كنت متوترة كثيرا لم يتبقى سوى دقائق عديدة لمغادرتي بلدي إلى بلد ثانٍ لا أعرف
عنه سوى اسمعه، بلد اجنبي يختلف عن بلدي ،
قطع شرود حبل افكاري صوت امرأة عال
يصدح في مكبرات صوت المطار
عن اقتراب موعد طائرتي
حملت حقيبتي ووثائقي بخطى ثقيلة وركبت طائرتي
لا يوجد شخص يودعني او شخص
يخاف علي
ليس لدي أحد!!!
ربطت حزام الأمان تلبية لرغبة المضيفة
وكان بجانبي رجل عريض الكتفين ذو
لحية خفيفة يبدو انه من الطبقة الثرية
لم أهتم كثيرا لامره
اقلعت الطائرة، شعرت بالذعر
ربما لأنها أول مرة لي اركب فيها طائرة
لم اشعر بنفسي الا بعد استقرار الطائرة
وسط السحاب
رفعت رأسي فاذا بي ارى نفسي في
أحضان ذلك الشاب اتمسك
في تلابيب قميصه بشدة
ونظراته المستغربة الممزوجة بالصدمة تحت
غلاف البرود استطعت التمييز بسهولة الحزن الدفين في تقاسيم وجهه
تمعنت النظر في عينيه للدقائق او ثواني
لا أعلم كم من الوقت لاني غرقت في بحر عينيه
افقت من تمعني وابتعدت عن أحضانه واعتذرت
"اه على غبائي"
اكثر شيئ غريب اختفاء خجلي في احضانه
وشعور غريب يراودني شعور بالحنين
تجاهه،شعور بالأمان والدفئ والراحة
فكرت كثيرا إلى أن نمت لان رحلتي طويلة
....
بعد مرور ساعات قليلة استيقظت بعد سماع صوت
المضيفة تعلن عن اقتراب موعد نزول الطائرة
نظرت بجانبي
خجلت عند رؤيتي نائمة على كتف ذاك الشاب
ويبدو عليه الاعياء
بالطبع وكيف لا
وانا نائمة على كتفه لساعات ولايقوى الحراك
رغم مقدرته ولكنه احترمني
اعتذرت للمره الثانية رغم معرفتي أن الاعتذار
لن يخفف ألم كتفه.....
....
نزلت من الطائرة
لاحظت اكتظاظ المطار بالاجانب والطلاب والسياح
في تلك اللحظة شعرت اني لست وحيدة
رغم عدم معرفتي بهؤلاء الناس
لكن يكفيني أن أبناء بلدي معي في نفس البلد
جررت حقيبتي وانهيت اجراءاتي
توجهت لجامعتي للتسجيل في سنتي الثانية
وحصلت على جدولي ومفاتيح غرفتي
....
القيت نظرة على غرفتي الصغيرة التي احسست كانها عرش لي او قصر مريح وحمدت ربي
توجهت إلى سريري وبالطبع خطفني سلطان النوم
احب النوم لأنه يبعدني عن واقعي إلى احلام
لا أعرف فيها حزنا
......
في اليوم التالي توجهت لمحضارتي متأخرة
دخلت المدرجة ولم أسلم من كلام
الدكتور الملقب بسليط اللسان
جلست في مقعد عشوائي وانهيت محاضرتي وجميع
المحاضرات التي تليها
....
بعد انتهاء يومي توجهت للبحث عن عمل
يأمن مصاريفي
عند عبوري الطريق اصطدمت بي سيارة
واغمي علي
أم احس بشيئ الا ظلام دامس واصوات ناس وكلام
لم افهمه
...
فتحت عيناي على ضوء شديد نحوي
في غرفة بيضاء واجهزة طبية حولي
وفتاة تنظر لي نظرة يبدو فيها الخوف
مع ابتسامة تائهة
وقالت : thank god for your safety
(حمدا لله على سلامتك)
اومأت لها بابتسامة بسيطة بسبب الم قدمي
وشكرتها
فردت: I was driving down the street talking on the phone and I didn't notice you, I'm so so sorry,I can compensate you by asking for any amount you want
(لقد كنت اقود في الشارع وانا اتحدث في الهاتف ولم الاحظك انا اسفة جدا، لكن يمكنني تعويضك عن طريق دفع اي مبلغ تريدينه)رفضت عرضها واكتفيت بقولي اني خرجت سالمة احسن من المال
سالتني الفتاة عن اسمي وعمري ومعلوماتي
سعدت بمعرفتي انها من نفس بلدي "مصر"
وتدرس نفس اختصاصي
ولكن الغريب في الأمر كون وجود شبه كبير بيننا من حيث الشكل والتفكير ووجود نقاط مشتركه كثيرة بيننامرت الايام وتقربت من الفتاة وأصبحنا صديقتين
جاء يوم دعتني فيه إلى بيتها كنت اعتقد انها من اسرة بسيطة يكسوها الحب والحنان في بيت صغير
ولكن!!!!

أنت تقرأ
قدري المحتوم (مستمرة)
Romansaالرواية دي اول رواية ليا "انا لست ضعيفة، انا لست وحيدة ،لدي نفسي وهذا يكفيني، رغم قساوة الحياة والمجتمع لا اكترث ،أومن انه يوجد يوم فرج"