الجُزء الأول | يُوري

373 27 40
                                    

عطرك يُعانقني لكن متى كانت للعُطور صدُور و أذرِعة ؟

..

" أنتِ بخير الآن؟"

سألت جوري بلطف يوري القابعة أمامها بعد مُغادرة الشُرطة و أخدِهم بأقوالهم و إعتقال الرجُل السيء ، وضعت كأس العصير أمام يُوري ، تنظُر ناحية المقهّى الذي بدأ في الإمتلاء بالفعل و ركض العاملِين معها في جميع الأنحاء لأخد الطلبات

"نعم ، شكراً لك على مُساعدتي و المشروب أيضاً ، لا أدرِي ما كُنت سأفعلُه لولاك ، تحمل حقِيبتي أحد أعز الأشياء إلى قلبِي لم أستطيع تركها له و التفريط بِها هكذا "

إبتسمت جُوري بِراحة من أن الجالِسة أمامها بِخير ، حدقت بِها كيف ثبتت  نظرها على الرُكن الحامِل لأنواع مُختلفة الزُهور داخِل المقهَى ثُمّ الجِهة الأُخرى التِي تحتوِي على العدِيد من رُوف الكتُب و الروايات و أسطُوانات المُوسيقى و المُلصقات المُنتشرة بالمكان خاصةً الأنمي المُفضل لها ، بعد إنتهاء كلامها و شُكرها لها و شرح الموقف

"لا عليك ، ما فعلتِيه بعدم تفريطك بِها كان جيد لكِن لا تُخاطري بِحياتك مُجدداً ، الأمر خطير للغاية  "

بعد حديثها توجهت ناحِية رُكن الزُهور الذي حدقت بِه يُوري بِأعيُن مُنجذبة ، لم تجد نفسها إلا تنحنِي حامِلةً أحد الوُرود الحمراء الجمِيلة ثُمّ عاودت الجُلوس بِمكانها ، واضِعةً الزهرة أمام وجهِها الفُضولي

"يبدُو لي كما لو أنكِ أحببتِها ، لِذا هذه هدِية ترحيب بك بِمقهاي ! "

و ما كان أمام يُوري إلا القهقهة بِسعادة مُتناسية ما مرت بِه قبل قليل من قلق و خوف ، و الفضل يعُود لجُوري !

" شكرا لك أختي ! "

مسحت جوري أنفها برفق للتأكد من أنها لم تُصب بنزيف أنف من كمية اللطافة أمامها ، سُرعان ما إستقامت يُوري تنظُر خارِج زُجاج المقهى

فُتح باب السيارة الأمامي ترّجل منه رجل أقل ما يُقال عنه رائع ، بِدلة سوداء أنيقة إكتست جسده مع قميص أبيض  ، ربطة عنق سوداء ،حذاء أسود جلدي و ساعة سوداء توسطت رسغه مع شعره ذو اللون الكستنائي رُفع للأعلى

أصوات جرس الباب الهادئة ترددت بهدوء بعد أن فتح الأخ الباب بسرعة وركضِه نحو أخته ، كان عِناقهم أمامها بِغُرفة مكتبها الداخِلي بعد توجُههم إليه شيء عاطِفي للغاية

"إن قلت لك شكراً فلن أوفيك حقك ،  آنستي ، أنا مدين لك بحياتِي ! "

أحنى جسده بإحترام كطريقة لشُكرها ، ثُمّ إبتسم بِراحة حِين لمحِه لِملامِح وجهِها ؤ لرُبما توقف أمامهُ الزمن قليلاً ، زمِيلته من المرحلة الثانوية ، لكن يبدُو أنها لم تتذكرهُ لِذلك إختار الصمت فقط

"لا بأس ، سعيدة بُأنني إستطعتُ تقديم المُساعدة سيد بارك ، مر وقتٌ طويل أليس كذلك ؟"

بِسماعه لِبقية كلامِها ، إبتسم بِقليل من الراحة حِينما تذكرتهُ ، فلم تكُن قد مرت إلا  سِتة أو سبع سنوات مُنذ دراستهم سوياً بالثانوية

"مر وقتٌ طويل بالفعل  ! أصبحتُ الآن طبيب أسنان تشرفت بِلقائك مُجدداً !"

مد يده الكبيرة راغباً في مصافحتها و التِي سُرعان ما بادلتهُ بِراحة ، تنظُر ناحية يُوري التِي بدأت إستيعاب الأمر و علِمت من مُحادثتهم أنهم زُملاء من الدراسة

"و أنا مالكة لِهذا المقهى تشرفت بلِقائك أيضاً ! "

بعد حديثهم ذلك ، وقفت يُوري أمام جُوري واضِعةً أمامها هاتِفها المحمُول ، و بإستغلال ملامحها اللطيفة طلبت تسجيل رقم جُوري التي لم ترفُض طلبها و منحتها إياه بالفعل

..

إذاً كيف هُو فصل اليوم  ؟

دمتم سالمين !

صِراعُ الحُـب | من أنـت ؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن