البارت الاول

24 0 0
                                    

تَناسىَ الأرنبُ اولي ما يجري حولهُ حتى تركَ  بحثهُ عن الطعام ذلك الرماد الأبيض قد جذب عينيهِ الصغيرتين المدورة قفزة بعد أخرى تلاها بعد ذلك خطواتٍ ناعمة تتبعهُ بلهفة وغموض ... مرتَ تلك الدقائق التي يتبعها اولي مع هذا الرذاذ بضع ثوانٍ حتى توقفَ لا لم يتوقف بل اختفى ذلك الرذاذ من بين عينيهِ فجأة  وكأنه يرغب بوجودة هنا !..

رفع جسدة بالكامل ليحدق بذلك الكوخ الضخم فإذا بهِ يستشعر ما يمر خلالة من تواجده في  هذا المكان  ..قفز اولي ليصعد على بعض السلالم الخشبية واحدة بعد أخرى لقد أصدر الخشب صريراً منَخفض وقد بث ذلك بعض الرعب في ارنبنا الصغير  ..

هو يمتلك سمعاً قوياً كالعادة بإذنه الكبيرة والطويلة هو يسمع كل شيء..

شعر بوجود أحداً ما ليتراجع إلى الخلف ثم يَضُمَ إذنيهِ للأسفل.. أدار بجسدة بالكامل ليعود أدرجهُ ولكن صوتاً ما قد أستوقفهُ..

"مرحباً بكَ يا صغيري." 

من النادر أن يفهم حيوانٍ بري كلام البشر ولكن صغيرانا قد توقف لأن الصوت كان هادئ جداً  وناعمٍ في ذات الوقت قد بعث بعض الهدوء والسكينة  إلى مسمع أذنين الأرنب.. 

توقف لثوانٍ هو يعود ألى مكانهِ فإذا بهِ يلمحُ رجلاً يرتدي الأبيض بالكامل معطف طويل وبنطال عريض يرتدي قلادة زمردية اللون، يمتلكُ عينين حمراوتين كدماء المتناثرة بالكاد كان بؤبؤ عينيهِ واضحاً ، وشعراً قصيراً  أصفر قاتم...  كالشمس أذ ما بثت ضوئها بقوة...
"عجباً عجباً ما أنت أيها الكائن؟!." 
تردد صوتهُ بفضول

لينحني إلى مستوى الأرنب الذي لم يفر منهُ هارباً لسبب ما قد أستفهم إليهِ ليقترب الأرنب الى يديهِ الضخمة ليمسح رأسهُ بنعومة ومتعة وكانه أحس بالرضا بوجودهِ ... بين ذراعي هذا الكائن الغريب قد أحس الأرنب بإنهُ ليس بشري ولكن لسبب ما يداهُ الدافئتين قد ولدتَ في أعماقهِ  طمأنينة أكثر من الخوفِ ..

قهقه صاحب الصوت الهادئ ليمسك بهِ ويحملهُ بين ذراعيهِ لقد برزت تلك الملامح الصاخبة مع مزيج من الرهبة والأبتسامة الناعمة قد كان هذا الرجلُ أخاذاً و يبثُ السلام لأرواح التي تسكن..

مسحَ على فروة ليتحدث.. "أيها الأرنب أترغبُ بإن نكون أصدقاء؟!..  فلأطالما رغبتُ بصديق لكن لون عيني لم يحببهُ أحداً قط مقتني الجميع..  تابع بنبرة طوى عليها الحزن .. أتظنُ أني مخيف؟!.." 

رمش عدة مرات برموشهِ الكثيفة  ليتابع "أسف.. يا صغيري أنت لا تفهمّ كلامي..  أترغبُ بإن تكون معي؟!." 

ضحك بصخب هذهِ المرة لينزل من سلالم الكوخ.. "أنا أستمر بطرح الاسئلة وأنا اعلم جيداً أنكَ لن تجيبني." 

لقد كان الأرنب يراقبهُ بشرود من تحت ذراعيهِ ليحرك أحد أذنيهِ اللتان أقشعرت لهما بحب...

"ما رأيكَ أن تكون أنسان؟!." 








أولي ...الأرنب الصغيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن