- مر أسبوع أخر ولا أريد أن أفتح عيني
= لِماذا؟
- لأنني مُتعبة، لستُ مُستعدة للحياة مرة أخري
= لكن أنتِ لستِ بِمفردك، أنا معكِ
- بعد كُل ما فعلته بكِ مازلتِ باقية
= نعم، اخبريني مَن أغلي علىّ مِن نفسي
- لكنني كُنت أخبركِ دومًا بِأنني أكرهك
= لا بأس لقد كرهتك أيضًا أحيانًا، لكن سرعان ما أحاول أن أحتويكي مرة أخري لكنني أفشل في كُل مرة.
بدأت دموع مادلين بِتغطية وجنتيها ثمّ تمتمت بصوتٍ مخنوق:
- أسفة
أبتسمت لها نفسها أبتسامة أمتنان قائلة:
= في الواقع هُناك أيضًا خالتك تنتظركِ باكيا طوال الأيام، وأيون
قالت مادلين في دهشة:
-أيون!
= نعم، كان يبحث عنكِ طوال الوقت، لَم يستطع التخلي عنكِ رغم أنكم تقابلتهم مرة فقط، لقد شعرت بِذلك، هل شعرتي أيضًا؟
اجتهدت حتي لا تبتل رموشها بِعبراتها المختنقة فَردت على نفسها قائلة:
- نعم أستطيع الشعور بِهم، أنهم حولي
ارتسمت على شفتيها أبتسامة ظفر فَقالت:
= لذا يجب أن تعودي مِن أجلهم
قالت مادلين بِنبرة حزن:
- هل أستطيع؟
= بِالطبع، لَكن قبل ذلك هل تُسامحيني؟
أبستمت مادلين قائلة:
- بِالطبع
طالعته بِعينين زائغتين مِن السعادة قائلة:
- عانقيني وستعودين، لكن قبل ذلكَ لا تنسي أسعادي قبل أحد فَسعادتي هي سعادتك حسنًا.
نظرت مادلين إلي نفسها بِحزن نادمة على ما فعلته بِها كُل ذلك الوقت، أبتسمت بِصدق ورمت نفسها في مَقْطَن نفسها، حتي شعرت بِأنها تُحلق فوق دجي نفسها بعيدًا، إلي أوار مُشرق لا اِكْتِفَاء مِنه...................................................................................
فتحت مادلين عينيها على صوت أيون وهو يتشاجر مع الطبيب قائلًا:
- اللعنة كيف تخبرني بأنها بِخير وأنها لا لَن تستيقظ!
حاولت أينور أن تهدأ الوضع لكنها فشلت، قال الطبيب مُحاولًا الدفاع عن نفسه:
- لقد مر أسبوعين وثلاثة أيام ولَم تستيقظ بعد، كما أن هُناك مرضي أخري يجب الإعتناء بهم
قال أيون بِغضب:
- ماذا تقصد بِذلك!!
- هذا يعني أننا سَنزيل عنها الأجهزة
صرخت أينور وأيون في نفس الوقت، فَقالت أينور في غضب:
- لَن أسمح بذلك، سندفع أي شيء مُقابل أن تنتظروا أكثر أرجوك
قال الطبيب:
- في الواقع ليست مسأله مال، هُناك مَن مُتكفل بِكل ذلك، كُل ما في الأمر أنه لا يوجد أي إشارة حتي أنها يُمكن أن تستيقظ
حتي قررت مادلين التدخل قائلة:
-حقًا؟
صُدم كلا أيون وأينور، لَم تستطع أينور تمالك نفسها أكثر مِن ذلك بدأت تبكي، حتي أرتمت تُعانقها في شوق، وكان أيون واقفًا مُبتسمًا ويشعر بِالراحة، قال الطبيب فجأة:
- أسف سأبلغ والدك بأنكِ أستيقظت
نزلت كلماته عليهم كَالصاعقة، حتي قالت مادلين في صدمة:
- أبي!!..............................................................
- هل ستظل هكذا بِلا فائدة؟
نظر إليها بعينيه الحمراء قائلًا في غضب:
= ماذا تعنين بِلا فائدة!
قالت في بِأستهزاء:
- أنظر إلي شقيقك وستعرف ماذا أعني
بدأ جسده بِالأرتعاش غضبًا، فَأكملت قائلة:
- لقد أستطاع الكشف عن قدراته رغم صغر سنة، أما أنتَ فَأنظر إلي نفسك لا تجيد شيء
وضع يديه في جيب بنطالة الأسود قائلًا:
- لا تتعبي نفسك فَكل هذا لَن يُحرك شيء بِداخلي، لِذا وفري طاقتك على مدح أبنك الآخر
وقفت وهي تعدل فستانها الضخم وتنظر إليه نظرات تحمل كُل معاني البغض والغرور رغم أنه أبنها أيضًا فَقالت:
- بِالطبع فهو أبني الوحيد
قال في سخرية:
- هذا يعني أنكِ تخليتي عني الآن صحيح؟
قالت في برود:
- لَم أعترف بكَ قط
تحولت فجأة نظراته إلي نظرات قاسية لا تعرف معني الخوف قائلًا:
- إذن لا تبكي دماءًا في النهاية لأنني سأحتسيها كُلها يا أمي!
تركها ورحل ومعطفة الطويل يطير خلفة مِن سرعتة، لكن قبل أن يخرج وجد باب غرفة شقيقة مفتوحة، دخل بِبطء فَرأي ظرفًا، فتحه فَوجد صورة فتاة وخاتم فَضحك في سخرية قائلًا:
- أخي الأحمق، سأجعلك تبكي دماءًا مع والدتك.
أنت تقرأ
أوَار
Fantasyتُروادني دومًا ذكريات البَائِد البَهِيّ، كُلما مكثتُ بِمفردي، كَم أحبُ ذلكَ المزيج مِن التَلَهُّف والبَهْجَة، الذيّ يأتيني حين يمرّ علىّ سيناريو أتوق له، لا أشعر بِنفسي وإلا وأجدها بين ذراعي، أمال وأحلام لَم أستطع تحقيقها، البعض مِنها يعتصرني بِشدة...