لربّما عاد الزمان؟ ولربّما بقيَ الزمان؟ ༆

213 25 23
                                    


لستُ هنا لأتكلم عن السلبية ومخاطرها.
لستُ هنا لأَبُثّ الأمل فيمن يبحث عنه.
فأنا لست بتلك الطيبة، من يبحثون عن الأمل هم الأتعس؛ فما إن يحدُثُ شيءٌ يُخالِف آمالهم فستجدهم يغرقون في اليأس حتى النخاع، هذا ما يسمى بالأمل الغبيّ الذي اكثركُم واقعٌ في شِرَاكِه وتَحسَبون أنكم على الطريق الصحيح.

لستُ هنا لشيء.. أنا هنا بلا هدف.

ربما أكتب مواساةً لذاتي المُستقبلية.
ربما أكتب كلامًا يصِفُ حالةَ شخصٍ مشابهٍ لي.
ربما أكتب هذا الكلام لأحدٍ يحتاجه ويَقعُ عليه صُدفةً فيُصبح أكثر تعقُّلًا وحِكمَة بدل أن يُصبِح آملًا بغباء.

لا أعلم فقط.


كيف حالكِ يامن تقرأين؟ كيف عالمكِ؟

هل حققتِ حُلمكِ بالعمل كطبيبة نفسية؟ أمِ انقلبت الأدوار و أصبحتِ انتِ المريضة النفسية؟
هل حققتِ اكتفائكِ الذاتيّ؟
هل أصبح لديكِ مالٌ مُستقلّ؟ منزل مستقلّ؟
هل صححتِ نظرة المجتمع لكِ أم لا زلتِ تتجاهلين نظرتهم؟
هل لا زلتِ تسبحين في خيالك الخَصب؟
هل فقدتِ اعزاءً؟ هل كسبتِ آخرين؟
هل لا زال الزمن كما هو أم تغيّر كما تغيّرت الأزمان؟
هل اصدقائكِ عبر مواقع التواصل لا زالوا معكِ؟
أم ذهبوا وتشتتوا كما لو أنهم رمادٌ شتّتَهُ النسيم؟
هل لا زلتِ مهتمة بعلوم الفلك؟ هل لا زلتِ مهتمة بالتاريخ والموشّحات الأندلسية؟
هل عقلكِ واصل التحمُّل ولم ينفجر إثر نوبة مرض فكريّ داهمت المجتمع؟

هل استُرِدّت فلسطين؟ هل حلّ السلام في سوريا والعراق؟ هل تحرر مسلمو الأويغور؟ هل عادت الدول الإسلامية للاتحاد؟ هل انتهت الحروب؟

هل عاد مجدُ الاسلام؟ هل عاد مجدُ الأندلسِ وحضاراتها؟
هل عاد علمائنَا الأكابر ليستحلّوا ساحات العلم؟
هل عادت مكاتب الاسكندرية؟ هل عادت مكاتب بغداد؟ هل عاد التتار ليثيروا الفساد؟
هل أعاد التاريخ نفسه؟

هل استضفنا الفضائيين؟ هل اكتشفنا حقيقة الاساطير؟ هل ظهرت اسطورة اطلانطس؟ هل اكتُشفَت أسرار المقابر الفرعونية؟

هل الأطفال بكل البقاع يعيشون بهناء؟
هل انتهى الفقر؟ هل انتهى التشرُّد؟ هل انقرضت المُخدّرات؟ هل اكتشِفَ علاجٌ للسرطان؟
هل حلّ السلام في العالم؟

دعينا من كل هذا

هل أنتِ بخير؟

مهما يكُن ما اصابكِ..
تعلمين أنه قضاءٌ وقدَر..
تعلمين أننا وُجدِنا في هذه الحياة "الدُنيَا" لنشقى ونتعب.. مِن اسمها تستطيعين التخمين..
دُنيا مشتقة من الدناءة، كما يُقال "في الطبقة الدُنيا" أي "السُفلى" فكيف تسمحين لنفسكِ بالشقاء من هكذا دُنيا؟
ألم تكُن معكِ جملتكِ القريبة لقلبك؟ ، تلك الجملة من تشفي غليلك وتُخمد نيران غضبك وقهرك.
ألم تكن «هذه دُنيا فانية، فَلِم أُجهد نفسي؟»

صحيح.. هذه دُنيا فانية، فَلِم تُحرَقِين على دُنيا قال خير البشرية عنها أنها لا تسوى حتى جناح بعوضة؟!

أتعرفين جناح البعوضة؟ هل تعرفينه أم تنتظرين مني أن أُريه لكِ؟

أتعرفين ضآلة حجمه؟ أتعرفين خِفّة وزنه؟ أتعرفين لمن ينتمي؟ ينتمي لبعوضة..

تلك الدُنيا التي غضبتِ وحقدتِ وحزنتِ بسببها..
ماهي سوى نَكِرة لا تسوى حتى جناح تلك الحشرة

الدُنيا ليست شيئًا سِوى شجرةٍ تبقين تحتها قليلًا ثم تعاودين شدّ الرحال إلى الآخرة..

فإما يكُن ما جنيتِه من الشجرة صالحًا فالجنة تنتظرك برحمةٍ من خالقك!

وإما يكُن عكسُ ذلك فلا نقول سوى أن تسارعي لأخذ الصالح قبل فوات الأوان.

لا أحد منا يعلم متى سيموت، لا أحد
ربما تموتين اليوم وأنتِ لم تُصَلِّ؟
ربما تموتين هذه اللحظة؟
ربما يمتد عمُرك لمئة عام؟
جميعنا سنموت بأيّ حال.. ماذا؟ لِمَ انتِ منصدمة؟ هل ظننتِ أنكِ ستبقين خالدة؟

الروح بيدِ الله.. ما فقدتِ من عزيز سوى لأنه سبقكِ بشدِّ الرحال ليخرج من ظل تلك الشجرة.

وإن كنتم من أهل الصلاح ستحين اللُّقيا مرةً أخرى

فلِمَ الحُزن؟ لِمَ الكَدر؟

كُن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل
رواهُ البُخاري

ما عليكِ سوى أخذ القليل من هذه الدُنيا، ثم العملُ بجدّ لأجل المُستقرّ الأخير..فاختاري أي مستقرٍ تُفضلين بدل الدموع والأحزان والآلام.

هذا الجزء لذاتي المستقبلية
هذا الجزء لمن يجدُه صدفةً،
فيداوي عقله قبل جُرحِه.

"هذا الجزء لمن يحتاجه"

فوضى. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن