مُقـدِّمة

752 38 38
                                    

-|صِراع الحُب

لطالمَا كان الحُب شيء لا يفهمُه الجميع
شيء غامِض و حُلو بِنفس الآن ، يستطيع جعلك تُعاني و تغرُق في الظُلمات أو ينتشِلك منها و يُعيد لك برِيقك

لرُبما يجعلُك الحُب تود الإختفاء فقط مثل غُروب الشمس أو الإشراق في سماء الصباح ، لن تعلم ما الذِي سيفعلُه بك إلا بعد تجرِبته و الغوص بِه

يستطيع الجميع تجرِيته لكِن لا ينجح أحياناً مع الجميع ، لرُبما للبعض حتّى لو جربُوا الحُب تِسع و تسعُون مرة ولم ينجح فرُبما ينجح بالمُحاولة المائة و باليد الأُخرى يُمكن أن ينجح من المرة الأولى ، لكُل شخص و خصائصُه و مُميزاتهُ

حتّى لو شعرت أنك لن تستطيع العيش بدُون حُبك الأول الذِي خذلك ، حتماً ستتجاوزهُ لتُقابل الشخص المُقدر لك ، و حتّى لو قررت صفع أبواب قلبِك بوجهه فلاَ مفر من الوُقوع في حبه

***

"و الآن ما سببُ هذه الرائحة بِحق الله !"

عبست ملامِح بُنية الشعر و جمِيلة الملامِح بِقليل من الإنزِعاج ، يبدُو الأمر هكذا كُل صباح بالفعل ، لابُد من إستيقاظِها بِوقت مُتأخر عن العادِي و مُحاولة الإسراع بإعداد الفطُور مِما يجعلها تتأخر أكثر و أكثر

لابُد من رائحة القهوة العربِية بالمنزِل ، كانت مِن الأشياء الرُوتينية بالنسبة لها ، و بالطبع بِسبب غفلها عن التُوست فكاد أن يحترِق مُجدداً و ستُغادر المنزِل بِحالة من الغضب ، ثُمّ تفطر بالخارج

بعد تناول الفطُور بِحالتها المِزاجية الجيدة رُغم كُل شيء ، بالإستماع إلى المُوسيقى المُفضلة لها ، إنتقلت ناحِية الغُرفة الصغيرة التِي تقع داخِل غُرفة نومِها ، تنهدت بِحنق من المنظر أمامها

" يجب أن أتسوق في أقرب وقت!"

مررت يدها على شعرها المبلل و الذِي لم تُجففهُ حتى الآن و هذا ما يتسببُ دائما بِإصابتها بالحُمى و الزُكام لأيام مُتتالِية ، رُغم كون الخِزانة ممتلئة بالملابس المُتنوعة بالفعل ومع ذلك لا تجد أي شيء بعد الآن لإرتدائه ، مُتناقِضة أليس كذلك ؟

لم يكُن أمامها إلا إرتِداء أحد فساتِينها الصيفِية التِي تجِدها مُريحة للحركة بِها ، بِلون أحمر يمِيلُ لِلون الدم مع حذاء كعب أبيض ، أقراط ذهبية مع سوار ذهبي أيضا وحقيبة بيضاء صغيرة

بعد تجفِيف شعرها الكستنائي و تركِه مُنسدِلاً بِراحة ، بعد إكمال جميع ما تحتاجُ فعلهُ حملت مفاتِيح السيارة ثُم غاردت المنزل بِمزاج جيد للغاية ، ضاحِبة مزاج مُتقلب للغاية


إنه فصل الصيف, شمس دافئة وصوت زقزقة العصافير مع السماء الزرقاء الصافِية و رِياح البحر الذِي تُداعب شعرها و وِجنتيها


لم تمُر فترة طوِيلة قبل أن تركُن السيارة بالشارِع المُقابل للمقهَى المُتجهة إليه ، و مع أن الشارِع كان فارِغ نوعاً ما بِسبب أنها الساعة التاسِعة و بدَى كما لو أن الجميع إتجهُو لِأعمالهم بالفِعل

إستطاعت تميِيز أحد الأصوات التِي تطلُب الإغاثة ، فكرت فقط بالمضي في طرِيقها ، لكِن لِضميرها و إحساسها بالعدالة رأي آخر ، لم تستطع فقط ترك صاحِبة الصوت بِلا مُساعدة

" إذا لم تتوقفِي عن الصُراخ لن ينحصِر الأمر بِأخد حقِيبتك فقط ، لِذلك بِلا مُماطلة إعطها لي و إمضي في طرِيقك "

رُغم صوتِ الرجُل المُرتفع إلا أن الفتاة لاتزال تُكافِح معه و لم ترغب في منحِه مُتعلقاتها الشخصِية التي تحوِي أشياءها الثمينة !

لم تجِد جُوري أمامها شيء لِفعله ، غير إخراج إحدى الإبر التِي تحتوِي على منوِم ، إقتربت من الرجُل من الخلف بهُدوء شديد بِحيثُ لم يشعُر بتواجُدها خلفه ، و بِحركة بسِيطة كانت قد أصبحت أمامه و إمساكِها لِيده كانت قد رفعتهُ على ضهرِها بِحركة رِياضِية و طرحتهُ أرضاً

واضِعة رُكبتها على عُنقه بِنية خنفه ، و حتّى مع مُراوغاته له و إصابتها بِبعض الكدمات و الجُروح ، أدخلت الإبرة بِالشريان بالفعل مِما جعل حركته تتباطئ بعد ثوانٍ فقط

إستدارت ناحِية الفتاة التِي سقطت أرضاً من الفزع و بدَى كما لو أن قدميها غير قادِرتين على حملِها بعد الآن ، و بإنهمار دمُوعها بِفزع إقتربت منها جُوري بعد التأكد من فُقدانه للوعي ثُمّ واسَت الفتاة القابعة أمامها

"لا بأس ! كل شيء على ما يُرام, إهدئي!"

إكتفت الفتاة بالصمت فقط بعد حدِيث جوري ودموعها المُنهمرة بِخوف ، و ما كان أمام جُوري إلا حضنِ السيدة أمامها لِتمنحها القليل من الطمأنينة

"ما إسمُكِ يا آنسة ؟"

بعد توقُفها عن البُكاء ، رفعت أعيُنها تنظُر لمُنقدتها و تُحاول ترتيب الكلِمات التي ستُغادر فمها ، و تُحاول التوقُف عن الإرتعاش

" يُوري ! بارك يُوري "

                  

             ..                
                           
هذه أول مُحاولة لِكتابة رِواية قصِيرة هكذا ، لِذلك رُبما هُناك بعض الأخطاء و مع ذلك إِمنحُوها بعض من الحُب 💕


دُمتم سالمين

صِراعُ الحُـب | من أنـت ؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن