الفصل التاسع

1.4K 91 79
                                    

دازاي : " لمَ اتذكر ما حدث في مثل هذا الوقت بالذات .... هل هذا ما عناه الاخرين بقولهم ان الانسان يرى حياته تمر امام ناظريه عندما يأتيه الموت؟ "

فلاش باك ........

دازاي اوسامو طفل في العاشرة ... في مثل هذا العمر على الاطفال ان يملأ قلوبهم دفء العائلة و يحيط بهم الامن و الامان. يلعبون مع من هم بمثل عمرهم و يستمتعون بطفولتهم التي يذوقون فيها مختلف المشاعر المتراوحة بين السرور و الفرحة و بين الحزن و الغضب
لكن القدر لم يرد لدازاي ان يحظى بطفولة كهذه
نوع الطفولة التي اراد منه القدر ان يحظى بها هي ما يسميه الاخرون بالجحيم. جحيم لا مفر له منه ... جحيم يجعله يتمنى كل ليلة لو ان نبض قلبه يتوقف قبل ان يحل صباح اليوم التالي ... هذا الجحيم الذي جعله يوقن انه لم يعد انسانا من كثرة الالم و المعاناة التي تضرعها على كأس اليأس

بدأ الامر كله في منزله ......

اخترقت اشعة الشمس الذهبية زجاج نافذة غرفة يملأها صوت قطع الشطرنج المتراقصة على لوح اللعب
الغرفة ليست كبيرة و لا هي صغيرة ... ليست مملوءة بالاثاث و لا هي فارغة
تطل على حديقة مشبعة بالنبات الأخضر

" انت تخسر يا ابي "

قالها الولد صاحب العينين البنيتين اللتان تتناسبان مع لون خصلات شعره. مع بشرة ناعمة ليست ملفوفة بالضمادات

" أنا ارى ذلك ... كيف تفعل هذا اوسامو؟ "

حك الرجل اليافع شعره محاولا ان يجد حلا للفوز امام ولده البالغ من العمر عشر سنوات فقط
نظر دازاي اليه بعينين مملوءتين بالرغبة للعيش رافعا رأسه بفخر
وبينما كانا على هذه الحال حتى سُمع صوت امرأة ناعم
و بابتسامة مشرقة قاطعت لعبتهما

" توقفا انتما الاثنان عن اللعب لقد اعددت الطعام "

كانت الامرأة شابة جميلة تنظر الى عائلتها بكل حب و مستعدة لتقديم حياتها من اجلهم

" اوسامو لنوقف اللعب ... حان وقت الأكل "

" هه انت فقط خائف من الخسارة الست كذلك؟ لا تقلق سأتساهل معك المرة القادمة "

فجأة دق جرس الباب و اتجهت ام دازاي لفتحه بابتسامتها التي لا تفارق وجهها ... جاهلة عن المصير التي ينتظرها خلف الباب

" ايها الشقي انا لست خائفا من الخسارة بل لقد سمحت لك بالفوز ... من المستحيل أن أخسر فأنا الأكبر "

" اجل اجل صدقتك ... "

قاطع كلامهما صوت ارتطام قوي على الارض.
كانت الثانيتين اللتين سبقت اللحظات القادمة آخر ثانيتين في حياة دازاي الهادئة بين عائلته ... بعد هذه الثانيتين لم يبتسم دازاي ابتسامة نابعة من قلبه مرة أخرى
لقد كان صوت ارتطام جثة امه على الارض ... بعينين مفتوحتين على مصرعيهما و دماء تملأ صدرها.
لقد بدت كالأبدية ... تلك اللحظة التي نظرت فيها الأعين الحية الى العيون الميتة
وقف ظل شبح الموت ليفصل بينهم ... يقوم بحفر فجوة داخل روح دازاي في كل ثانية تمر ... لقد بدا الأمر كاللعنة التي ستصاحبه الى آخر نفس في حياته

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 08, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

متهم بريءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن