جالسه بالصالة وكأنها بعالم ثاني مب قادرة تصدق كل الاحداث الي صارت .....رفعت نظرها على صوت ضحكات وفاء وندى ...ليتها ما تمنت تشوفهم او تتعرف عليهم...تحس ضاق تنفسها تبغى تبكي .....مسحت بخفه دمعه تسللت على خدها ...وقفت وتحركت لجهة الشباك وقفت تناظر للخارج بهدوء ..وبداخلها غصة عيت تنبلع...كيف حال الدنيا هذا بيتهم وصارت غريبه فيه ...التفتت لما وصلها صوت فيصل المستفز: اووووه صباح الخير قصدي مساء الخير يا عمتي !
ام مهند رفعت يدها بتهديد : واقسم بالله كلمة وحده اكلم مهند واخليه يبجي ويعلمك قدرك !!
ضحك فيصل بروقان واقترب منها ...وبنبرة ساخره: لا لا زوجة البابا زعلانه!
يا قلبي مين زعلك؟!
اكيد مشتاقه لمنصور! وينك يا منصوووور !
يا مسكينة جايه هنا على ريحة الغالي...عاد حنا عياله تعالي عانق
قاطعته ام عبدالله بسخط من وقاحة هالشخص وهي تقترب منهم: انت ما تستحي على وجهك ؟!
تكلم زوجة ابوك كذا ؟!
زم شفته بتعجب : نطق محامي الدفاع ...اقول ارجعي اجلسي مكانك يا رب حسن الخاتمة!
نطقت ام عبدالله بغضب عقلها ما يقدر يتصور وقاحة عيال منصور : احترم نفسك احسن ما
قاطعها وهو يمسك يدها الي تهدد فيها ...وبسخرية قبل يدها وهو ينطق : بركاتك يا حجة!
بغت تسحب يدها بقرف ..لكن احكم قبضته عليها وبتهديد نطق وهو يحرك يدها يمين و شمال: بس اقول كذا بيدك تقول تك تك ..ترى عظمك يالله يالله لا تخليني ارسلك للقبر بيديني ...ترى حنا ما يهمنا ...القتل يسري بدمنا وما يهمنا أحد ...اقتلك واقتل كل عيالك بدم بارد ...ترى بداخلي كره لكم ما احد يعلمه الا ربي ...فاجلسي باحترامك افضل لك !
1
ولا تجبريني اتصرف بطريقة ما تعجبكم...ترى أنا مجنون ومعي شهادة بالجنان ...فاختصريني انت والحثالة الي معك تفهمين !!!
دف يدها بكره والحقد يشع من عيونه ...بعدها التفت لرحيق واقفه تناظرهم والدموع تلمع بعيونها خلاص ما عادت تتحمل هذه الاجواء والمشاجرات ... نطق بهدوء: اي احد يضايقك بس خبريني وأنا اتصرف!
ما ردت وبداخلها تبغى تهرب منهم كلهم ...ام مهند بتهديد وتوعد نطقت: اذا ما خليت مهند يربيك
قاطعها وهو يتوجه لها بسخريه: مهند ؟!
وينه هالفارس المغوار ؟!
ترى لا تتكلمين كذا لأني (سكت للحظات وهو يرفع حاجب وبملامح ساخرة ومستفزة تابع كلامه: لأني اخااااف!
سرعان ما غير ملامحه للغضب وبصوت حاد وعيون نارية نطق : اسمعيني زين معك يومين اذا شفت خيال واحد منكم بالبيت ما رح يصير خير تفهمين...
قاطعته ندى بقوة : انت رح تنقلع من هذا البيت ... هذا بيت ابوي يا ساقط
قاطعها ويده تستقر على خدها بقوة... امسكها من ذراعها وهو يهزها بقوة: وينه ابوك ؟!
ليه ابوك معترف فيك أصلا؟!
عمرك شفتيه؟!
ابوك اختار هذا البيت لنا بس وانتم وين موقعكم ؟!
انتم خليكم تحت اجنحة عجوز النار
قاطعته ام مهند وهي تسحب ابنتها منه وبصراخ: والله الا تندم ..هذا بيت ابوهم ولهم الحق فيه غصب عنكم مثل ما لكم في هذا البيت... عيالي لهم الحق فيه وما رح نتحرك من هنا ...تفهم !
مشعل دخل بعد ما شاف جزء من الشجار اليومي من اول ما وصلوا ..وبنبرة هادئة: رجاء غادروا من البيت برضاكم افضل ما نطردكم بطريقة ما تعجبكم ...نبذتونا طول هالسنين والحين تذكرتوا ولدكم ؟!
والا رسمتم على البيت لما سمعتم انه ابوي في حالة خطرة ؟!
تبغون الورث ؟!
الله يقطع النفس الرديئة ....فوق الحياة البائسة الي تجرعناها ما احد جاء يقاسمنا الوجع الي ذقناه ...والحين عند الورث والفلوس كنتم اول من طرق الابواب حتى تقاسمونا المال !
وش أدنى من هذه النفوس
قاطعته ام مهند : هذا حقي وحق عيالي !
مشعل ناظر فيصل وابتسم بدون نفس ...وبعدها نطق : حقكم !
فيصل ضحك بصوت مرتفع ...استفزت ضحكته الحاضرين ...وبعدها نطق وهو يضع يده على كتف مشعل : بالله يا مشعل لا تخرب المفاجأة ...المهم انا من قبل اعطيتكم خبر قلت اسبوع وبعدها تغادرون يعني رح اعتبرها لكم فترة نقاهة وتغيير جو وبعدها مع سلامه ...ما ظل على المهلة الا يومين وبعدها ما رح يعجبكم تصرفي !
مهند دخل وهو يسمع كلام فيصل وبسخريه نطق: صدق !
شكرا لك انك أعطيتنا مهلة اسبوع!
وبحده وقف بوجهه..وطولهم متقارب بالرغم انه مهند اكبر منه بالعمر...و بتحذير نطق : عيد هالكلام مرة ثانية وشوف وش رح يصير
ندى تشجعت بوجود اخوها : ضربني
ام مهند بدأت بالشكوى: ضرب ندى وطردنا وتكلم بقلة أدب معنا
مهند انتفخت ملامحه ورفع يده حتى يضربه بس يد فيصل كانت اسرع مسك يده بقوة ونطق بتحذير : إياك تعيد هذه الحركة حتى ما اكسرك
دفه مهند عنه بقوة ...ونطق بتهديد: انا الي رح اذبحك ونخلص منكم ...وهذا البيت لنا تفهم !
فيصل زم شفته بتعجب من ثقته ..وباستفزاز رفع يده واشر له : يومين معكم وبعدها برااااا لأنه البيت كله كله امممم البابا سجله بإسم الماما ..يعني هذا البيت لأمي وبس ....وانتم بح بح يا حرام تكسرون الخاطر!
ما قدر مهند يمسك اعصابه ..فيصل انسان مستفز بملامحه وطريقة كلامه ...يوصلك للجنون من الغضب بأسلوبه ....وفوق هذا ابوه مسجل هالبيت الكبير لأسماء ؟! وهم وش موقعهم ؟! ليه كل شيء لعيال اسماء وهم ما يدري عنهم بأي ارض.....وبدون سابق انذار هجم على فيصل وبداخله بركان يغلي من ابوه واسماء وعيالها ...اشتبكوا مع بعض ومشعل تدخل ضد مهند ...وصراخ ام مهند وام عبدالله ملأ المكان !!
واقفه تناظر هالمشهد ببرود ...تعودت على هذه الاجواء...صارت مشاعرها بليده او انها واثقه انه مهند ما رح يقدر لمشعل وفيصل ..سرعان ما نبض قلبها بقوة وهي تشوف مهند بيده موس ...ما تدري من وين طلع هالموس...وبدون وعي ركضت للخارج تنادي احد يساعدهم ....
من حسن حظها وجدت بعض الرجال في الشارع ...رجعت للداخل وهي تركض ونبضات قلبها تنبض بقوة...صرخت حتى يستعجلوا الرجال: بسرعه بسرعه
وقفت بصدمة وعيونها على مشعل ملقى على الأرض بلا حراك...رفعت نظرها لمهند وشعرت الدم تجمد بعروقها وهي تشوف مهند يرفع السكين ويغرسها بجسم فيصل وهو يصرخ: اشبع بالبيت اشبع!
ما اكتفى بطعنه وحده ما اشبعت غليله..ورجع يطعنه عدة طعنات وكأنه وحش متعطش للدماء....
تدخل الرجال وابعدوا مهند عنه ...ناظرت إخوانها وشعرت انها سقطت من أعلى الجبل وهي تشوف اخوانها جثث بلا حراك ...وبدون وعي صرخت وركضت عند مشعل وهي تحاول تحركه : مشعل مشعل مشعل اصحى يا مشعل!
ابعدها احد الرجال عنه : تعالي يا ابنتي
دفت يده وتوجهت لفيصل وهزته : فيصل فيصل
ابعدها عنهم ابو صالح وناظر عبدالرحمن : امسكها لا تخليها تقترب خذها عند امك!
رحيق تحاول تفلت من عبدالرحمن وهي تبكي وتصرخ: اخواني مشعل ابغى مشعل...لما أخرجها من الباب صرخت من أعماقها : مشعل!
ليغلق الستار على مشاهد يصعب على العقل تصورها او استيعابها
##
##
##
جالسه على الأرجوحة وسارحه بأحزانها واوجاعها ...فقدان مشعل اوجعها حد النخاع اشتاقت له بالرغم انه علاقتها فيه ما هي ءاك الزود لمن هو اقرب شخص لها بالبيت لها ...تشعر إنه مظلوم في بيتهم مثلها ...عنده احلام وطموحات لكن مكبل والحواجز بين احلامه وتحقيقها كثيره....رفعت نظرها لخالها وهو يمسك الأرجوحة ... ابتسم لها بحنان وهو يشوف عيونها اللامعه : كيفك اليوم يا بطه ؟!
مطت شفتها بألم وهزت رأسها إنها بخير ...مسح على شعرها وهو يكلمها: ليه جالسه لوحدك تعالي العبي مع العيال !
هزت رأسها بالرفض بدون ما تنطق حرف واحد !
سألها وقلبه دائما حزين على هذه الطفلة : ليه ؟!
ما قدرت تكتم البكاء اكثر نطقت من بين دموعها : أبغى مشعل
قاطعها وهو يدفنها بحضنه ويمسح على شعرها : لا تبكين ...انت كبيرة ...ومشعل ان شاء الله رح يرج
قاطعته زينب من خلفه وهي تتكلم بصوت مخنوق: تعالي رحيق!
ابعدها عبدالرحمن عنه وهو يمسح دموعها ...اقتربت منها زينب وجلست على مستواها وهي تناظر وجه رحيق احمر ومنتفخ من البكاء : يا قلبي لا تبكين !
تعالي معي انا رح اكون امك وعيالي اخوانك بس لا تبكين !
نطقت رحيق وهي تمسح دموعها : مشعل كان يبغى يصير لاعب كرة سلة... مشعل ما هو سيء !
ليه طعنه كذا ؟!
قاطعتها زينب وهي مستغربه كيف رحيق تأثرت على حال مشعل وما سألت عن امها وأبوها ..تعلقها بمشعل واضح : ادري انه مشعل ما هو سيء!
تعالي شوفي وش اشتريت لك !
سحبتها معها للداخل و عيون عبدالرحمن تناظرهم والضيق والكدر يتلبسه لما يشوف رحيق !
أنت تقرأ
رواية رحيق الياسمين
Ficción Generalعندما تجد نفسك تعيش في عائلة ينبذها المجتمع من حولهم ...هل ستنجرف رحيق لهذا الوحل ام ستحافظ على المبادئ التي تحملها ....وماذا سيفعل ابن خالتها عندما يكتشف ان الفتاة التي جلس سنوات ينتظر الزواج منها هي نفسها " رحيق " الفتاة التي تنتمي لأكثر عائلة يبغ...