سليمان عليه السلام (3)

7 1 0
                                    

#قصص_الأنبياء
#الحلقة_الواحدة_والأربعون
#قصة_سليمان_الجزء_الثالث
#قصة_الهدهد
اتكلمنا المرة إللي فاتت عن سليمان عليه السلام لما كان بيتفقّد الجيش بتاعه وملقاش طائر الهدهد موجود فتوعّد الهدهد إنه هيعذبه عذاب شديد لما يرجع👌
"وتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ"
☆حد ممكن يسأل:
هو كده سليمان عليه السلام مش قاسي شوية مع الحيوانات😕
سليمان عليه السلام نبي وفي نفس الوقت مَلِك، يعني بإيده الأمر والنهي حتى على الحيوانات وبيعمل إللي بيشوفه مناسب كقائد للشعب والجيوش،
والهدهد جندي من جنود سليمان في جيش الطيور، فإزاي الجندي يغيب عن قائده من غير استئذان🤷‍♂️
لكن سليمان عليه السلام كان عادل، فقال إن الهدهد لو جاب سبب مقنع خلاه يغيب عن الجيش هسامحه،
"لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ"
يعني سليمان عليه السلام مقالش إنه هيعذبه لغرض التعذيب ، لأ.. بمجرد إن يبقى في عذر مقبول، يبقى خلاص مفيش عقوبة👌
بعد فترة بسيطة إلّا وسواد نازل من السماء وداخل على سليمان وسط الجنود من الجن والإنس والطيور والكل مُترقب يا ترى هيحصل إيه للهدهد 🙊
فتكلم الهدهد وقال لسليمان عليه السلام:
أنا عرفت معلومات انت متعرفهاش وجايبلكم أخبار غريبة ومافيشهاش أي شك أو إشاعات،
مع إني هدهد صغير ضعيف، وإنت نبي وملك وعندك كل الجنود دي فأنا عندي معلومات خَفِيَت عنك👌
"فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ"
أنا كنت في مملكة سبأ، وهناك لقيت الحاكم إللي بيحكم المملكة امرأة مش رجل، وهي غنية جدا وعندها من أسباب القوة والمُلك، وكرسي العرش بتاعها عظيم جدا،
"إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ"

☆ طيب ياهدهد انت مالك يعني تحكمهم امرأة ولّا رجل هتفرق إيه🤨
الهدهد استنكر وجود امرأة في الحكم لأن ده مش مكان النساء،
ربنا خلق المرأة بطبيعة وتكوين مختلف عن الرجل عشان هي لها دور في الحياة مختلف عن دور الرجل،
المرأة رقيقة وعاطفية وحنونة ومشاعرها دي بتغلب عليها أكتر من عقلها،
عشان هو ده إللي هتحتاجه لما تيجي تقوم بدورها وهو تربية أبنائها ومراعاتهم ومراعاة تقلّباتهم في كل مراحل حياتهم وحُسن احتواءهم في المراحل دي كلها،
ودي حاجة معروفة من قديم الزمان ومسمعناش من أول آدم عليه السلام إن فيه امرأة حكمت بلد فيه رجال قبل ملكة سبأ،
وكذلك النبوة مبتكونش غير في الرجال، لإن كل دي مهام بتحتاج قوة في البدن وقوة تحمل للصعاب وتغليب للعقل على العواطف واجتماع بباقي الرجال وقيادة الجيوش وطلب الرزق في الحر والبر،
إلى آخر الأمور إللي ربنا خلق الرجل بطبيعته دي عشان يكون مُهيأ ليها أكتر من المرأة،
وحتى في شريعة الإسلام، المرأة لا يجوز إنها تتولى الرئاسة أو القضاء👌
فطبيعي إن الهدهد يستغرب من الموضوع🤷‍♂️
¤طيب وهو كده ميبقاش في ظلم لقدرات المرأة، وخصوصا إن في نساء تولّت الرئاسة ونجحوا🤔
فكروا معايا كده،
هل لمّا الضابط يقول للعسكري خليك واقف هنا، ده مكانك احرسه بحياتك عشان العدو ميدخلناش منه، ومحدش هيقدر يحمي المكان ده غيرك .... هل لما بيقول له كده بيكون ده في انتقاص من قدرات الجندي؟
ولّا كده الضابط بيوجه قدرات العسكري للمكان الصحيح والمناسب له عشان مصلحة الجندي نفسه و مصلحة الشعب في كده💁‍♂️
طيب ولو الجندي ده ساب مكانه وطمع في سلاح الطيران وهو غير مُؤهل لكده بسبب طول قامته مثلا بزيادة أو ضعف بنيانه أو أي سبب، مش هو كده بيعرض مصلحته ومصلحة الشعب للخطر والهلاك😕
وده بالضبط معنى حديث رسول الله ﷺ:
" لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً"
الإسلام لم ينتقص من قدرات المرأة ولكنه وجهها في المكان المناسب لها،
المرأة مش مكانها إنها تختلط بالرجال...
مش مكانها إنها تسافر من هنا لهنا عشان تعمل المعاهدات والاتفاقات...
مش مكانها إنها تقود الجيوش للجهاد... مش مكانها تمسك القضاء وتحكم على ده بالقتل وعلى ده بقطع اليد، بجانب حمل وولادة وتربية!
غير كده جسمها بيضعف مع تتابع الحمل والولادة، وتركيزها بيقل ومشاعرها بتغلب عليها ونتيجة لكل ده بتحتاج لشاهد تاني معاها في الخصومات وخلافه،
"وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ 《وَامْرَأَتَانِ》 مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ"
فإزاي هتحكم بين الناس🤷‍♂️
وخلال حكم رسول الله ﷺ وحكم الخلفاء الراشدين وخلال القرون الثلاثة الأولى خير القرون على الإطلاق مكانش في امرأة بتفكر بس كده مجرد تفكير إنها تطمع في حكم أو قيادة إدارة مدينة أو جيش مثلا؛
لأنها عارفة إن ده مش مكانها، وكون إن في نساء تولوا الرئاسة ونجحوا، فبغض النظر إن النساء دي معاها منظومة متكاملة بتساعدها على إدارة الحكم،
فنجاحها ده بيكون على حساب ترك الأولاد وتربيتهم وتوفير مُرَبِّية وخادمة للبيت وواحدة تطبخ الأكل وتقعد بالولاد،
فهمّ عشان يحققوا النجاح ده قلبوا سنة ربنا الكونية في فطرتهم واتمردوا عليها وشالوا مسؤوليات لا تخصهم وتخص غيرهم،
فحتى نجاحهم ده مش نجاح حقيقي، ده نجاح مزيف ووهمي، وكمان يعتبر حالات نادرة جدا على مر التاريخ المعاصر كله، ومينفعش إطلاقا القياس على النادر ولا على حالات وهمية بالشكل ده👌
ثم الفلاح في حديث رسول الله ﷺ  معناه النجاح في الدنيا والآخرة،
ممكن الإنسان ينجح في الدنيا لكن مش معنى كده إن ربنا
راضي عنه، وهيكون له النجاح في الآخرة برده👌
فالهدهد شاف عند مملكة سبأ فساد في إدارة الحكم.. وشاف فساد تاني أخطر منه 😳
قال الهدهد وهو متضايق وقلبه متقطع:
أنا لقيتهم بيسجدوا للشمس من دون الله😱
"وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ"

قصص الأنبياء | بقلم إيمان شلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن