"مادلين"
لقد مرّ أسبوع على ذلكَ اليوم، وأنا أشعر بِأن هُناك ما أنتشل مني، لا أحد يُصدقني بِأنه كان هُناك أحد معي، وهو مَن أنقذني مِن بين يديها، لَكن الغريب أنها أختفت مُنذ ذلكَ اليوم، والأغرب مِن ذلك أن أيفان أشعر بِأنه أصبح أكثر أشراقًا وأبهج مِن قبل، أبتعد عني جميع مَن في المنزل،جميعهم يتفادون النظر لىِ، أما هو فَكان غيرهم كان يهتم بيٍ كأنني شقيقة الصغرى، حتى أنه أخبرني بِأنه يصدقني، لكنه يخفي شيئًا، حتى أيون أصبح أكثر غرابة وقلق دومًا وهو الأخر يخفي شيئًا، وأنا مُتأكده مِن ذلك، أما خالتي أينور تتصل بي كُل ثانية لِتطمئن علىّ، الجميع يُخفي شيء، أستطيع معرفة ذلك مِن نظراتهم الخائفة وقلقهم الزائد، أما أنا مازالت تلكَ الرائحة وتلكَ اليدين الباردة التى أنقذتني، تُألم قلبي أشعر بِخنقه وخوف وشوق له، رغم أنني لَم أرى وجهه حتى، لكنني سمعتُ دقات قلبه الهائجة خوفًا.
هل كان خائفًا علىّ؟
هل يعرفني؟
هل أعرفه؟
كيف ولماذا ساعدني؟
لا أعرف شيء سوى أنني أرغب في رؤيته وبِشدةٍ كادت أن تقطلع قلبي مِن بين ضلوعي..............
فجأة قاطع عمها بيندكيت حديثها مع نفسها، ودخل بِلا أستئذان، حتى تفاجأت وشعرت بِالخوف مِن نظراته المُمتزجة بِالكثير مِن الخُبث جامدتان باردتان لا تظهران أي تعاطف أو مشاعر، حتى قال في حزم:
- أمازلتي لن تخبريني بِالحقيقة
تماسكت مُحاولة عدم إظهار غضبها، فَصرخ عليها قائلًا:
- أنتِ مُجرد كاذبة
هذي مُجرد لعبة، تلعبينها لكي تأخذي كُل شيء
نظرت إليه و أكتسي وجهها بِكل مظاهر الغضب فَقالت:
- لِماذا لا تبحث عن السبب، تنظر نحو الأحداث فقط، وتحاول أن تسمع فقط ما ترغب في سماعة، لِما لا تسأل لِماذا حدث كُل هذا، لِما جأت لِغرفتي وحاولت قتلي، أنها مَن كانت سَتقتلني ليس أنا مَن كان سَيقتلها، لِما لا تقول أنها شعرت بِالخوف مِن أن أخذ كُل شيء أنا حتى لا أعرف لِما مِن المُمكن أنها فكرت هكذا أو في ماذا فكرت، كُل مَا أعرفه أنها سَتقتلني، وأنه كان هُناك شخص ثالث أنقذني.
وضع يديه على رأسه قائلًا في أستسلام:
- إذا كان هُناك شخص ثالث فَمن هو.
ردت فى مزيج مِن الخوف والأرتباك:
- لا أعرف، حقًا لا أعرف، لَم أستطع رؤيته، كان المكان مُظلمًا كما أنني شعرت أن جسدي مُخدر مِن مُناهدتي معها لكي أهرب، لَم استطع حتى رفع عيناي لِرؤية وجهه.
بدأ يتجول في الغرفة في أرتباك قائلًا:
- إذن أين اختفت!
- لا أعرف
زمجر في غضبٍ قائلًا:
- أنتِ لا تعرفين أي شيء!
تماسكت حتى فشلت فى حبس دموعها أكثر مِن ذلكَ، حتى أنسابت على وجنتيها، نظر إليها، ثمّ جمع شتات نفسه فَقال:
- أعتذر
ثمّ رحل بِسرعة، وترك مادلين تبكي فى حسره...........
كانت الشمس قد اقتربت مِن المغيب واصطبغت السماء بِلون الشفق، غادرت مادلين فراشها متأفّفة، بعد أن فشلت مُحاولاتها بِالنوم، ولِوهلة تذكرت أمر الصندوق الأسود الذيّ وجدته في منزلها، أتجهت نحو أحد الرفوف المُعلقة على الحائط، وقبل أن تأخذه تحطم زجاج نافذتها فجاة، وقفت منتصبه مِن الذعر، أقتربت أكثر فَأكثر لِتنظر، حتى رأت إيفان وأيون بِجانبه، فَقال إيفان بصوتٍ عالٍ:
- أسف!!
كان أيون واقفًا يضحك، فَشعرت بِالراحة، وجدت الصخرة الذيّ قذف بِها نحو النافذة على الأرض، فَأخذتها والقت بِها على إيفان لكنها لَم تصبه لأنه ركض، فَقال لِأيون:
- فتاة لذيذة جدًا!
حتى ضحكوا ثلاثتهم، حتى أمتلئ المكان بِأصواتهم العالية، ذكرها هذا المشهد بِسهارتها مع أتليا وأندي، لكنها لَم تشتاق ولَم تحن لِتلكَ الذكريات، لأنها حصلت على الأفضل منها.
أنت تقرأ
أوَار
Fantasyتُروادني دومًا ذكريات البَائِد البَهِيّ، كُلما مكثتُ بِمفردي، كَم أحبُ ذلكَ المزيج مِن التَلَهُّف والبَهْجَة، الذيّ يأتيني حين يمرّ علىّ سيناريو أتوق له، لا أشعر بِنفسي وإلا وأجدها بين ذراعي، أمال وأحلام لَم أستطع تحقيقها، البعض مِنها يعتصرني بِشدة...