البارت الثاني

6.7K 248 44
                                    

[size="6"][color="dimgray"]


البارت الثاني

مجتمعه مع بناتها في غرفة الجلوس ...ناظرت ندى وهي تمسح دموعها وهي مستمرة بالكلام  : ليه الكل عندهم أب إلا حنا ؟!
هزت رأسها أمها وكتمت ضيقها بداخلها من لما اكتشفوا أنه متزوج وحده ثانية هجرها وما عادت تشوفه ..وبنبرة فيها غصة: عادي يمه اعتبري نفسك يتيمه
قاطعتها وفاء برفض هالشيء: ليه نتخيل وهو عايش؟!
ليه يحب إخواننا اكثر منا ؟!
ولا عمره زارنا او سأل عنا ؟!
كل الاهتمام بعياله وحنا بستين داهية!
اكره عياله ... وخاصة البنات
ندى مسحت دموعها : راما تقول لما تزور رحيق بيت جدي ما تنطق حرف واحد طول الوقت جالسه وساكته !وما ترضى تلعب معهم !
مطت شفتها بضيق وقاطعتها بنبرة عتاب: يا يمه انا قصرت معكم بشيء؟!
أخوكم قصر معكم؟
كل شيء تتمنوه تلقونه أمامكم ...وش تبغون بوجع الرأس. ..قولوا الحمد لله وربنا رح يعوضكم!
هزت رأسها ندى بعدم اقتناع وبداخلها تحسد رحيق على حياة الرفاهية الي تعيشها ... وجهلت كم نحكم على المظاهر وما ندري عن البواطن ...كم نشوف ناس ظاهرهم حياتهم من برا سعيدة ورفاهية ومن الداخل الحياة جحيم وما احد يطيقها!
نحسد بعض على نعم مزيفة ولو اطلعنا على الواقع لانصهرت القلوب حزن على حالهم ... يكفينا نرضى بأقدار الله ...ونعود العين ما تناظر لفوق ...تكون دوم راضية بكل شيء مقسوم لها ...
&&
&&
&&
مسح حبات العرق عن جبينه ...يشعر بسيلان العرق في ظهره بفعل حرارة الشمس المرتفعة ....زفر بتعب وهو  يرجع يكمل نقل البضاعة ...
يشجع نفسه ما في الا القليل وبعدها يحصل على الفلوس ويشتري بدلة الرياضة...
لفت انتباهه صوت كفرات سيارة مرت قريب منهم ..التفت لها ...سرعان ما تعثر وسقط على الأرض ...فتح عيونه بصدمه وهو يشوف نفسه فوق البضاعة واندثرت البضاعة بسبب السقوط...نهض نفسه وناظر صاحب العمل ...وقبل ما ينطق باعتذار او تبرير ...نطق صاحب العمل بصراخ : وجع ...جعلك بالساحق ... أعمى ما تشوف ؟!
نطق مشعل بتبرير: تدعثرت
قاطعه صاحب العمل بصراخ: انقلع ما أبغى أشوف وجهك ...يلا انقلع
قاطعه مشعل ووجهه احمر من فعل الحرارة ..وبنبرة استنكار: أبغى الأجرة
قاطعه باستنكار : نعم !
والبضاعة الي كسرتها !!
مين يعوضني عنها؟!
رد وهو معقد حواجبه وهو يحس بغصه بحلقه: أنا نقلت لك كل البضاعة ما بقى إلا ذول ...ما انكسر الا هذه
قاطعه وهو يدفعه بقوة: اقول انقلع من هنا قبل ما اطلب لك الشرطة ؟
واقسم بالله أدخلك بقضية سرقة وما احتاج لشاهد سمعة أبوك وإخوانك تكفي وزيادة الكل يشهد ضدكم ... أخوك الحرامي سرق بيت ابو زياد ترى كل علومك عندي!
ناظره مشعل وهو يبلع غصته من الظلم الي جالسه يتجرعه بذنب ما هو ذنبه !
تنفس بضيق ونطق بحرقه: والله ما اسامحك جعله حقي يكون نار وسعار في بطنك !
ناظر البضائع وداس عليها بقوة لعلها تخفف الحرة الي بداخله ...يكره العالم كله  ... تحرك بدون ما يناظر صاحب المحل وهو يتفقد البضاعة الي داس عليها ..وما وقف شتائم !
يمشي بدون هدف وبصعوبة ماسك دموعه تنزل ...اخذ نفس عميق ....وقف أمام باب بيتهم ....عبس ملامح بكره يكمن بداخله لهذا البيت وكل الي فيه!
دخل البيت والسكون يخيم على البيت .... وكأنه بيت مهجور من سنين ...
توجه لغرفته بروح ميته ...ضاع وقته بحمل البضائع ...يحس ظهره انكسر من التعب ...وقف قريب من المرآة ناظر نفسه ..وجهه احمر بفعل الحرارة ...وحبات العرق على جبهته ... مسح وجهه بعجز....وقرر يستحم لعل الماء يطفي النار المشتعلة بداخله!!!!
$$
$$
$$
ناظرت أمها وهي تلقي الشال بإهمال على الكنبة وهي تنطق بقوة: والله بيت ابوي وادخله بالوقت الي ابغاه!
فاطمه بانتقاد: بس افهم لما تلبسين الشال وش وضع نص شعرك الامامي؟!
يا اختي اما تغطي شعرك كله او اخلعيه ولا تشوهي هالحجاب؟!
يعني الغرة حلال وباقي الشعر حرام ؟!
جلست اسماء بعد ما نفشت انفها : انت وش علاقتك ؟!
انا حر بنفسي ما احد له عندي!
زينب ناظرتها بعبوس ما تعجبها طريقة اختها بالحياة: المشكلة إنك شايفه نفسك شيء كبير وانت بالواقع
قاطعتها اسماء بحده: انت بالذات وش دخلك فيني؟!
صدق ناس ما عندها ذوق!
منار ابتسمت : تعالي يا خالتي ...اجلسي عندي!
تهللت ملامح رحيق وابتسمت بنعومة ...سرعان ما انمحت ابتسامتها لما تقدمت مرح لخالتها!
ظنت إنها تكلمها بس خالتها منار كانت تتكلم مع مرح ...بلعت غصتها والغيرة تحرق بروحها ليه ما احد يهتم فيهم او يعبر وجودها وكأنها غير مرئية !!
منار تمسح على شعر مرح بحنية : سمعت انك حصلت على الجائزة الاولى في حفظ الأبيات الشعرية!
زينب وهي تنفش ريشها بفخر: ابوها اشترى لها هدية كبيرة ...ما رح اقول وش هي ...الليلة رح نعمل لها حفلة صغيرة في بيت عمي تستاهل مرح !
حست رحيق بالعبرة تخنقها ..حياتها على الهامش تشطرها من النصف...
كل يوم تتجرع النقص وقلة الاهتمام والاهانة والضرب والتنمر ...كتمت ضيقها وناظرت ام عبدالرحمن وهي تدخل ....وقفت عند رحيق ومسحت على شعرها بابتسامة دافئة: كيفك رحيق ؟!
ابتسمت بألم ...ونطقت بهدوء: بخير ! كيفك يا جدتي!
ناظرت أسماء ام عبدالرحمن باستعلاء: يا لطيف وش قلبك طيب ورقيق!
واشرت على رحيق : وانت يا غبية كم مرة قلت لك ما هي جدتك !
وقلدت صوتها بسخريه : كيفك يا جدتي!
شعرت رحيق بالحرج من طريقة أمها بالتعامل معها !
ام عبدالرحمن جلست وهي تمسك بيد رحيق: ما رح ارد عليك .... في رب بيعلم إني ما قصرت معك وعاملتك مثل بناتي بس انت الله يهديك !
ضحكت اسماء بحنق : تدرين للحظة صدقت ...ما ادري عن ابوي ليه ما استثمر موهبتك بالتمثيل!
قاطعتها جدتها وهي تدخل : اسماء حدك ام عبدالرحمن ...تجلسين باحترامك غير كذا ما اسمح لك !
اسماء رفعت يدها باتهام لجدتها: انت من يومك ما تحبيني !
وما احد خرب بيتي ودمر حياتي الا انت وأم عبدالرحمن!
زينب مطت شفتها بسخرية: ابغى ابكي من التأثر ...يا مسكينة مظلومة زوجة ابوها ظلمتها ....وبحده نطقت: اصلا احمدي ربك انها امي تحملتك طول هالسنين تراك كنت واقفه لنا هنا بالبلعوم ما قدرنا نبلعك ... وااااع لاعت كبدنا منك !
هزت رأسها اسماء بغرور : محترين مني ..تغارون لأني اجمل منكم كلكم !
والكل يتكلم عن جمالي واناقتي!
فاطمه تقفل السالفة: خلاص مثل ما تبغي !
رحيق تحركت للخارج تجلس على الارجوحه....يرافقها الضيق كلما جاءت لبيت جدها ابو عبدالرحمن من المشاكل الي ما تنتهي ...ما تدري امها ليه دامها تكرههم تزورهم !!!
وليه تسحبها معها هنا !!!
رفعت رأسها وناظرت احمد وهو يضحك مع اولاد توقعت انهم اولاد خالاتها !
عقدت حواجبها لما تحولت نظراتهم لها ..وبدأ كل واحد منهم بسيل من السخرية والضحك على أمها وأبوها واخوانهم !
تحس بنيران اشتعلت بداخلها من كلامهم ...ناظرت الأرض وعيونها مركزة على عصا ....حتى لو كان اهلها سيئين ما رح تسمح لاحد يتكلم عليهم ....نزلت على ركبتيها ومسكت العصا وكلام احد الاولاد يتردد بإذنها وهو ينطق باستعلاء: مشعل يقولون تشاجر مع اولاد صفه واخذ انذار من المدرسة ...صدق عائلة تشعرك بالاشمئزاز!
شدت على العصا بقوة ...مشعل بالنسبة لها غير عن الكل ...ما تسمح لاحد يتكلم عليه ...وبدون سابق انذار ...هجمت على الولد وضربته على رأسه بكل قوتها وهي تنطق بحرقه: مشعل احسن منكم كلكم !
احمد بفزع وهو يشوف الدم يفور من رأس ولد خالته ....خلال ثواني كان الوضع من حولها فوضاء وصراخ ....رجعت خطوة للخلف لما تقدم منها احمد ورفع يده يضربها بعد ما نقلوا الولد للمستشفى ...
كانت يد أسماء اقرب ..لتنطق بنشوة: اذا ضربتها اكسر يدك !
منار بانتقاد : بس ما يصير كذا تضرب ولد خالتها !
تراه ما هو من جيلها ؟!
احمد بغضب : أقسم بالله الا اكسر راسك ...وش تظنين الدنيا سايبة!
اسماء ناظرته باحتقار: عمرك 14 وللحين عقلك
قاطعها احمد بتمرد: احسن من وضعك ...عيالك طولك وللحين مثل المراهقين تتصرفين ...شوفي عيالك اكبر مني وحالهم يشرف !
رحيق بتهديد نطقت : اذا تكلمت على إخواني اضربك الحين !
سحب ابو عبدالرحمن العصا منها بملامح ما تتفسر ... وبهدوء نطق : خلاص كافي !
أنا أعرف رحيق ما تثير المشاكل اكيد عيال خالاتها غلطوا عليها!
ركز نظره على رحيق وهو ينبها : هذه الحركات ما ابغى اشوفها هنا حتى لو غلطوا عليك تعالي قولي لي وانا اتصرف معهم ..مفهوم!
تناظر جدها وتشعر بالسعادة تدغدغها جدها وقف معها وما ضربها او صرخ عليها !
هزت رأسها ونطقت باعتذار: أنا اسفة يا جدي تصرفت بدون وعي
قاطعتها اسماء وهي تضربها على وجهها بقوة وبغضب تنطق: على وش تتأسفين ؟!
جعلها للحريقة زينب وعيالها !
غبية ورح تبقين طول حياتك غبية ذول ما احد يستحق الاعتذار
قاطعها ابو عبدالرحمن بغضب: انكتمي!
وقسم بالله إن شفت رجلك عتبت باب هذا البيت الا يكون حسابك عسير ... والحين انقلعي أشوف...
**
**
**
كان يركض بسرعة يخاف يكون احد اكتشفه ويلحقه ...لما حس إنه ابتعد كثير ...أخذ نفس عميق وهو يجثوا على ركبتيه ....ما زال يلهث بقوة ....ناظر الكيس الي بيده ...رماه على الارض باشمئزاز...جلس على الأرض وهو يشعر بالخزي من نفسه ...تأنيب الضمير يؤنبه ...كيف تجرأ وسرق !
حاجته للبدلة والحذاء ما تسول له يسرق حقوق الناس!
يحس نفسه يتجرع مرارة هالذنب ... طول وقته يحتقر اهله والحين يعمل مثلهم !
لكنه مل من نظرات النقص الي من حوله !
يبغى يكون مثل باقي جيله ....كور يده وضربها بالأرض بقوة ...
في صوت بداخله ينادي عليه ويحثه يرجع الاغراض ...وصوت ثاني يبرر له فعلته ويردد الغاية تبرر الوسيلة !
كان بصراع داخلي مع نفسه ...
وبالنهاية غلب الصوت الثاني..تكرر هالفعل كلما انغلقت بوجهه توجه للسرقه حتى يلبي حاجاته ...وكل مرة يضعف الصوت الاول الي ينهاه عن هذه الافعال ...حتى مات ذاك الصوت وما عاد يسمع له حس ...كذا لما ندمن الذنوب يموت الضمير الي بداخلنا ...اول ذنب نقترفه يكون صوت الضمير عالي بداخلنا ....وكلما خذلناه يضعف يضعف حتى ما عاد ينسمع له صوت ... إذا مات الضمير وش تبقى من الانسان ...هو المعيار لوجود الخير بداخلك .. إذا اقدمت على الغلط وسمعت صوت الضمير بداخلك فما زلت على قيد الحياة ! وإن ما سمعته فراجع نفسك!
جالس يقلب جواله باستمتاع وهو يحضر مباراة كرة السلة ...قطع اندماجه صوتها الهادئ وهي تسأله: من وين حصلت على الجوال؟؛
ما كلف نفسه يرفع رأسه ويرد عليها ... لينطق بلامبالاة: وش دخلك؟!
زمت شفتها والضيق يخنقها وهي تناظر مشعل إلي كانت متأمله رح يكون غير عن ابوها وأمها واخوانها ...ما تبغى تنصدم فيه ...نطقت بضعف وخيبة: مشعل انت صرت مثلهم!
ليه تسلك نفس الطريق؟! كنت اشوفك غير عنهم !
بس الظاهر إنه الشر يسري بدمنا بالوراثة ..وما نقدر نواجهه ونتغلب عليه!
حس بشيء لامس قلبه وأفزعه ...رفع نظره لها بملامح منصدمة ..هذه البنت غريبة بالرغم من صغر سنها الا انه يحسها صاحيه اكثر منهم ....تابعت كلامها بمرارة: طول عمرك تناظر افعالهم باشمئزاز وش الي جبرك تغرق بهذا المستنقع؟!
وقفت وهي تكمل بخيبه:كلكم نفس الطينة ...دنيا زائلة واصحاب الحقوق ما رح يسامحونك فلا تجعل كل همك الدنيا مثلهم !
قدامك مستقبل لا تهدمه بيدينك!
ناظرها وهي تغادر الصالة ...كلامها ضرب الوتر الحساس الي بداخله ...وش فيه اغرق نفسه بالوحل ؟!
دوم كان يشوف نفسه ارفع من إنه ينزل لمستواهم .. والحين وش تغير؟
كله حتى يتخلص من النقص الي يقبع بداخله ...عض شفته بندم على الغفلة الي كان فيها .... رفع نظره على فيصل وهو يجلس وبيده علبتين عصير... وبنبرة لا مبالاة: اترك عنك سوالف هذه البزر !
هذه البنت تجمع المواقف الي تشوفها بالبيت والمدرسة ...وتصنع منها عقد نفسية بداخلها !
وتروح عند ام صالح تحفظ كلامها وتيحطجي تسمعه عندنا !
هذه مريضة نفسيا لو تبغى تسمع كلامها رح تبقى بالأرض ولا رح تحقق اي طموح وآمال ...
مد له بالعصير: خذ اشرب وروق وطنش هذه حياتك ومن حقنا نعيشها وما ننحرم منها ونتجرع الحرمان ...ليه تتجرع النقص وكل شيء بنفسك موجود بالسوق ؟!
هذا حقنا واذا ما اعطونا بالرضى نحصل عليه بالطرق الملتوية لأنه من حقنا ...تفهم وش يعني من حقنا !
كان مثل الأفعى تبث سمومها في أذن مشعل ....ناظره مشعل بطرف عينه ...وبداخله تشتت ما بين وضع حدود بين الحرام والحلال
اذا ناظر رحيق يشوف المستنقع القذر الي يعيشونه اهله وان ناظر فيصل يشوف الظلم والحرمان الي يعيشونه وانهم ضحية ومن حقهم يحصلوا على حقوقهم حتى لو كانت بالطرق الملتوية !
زفر بضيق ورشف من العصير وهو يفكر اي طريق هو الصح !
&&
&&
&&
كان وقت الفسحة تحركت من مقعدها ..تمشي بخطوات هادئة ...ناظرت ليلى وابتسمت لها بمحبة ...سرعان ما تعثرت وسقطت على الأرض ...كتمت ألمها ورفعت نظرها لرغد الي تبتسم بخبث وهي تنطق: سلامات
ما تدري هالبنت ليه حاطه دوبها من دوبها ...والحين مدت رجلها وتعمدت تسقطها على الارض ...
ما رح تسكت له خلاص ملت من هالتنمر ...ساعدتها ليلى على وقوف وهي تسألها باهتمام : يوجعك شيء!
رغد بضحكة ساخره: لا تخافي عليها ....سمعت انه ابوك بالسجن عند أخوك؟!
ختمت كلامها بضحكة مستفزة مع بعض زميلاتها!
وبدون سابق انذار مسكت رحيق كتاب رغد وسرعان ما استقر على رأس رغد بقوة ....ألقت الكتاب على الارض بكل قوتها ... وللحين بداخلها نار مشتعله ...أمسكت شعر رغد بقوة وهي تنطق بتهديد: اذا نطقت اسم ابوي على لسانك القذر اذبحك !
تفهمين!
مسكت رغد بشعرها ودموعها تنزل من الوجع ...آنت بوجع رحيق لما تدخلت سميرة وضربتها برجلها على ظهرها ومع ذلك زادت رحيق تمسك بشعر رغد ....تجمعوا البنات يحاولون يفرقون بينهم ...
سحبت رحيق يدها بسرعة لما سمعت صوت يردد " الأبلة جاءت"
وبتمثيل متقن رمت نفسها على الأرض وكأنه أغمي عليها ...
رغد بقهر وغضب بعد ما قطعت شعرها ضربتها على بطنها وهي مستغربة ليه ألقت نفسها على الأرض....
سرعان ما صرخت رغد  بوجع لما ضربتها المعلمة بالعصا على ظهرها : ليه تضربينها ؟!
تقدمت المعلمة من رحيق وهزتها : يا بنت قومي !!
ضربت على خدها : يا بنت!
طلبت المعلمة الموية ومسحت على وجه رحيق وهي تذكر اسم الله عليها ...
رغد تحول وجهها بالإلوان من الخوف وهي تشوفها فقدت الوعي...وكلام المعلمة زاد مخاوفها وهي تنطق: إن صار شيء للبنت رح تتحملين المسؤولية ...تظنين نفسك بالشارع !
بدأت تسترد وعيها ...أسندتها المعلمة وهي تسألها : انت بخير ؟!
هزت رأسها بتعب ...ناظرت المعلمة الطالبات وبدات تصرخ وتهدد وتتوعد اذا تكررت هالحركات في الصف ...استغلت رحيق الفرصة وناظرت رغد وحركت حواجبها تغيضها مع ابتسامة نصر ...وقبل ما تنتبه المعلمة على حركتها ... نطقت بتعب : أبلة أبغى اشتكي عليها للادارة دوم تشتمني وتضربني ....اذا ما تصرفوا معها رح اوصلها للوزارة اكثر من كذا ما اتحملها ...ودخلت بموجة بكاء كاذبة لكنها من الداخل حقيقة ....تبكي الحياة الي تتجرعها بقسوة من هالمجتمع .....
**
**
**

رواية رحيق الياسمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن