الفصل الثاني

1.2K 45 0
                                    

الفصل الثانى

"فى الحرم الجامعى"

تمتمت محدثة نفسها بصوت خافت:
ـــ يارب الدكتور مايزعقش.. أيوة ؛ هى ماما قالتلى أقول ايه؟ دعاء ايه؟!! نسيت!! لا ياحسناء إفتكرى ,, آآآآه صح اللهم إكفنيهم بما شئت وكيفما شئت..

دخلت السيكشن مسرعة ولكنها لاحظت عدم وجود الدكتور أنه لن يحضر بعد!!
نظرت إلى زميلتها وأبتسمت قائلة:
ـــ لو سمحتى ,, هو الدكتور إتأخر ليه؟!
زميلتها بإبتسامة:
ـــ نادوا فى الميكرفون إن الدكتور هَيتأخر شوية..
ـــ بجد؟! طيب الحمد لله ..
بصوت خافت:
ـــ ربنا يخليكى يابركة ياأمى ده أنا هاحفظ الدعاء ده وأقوله على طول..
قطع حبل أفكارها شاب قد اقترب منها قائلا:
ـــ فى حد قاعد هنا يا آنسة؟!
عقدت حاجبيها ثم قالت بحنق:
ـــ يعنى هو مفيش مكان فى السيكشن غير هنا ما الأماكن فاضية أهوه!!!
تضرج وجه الشاب وقال:
ـــ آسف ؛ بس أنا بحب أقعد فى المكان ده كل محاضرة!!
حسناء:
ـــ أول مره أعرف أن الأماكن بالحجز على أساس إنه أُتوبيس حضرتك!!
التفت الشاب للخلف وهو يقول بضيقة:
ـــ آسف لحضرتِك !!
ثم ذهب وجلس فى مكان أخر ولكن بحرج شديد!!
زفرت ملل:
ـــ هو ايه ده ؟! ما كان من الأول !!!
وصلت صديقتها مها فأبتسمت وقالت:
ـــ صباح الخير ياسمسمتى..
حسناء بإبتسامة:
ـــ إنتى إتأخرتى كده ليه يابنتى؟!  أنا قلت انك مش جاية!!
مها بضيقة:
ـــ معلش يابنتى الموصلات زحمة . ده أنا جاية وخايفة الدكتور يكون وصل!!
هزت رأسها بالنفى:
ـــ لاء قالوا انه هيتأخر شويه.. تلاقي عربيته انفجرت ولا حاجة وجاى ماشى على رجله ..!
ضحكت قائلة:
ـــ حرام عليكى , ده انتى مشكلة !!!

بعد قليل من الوقت وصل الدكتور ، 

________________

" بعد انتهاء المحاضرة على خير، ذهبتا الاثنتين إلى كافترية الجامعة "

رأت الشاب يجلس بجانبهما ، زفرت بضيقة ثم نظرت لمها وقالت :
ـــ إيه ده هو الشاب ده ورايا ورايا؟!!
نظر الشاب لـ حسناء بحنق ولف وجه للناحية الأخرى؛
قالت مها معاتبة:
ـــ ده شاب كويس ومحترم يابنتى ,, ليه بتقولى كده ؟!
قالت بدهشة:
ـــ إزاى ؟!  ده جِه وقالى فى السيكشن ؛ إنه عايز يقعد جنبي!!!
هزت رأسها نافية :
ـــ لاء ياسمسمة.. الكل عارف أن الشاب ده نظره ضعيف وكل محاضرة بيحب يقعد فى الاول عشان يشوف كويس!!
قالت بتأنيب ضمير:
ـــ يانهار أبيض وأنا كنت قليلة الذوق معاه أوى!!!!
مها بتكشيرة:
ـــ ماينفعش كدة ياحسناء؛ لازم تعاملى الناس بحسن خلق أنا لسه كنت بقرأ حديث إمبارح جميل أوى ..
قالت بإهتمام:
- بيقول ايه الحديث ده ؟!
مها:
قال رسول الله صل الله عليه وسلم ؛ إتق الله حيثما كنت وإتبع السيئة الحسنة تمحُها وخالق الناس بخلق حسن..
عقدت حاجبيها:
ـــ صدق رسول الله صل الله عليه وسلم , إعمليلى فيها مُصلحة إجتماعية بأه , بس بجد أنا يامها بتعامل كويس مع الناس هو موقف وحصل بأه هعمل إيه يعنى؟!!
مها بجدية:
ـــ لا مش مُصلحة ولا حاجة ؛ أنا عشان بحبك بنصحك , وعلى العموم خلاص حصل خير وأهو انتى عِرفتى أهو عشان المحاضرات الجاية تبقي واخدة بالك!!
ردت بضحكه شريرة:
ـــ انصحى نفسك ياختى , وبعدين هو أنا لسه هستنى المحاضرات الجاية؟!!  أنا هاقوم أعتذرله!!
نهضت ، مُتجه نحو الشاب:
ـــ لو سمحت !
نظر لها الشاب بإستغراب قائلا ً:
_ نعم فى حاجة ياآنسة !
حسناء بخجل:
ــ أنا آسفة جدًا؛ ماكنتش أعرف إن نظرك ضعيف و . . .
أمتقع وجه الشاب !!
استكملت كلامها بإرتباك:
ـــ مش قصدى والله .. على العموم أنا مُتأسفة لحضرتك جدًا !!!
ذهبت مسرعة وأخذت حقيبتها وقالت لـ مها:
ـــ يلا بينا نمشى!!!
مها بدهشة:
ـــ إيه يابنتى مالك؟! هو إيه اللى حصل؟!!
ردت بضيقه:
ـــ جيت أكحَّلها عامتها
استوقفتها مها ثم قالت بجدية:
ـــ أستنى بس ماشيه بسرعة كدة ليه ؟ فهمينى فى إيه ؟
وقفت وزفرت بضيقه:
ـــ قلتله مكنتش أعرف؛ إن نظرك ضعيف!!!
أنفجرت بالضحك:
ـــ يامجنونة!!!
كتمت غيظها قليلاً ، ثم أنفجرت ضاحكة هى الأخرى:
  ـــ بس بأه يا مها ؛ بجد أتكسفت جدًا
قالت بجدية:
ـــ أنا لو من الشاب ده ؛ كنت مسكت الزُهرية اللى قدامه وحدفتك بيها!!!
حسناء بتكشيرة:
ـــ ياسلام ياختى على العموم حصل خير .. هاعمل إيه يعنى ماأنا مابعرفش أتعامل مع شباب خالص ؛ بحَدف طوب لو كلمت حد!!!
مها بإبتسامة:
ـــ خلاص معلش حبيبتى؛ أديكى إتعلمتى درس إنك دايمًا نيتك تبقى حسنة وتقدرى ظروف الناس!!!
ضغطت على أسنانها بغيظ:
ـــ هانرجع لكلام المصلحة الأجتماعية أهوه!!!
مها بضحكة:
ـــ خلاص ياستى , يلا بأه ؛ نروح اتأخرنا!!!
حسناء:
ـــ ماشى؛ أشوفك يوم الاحد بأذن الله.. هاتوحشينى ياميهو!!
مها بإبتسامة:
ـــ  وإنتى كمان ياسمسمتى.. مع السلامة!!

____________________

" بداخل غرفة على وزياد "

قال وهو مغمض العينين:
ـــ عارف نفسى فى إيه ياعليوة؟!
التفت له بإهتمام قائلا:
ـــ أكيد بسبوسة.. عارفك طِفِس!!!
أبتسم بغيط:
ـــ لا بجد نفسى أسافر , وأشتغل , ويبقى معايا فلوس كتير أوى!!
اعتدل فى جلسته ثم قال:
ـــ اللهم أرزقنا الحلال ؛ رزقًا طيبًا مباركًا فيه ,, يازيزو قول الحمد لله ؛ إحنا أحسن من غيرنا كتير!!
زياد بجديه:
ـــ الحمد لله , أنت فهمتنى غلط ياعم.. اسمعنى بس للآخِر!!
هز رأسه قائلا:
ـــ اتفضل ؛ إرغى وصدَّعنى!!
تنهد بقوة قائلا ً:
ـــ نِفسى أشترى بيت كبير؛ كل واحد فينا يبقى له شقة ؛ أنا وأنتَ وماما وحسناء تبقى عايشة معانا ؛ نِفسى مانبعدش عن بعض ابدًا.. حتى لما حسناء تتجوز ؛ تبقى معانا فى نفس البيت وماتبعدش وتِبقى وسطنا !!
على بإبتسامة:
ـــ ربنا ينولك اللى فى بالك ،، كفاية أنك مافكرتش فى نفسك ،، أفتكرتنا معاك ؛ تشكر ياعم!!
زياد بحنين:
ـــ ده أنا أنسى نفسى وأفتكرك ياعلى ،، كفاية إنى بقيت مهندس بسببك ,, جميلك ده فوق راسى!!
قال بعتاب:
ـــ جِميل إيه بس يـا زياد؟! إنتَ أخويا ومفيش بينا جمايل بطل هَبل بأه وتخاريف..
زياد بجديه:
ـــ إستنىَ ياعم إنتَ , لسه هكملك؛ أنا نفسى فى إيه كمان !!
اطاح بالوسادة؛ فى وجه زياد:
ـــ لا كدة كتير أوى ,, إمشى يلا من هنا!!
ضحك زياد وأمسك بالوسادة:
ـــ أقوم فين ياعم؟! ده سريرى.. امشى انتَ على سريرك!!
ضرب رأسه بيده؛ وهو يقول:
ـــ آآآه صحيح!!!
ثم نهض وجلس على سريره وهو يقول:
ـــ بتطرُدنى من سريرك؟! دى أخرتها؟!!
يقهقه بصوت عالى:
ـــ أيوة ؛  إذا كان عاجبك واطفى النور يلا , عشان أنام!!!
اومأ رأسه إيجابًا:
ـــ عاجبنى ياسيدى!!

" ثم ضغط على زر الكهرباء وأطفأ النور وذهب الى سريره "

" ويأتى الصباح بنور ينبعث بالتفاؤل "

وبعد الظهيرة؛  نهضت حسناء من نومها , وقتئذٍ طلبت والدتها التحدث معها فى أمرِ هامٍ !

هنعرف بكرة بإذن الله

المنتقبة الحسناء

بقلم شيماء عفيفى

رواية المنتقبة الحسناء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن