شدة فرحها " انه حي يرزق ولكن كيف؟؟ قالو انه مات كيف يكون حيا يرزقا؟؟ سأجن من التفكير.. تفاصيله باردة وردوده ايضا ايعقل انه لم يتذكرني؟ ايعقل انه محاني من حياته بعد تلك السنوات" " يا الهي كيف هذااا؟ ماذا سأفعل الان كيف سأتصرف دون اثارة الشكوك وكل عضمة من جسدي ترتعش كيف؟؟؟" راحت تضع مياه على وجهها وعنقها لعلها تهدأ قليلا...فتحت الباب ونزلت وجلست على طاولة العشاء جنب راغب مواجهة لياز وساندي.. وبينما الجميع يأكل وياز وراغب يتخدثان كانت هازان تراقب ساندي بعينين شرستين وسألتها " من كم سنة وانتما مخطوبين؟" اجابتها بمياعة " بحدووود السنتين يمكنك القول" هزت هازان رأسها وهي تضغط بالملعقة على الصحن حتى اصدرت صوتا مزعجا فالتفت الجميع اليها.. " اسفة لم اقصد اكملو" وكملت " كيف تعرفتما على بعضكما؟ اسفة للتدخل ولكن تعلمين نتكلم كي نتعرف اكثر..