الفصل السادس

131 15 17
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم

أستغفر الله

•••

📖قراءة ممتعة📖



•••


أكره هذه الرائحة.

رائحة هذه الغرفة الناصعة.

رفعت نظري أبحلق في الحائط الأبيض

حيث تعلق مجموعة من صور أعضاء الجسم البشري، و على المكتب حيث تضع جمجمة مخيفة.

أجلس .... في انتظار الطبيبة.

فجأة فُتِح باب الغرفة

و دخلت كالشبح من كثرة بياض ردائها.

مرت من أمامي بابتسامتها المصطنعة

ثم جلست أمامي على كرسيها الضخم.

" إذا يا رغدة ؟ "

انتظرتها لتكمل.

" متى ستلتزمين بتناول أدويتكِ بشكل منتظم ؟

سمعتُ أن هلوساتكِ أصبحت كثيرة هذه الأيام."

" أنا لا أهلوس "

ناظرتني للحظات بصمت.

شفقة في عيناها نحوي.

" رغدة، أنتِ لستِ بخير.

عيناكِ تعانيان بشدة من الضمور البقعي.

و أنتِ لا تساعدينهما بتناول أدويتكِ بانتظام"

رأيتُه يقف خلفها بصمت.

يراقب يدها التي تتحرك تحت المكتب .

كلانا يعلم أنها إبرة مخدرة.

أو بالأحرى، ثلاثتنا.

رفع نظره للسقف، و استمر في النظر لمدة طويلة.

تملكني الفضول، ما الذي جذب انتباهه؟

رفعت بصري كذلك،

فكانت هناك.

المروحة.

أنزلت نظري نحوه.

رفع سبابته و وضعها على فمه.

نعم، أنا صامتة .

بدأت المروحة في التحرك و هي مشغلة.

لم أستطع ابعاد نظري عنه و هو يضع اصبعه على شفتاه .

شفتاه اللتان أتوق لتذوقهما.

كم اشتقتُ له.

" أنا هنا يا رغدة.
ر

كزي معي "


صوتها مزعج.

لم أنظر قط نحوها.

ابتسم لي بدفئ للمرة الأولى.

سمعت صوت كرسيها، ربما ستنهض.

لكنها أطلقت صرخة عالية فجأة.

اغلقت عيناي حين تلطخ وجهي.

ثم الصمت.

فتحت عيناي

و وجدته أمامي مباشرة.

أنفاسي ضربت على وجهه.

و عيناه الحالكتان تحدقان بي.

اقترب مني أكثر

أغلقت عيناي.

و شعرت بلسانه على بشرتي الباردة .

ينظفها و يلعق كلما تسبب به من فوضى عليها بسبب فعلته الشنيعة.

أنفاسي توقفت.

فجأة سمعت الباب يفتح بعنف.

فتحت عيناي.

صرخات الممرضات ملأت المكان.

نظرت للجدران.

كانت حمراء هذه المرة.

وجدتُ نفسي أقف أمام جسمها المرمي على الأرض.

أحمل تلك الجمجمة الثقيلة في يدي .

و كانت تقطر دماءً.


نظرت للسقف،

المروحة تعمل هذه المرة كذلك

إذا

أنت لست سوى أنا



إنتهت القصة 💜

ستنزل عدة قصص قصيرة بنفس جودة القصة التي قرأتموها الآن.
إن أردتم الإطلاع عليهم و تصلكم التحديثات فيمكنكم متابعتي 😊.

أخبروني بما فهمتموه في النهاية 🙂

"عاصف"

"رغدة"


أحيانا حتى الوجد يتخطى قواعد السماوات و الأرضو يجتاز العوالم.
فتشهد المخلوقات جمعاء، هاهم القلبين إلتأما و صارا واحدا.

ملاكٌ و شيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن